هل الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع؟

يشيع الاعتقاد بأن الأطفال الذين يولدون في الشهر السابع قد يكونون أقل عرضة لمخاطر الولادة المبكرة مقارنة بالأطفال الذين يولدون في الشهر الثامن، فما حقيقة هذا المعتقد؟ 

هل الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع؟ 

الإجابة باختصار هي “لا” في الحالات الطبيعية، فكلما طالت فترة بقاء الجنين في الرحم كلما ازدادت فرص نجاته وولادته بمشكلات صحية أقل، لا سيما إذا ما كانت المشيمة سليمة وإذا ما كان الجنين ينمو بوتيرة صحية.

وفي الحالات التي قد تكون فيها الأم معرضة لخطر الولادة المبكرة، يكتسب كل يوم إضافي للجنين في الرحم أهمية خاصة، لا سيما وأن الأطباء قد يقومون بإعطاء المرأة في مثل هذه الحالات حقن ستيرويدية، وهذه الحقن قد تساعد على تسريع تطور رئة الجنين ورفع فرص نجاة الجنين.

• هل من حالات قد تكون الولادة المبكرة فيها خيارًا أفضل؟ 

في ظروف استثنائية فقط، قد تكون إجابة “هل الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع؟” هي نعم، مثل الحالات التي يتواجد فيه ظرف صحي قد يجعل بقاء الجنين فترة أطول في الرحم خطرًا على صحة الأم أو الجنين، فهذه الحالات قد تدفع الطبيب لتوليد الأم مبكرًا، ومن الأمثلة عليها ما يأتي:

• إصابة الأم بمرض السكري، سواء كان السكري موجودًا لديها قبل الحمل أو إذا ما تطور لديها أثناء الحمل. 
• توقف الجنين عن النمو، في حالة تسمى طبيًّا بتحدد النمو داخل الرحم (Intrauterine growth restriction). 
• نزول الماء من الرحم قبل الأوان، أو حالة تَمَزُّقُ الأَغْشِيَّةِ المُبْتَسَر (Premature rupture of membranes).

ففي مثل هذه الحالات تكون الولادة مبكرًا أفضل من الولادة في الأوان.

معدلات نجاة الأطفال الذين يولدون مبكرًا

لكي نستطيع توفير إجابة أكثر دقة على سؤال “هل الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع؟”، فلنتحدث قليلًا عن بعض الأمور الهامة التي تتعلق بالولادة المبكرة. يطلق مصطلح الولادة المبكرة على الحالات التي تلد فيها الأم قبل بلوغ الحمل عمر 37 أسبوعًا، ويتم تصنيف الأطفال الخدج في 4 درجات رئيسة، وهي: 

• الخداج المبكر جدًّا: عندما يولد الطفل خلال الفترة الواقعة بين 23-28 أسبوعًا من عمر الحمل.
• الخداج المبكر: عندما يولد الطفل خلال الفترة الواقعة بين 28-32 أسبوعًا من عمر الحمل.
• الخداج المعتدل: عندما يولد الطفل خلال الفترة الواقعة بين 32-34 أسبوعًا من عمر الحمل.
• الخداج المتأخر: عندما يولد الطفل خلال الفترة الواقعة بين 34-37 أسبوعًا من عمر الحمل.

وهذه هي معدلات نجاة الأطفال الخداج تبعًا لتوقيت ولادتهم:

• قبل إتمام عمر 22 أسبوعًا في الرحم: نسبة النجاة تقارب الصفر.
• 22 أسبوعًا: 10%.
• 24 أسبوعًا: 60%.
• 27 أسبوعًا: 89%.
• 31 أسبوعًا: 95%.
• 34 أسبوعًا: نسبة النجاة تكاد تعادل نسبة نجاة الأطفال الذين يولدون في أوانهم.

تطور الطفل في الشهر السابع والثامن  

بعد أن أجبنا على سؤال “هل الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع؟”، فلنتعرف على أبرز ما يحدث للجنين في الرحم خلال هذين الشهرين:

• تطور الجنين في الشهر السابع من الحمل (الأسابيع 26-29)

خلال الشهر السابع من عمر الحمل، تواصل أعضاء الجنين وأجهزته الداخلية عملية النمو، كما من المتوقع حصول الآتي:

1. بدء طبقة دهنية بالتكون في جسم الجنين.
2. اكتمال نمو حاسة السمع لدى الجنين.
3. ميل الجنين لتغيير وضعيته في الرحم باستمرار.
4. بدء كمية السائل الأمينوسي المحيط بالجنين بالتناقص مع زيادة حجم الجنين في الرحم.

إذا ما ولد الطفل خلال هذا الشهر من الحمل، فإن فرص نجاته تكون أفضل إذا ما ولد تحديدًا بعد تجاوزه عمر 27 أسبوعًا في الرحم، كما تعد فرص نجاة الطفل الذي يولد مبكرًا ولكن بعد إتمام الشهر السابع مرتفعة.

• تطور الجنين في الشهر الثامن من الحمل (الأسابيع 30-34) 

خلال الشهر الثامن يواصل جسم الجنين النمو، وهذه بعض الأمور المتوقع حدوثها خلال هذا الشهر:

1. ازدياد مخزون الدهون في جسم الجنين.
2. تسارع نمو الدماغ لدى الجنين.
3. ازدياد عدد المرات التي يقوم فيها الجنين بالركل.
4. اكتمال نمو غالبية الأعضاء والأجهزة الداخلية للجنين باستثناء الرئتين، إذ قد تحتاج الرئتان لوقت أطول لكي تكتملا. 

أسباب الولادة المبكرة وعوامل الخطر 

هذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الولادة المبكرة:

• إصابة الحامل بمشكلات في الجهاز التناسلي، مثل: ضعف عنق الرحم، وألياف الرحم.
• وجودة حالة ولادة مبكرة سابقة لدى الأم.
• إصابة الأم خلال الحمل بنوع من الالتهابات أو العدوى أو المشكلات الصحية التي قد تستدعي توليد الأم مبكرًا للحفاظ على سلامتها وسلامة الجنين، مثل مقدمات الانسمام الحملي (Pre-eclampsia).
• عوامل أخرى، مثل: الحمل بتوائم، والتدخين، وتناول الكحوليات، والسمنة، ونقص التغذية.

مضاعفات الولادة المبكرة الصحية  

بعد أن أجبنا على سؤال “هل الولادة في الشهر الثامن أخطر من السابع؟”، فلنتعرف على بعض المضاعفات الصحية التي ترتفع فرص ظهورها لدى الخداج عمومًا:

• مشكلات متعلقة بالرئة نتيجة عدم اكتمال نمو الرئتين لدى الطفل الخداج.
• انقطاع التنفس، وذلك بسبب عدم اكتمال الجزء من الدماغ الذي يتحكم في عملية التنفس لدى بعض الخدج.
• مشكلات صحية أخرى، مثل: اليرقان، وبطء القلب (Bradycardia).