الوذمة المخاطية: تورم وتصلب في الجلد سببه قصور الدرقية
ما المقصود بالوذمة المخاطية؟ ما علاقة هذه المشكلة الصحية بالغدة الدرقية؟ هل هي مشكلة خطيرة أم عابرة؟ وما هي طرق العلاج المتاحة؟
سوف نعرفك في ما يأتي على الوذمة المخاطية (Myxedema) وبعض المعلومات الهامة حولها.
ما المقصود بالوذمة المخاطية؟
الوذمة المخاطية هي مشكلة صحية تنشأ كرد فعل تجاه التدني الحاد لمستويات هرمونات الغدة الدرقية في الجسم والذي يرتبط عادة بقصور الغدة الدرقية (Hypothyroidism). والغدة الدرقية هي غدة تلعب دورًا هامًّا في تنظيم عمليات الأيض في الجسم.
عند الإصابة بالوذمة المخاطية، قد تبدأ مجموعة من الأعراض بالظهور بشكل تدريجي على المريض، أبرزها تورم الجلد وزيادة سمكه. كما غالبًا ما تترافق أعراض الوذمة المخاطية مع بعض الأعراض الأخرى المميزة لحالة قصورة الدرقية عمومًا، مثل كسب الوزن والإرهاق.
يتم علاج هذه الحالة تبعًا للسبب الرئيس الذي أدى لظهور الحالة في المقام الأول، وأبرز هذه العلاجات هي العلاجات البديلة لهرمونات الغدة الدرقية. إذا لم يخضع المريض للعلاج اللازم لحالته، قد يكون عرضة لحصول مضاعفات خطيرة، مثل أزمة الوذمة المخاطية (Myxedema crisis)، وهي حالة قد تؤدي للوفاة.
ملاحظات هامة حول مصطلح الوذمة المخاطية
يتم استخدام مصطلح الوذمة المخاطية طبيًّا بعدة طرق، إذ يستخدمه بعض الباحثين للدلالة على أي من الآتي:
- الحالات الحادة من قصور الدرقية.
- حالة قصور الدرقية عمومًا.
- الأعراض الجلدية التي قد تسببها حالة قصور الدرقية.
أسباب الوذمة المخاطية وعوامل الخطر
غالبًا ما تنشأ الوذمة المخاطية نتيجة لتراكم بعض المواد في أنسجة الجلد، مثل مركبات الغليكُوزأَمينُوغليكانات (Glycosaminoglycans)، وغالبًا ما ينشأ هذا التراكم بشكل رئيس جراء الإصابة بقصور الدرقية.
وهذه أبرز العوامل والأسباب التي قد ترفع من فرص الإصابة بالوذمة المخاطية:
1. مشكلات متعلقة بالغدة الدرقية
غالبًا ما ترتبط الوذمة المخاطية بالإصابة بقصور حادة في الغدة الدرقية لم يحصل الشخص المصاب به على العلاج اللازم، أو بالإصابة بقصور حاد في الغدة الدرقية دون أن يعي المريض إصابته به من الأصل.
وهذه بعض العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بقصور الغدة الدرقية، مثل:
- مرض التهاب الدرقية من نوع هاشيموتو (Hashimoto’s thyroiditis).
- داء جريفز (Graves’ disease).
- استئصال الغدة الدرقية جراحيًّا لسبب ما.
2. عوامل أخرى
مثل الآتي:
- استخدام أنواع معينة من الأدوية والعلاجات، مثل: العلاج بالأشعة (Radiation therapy)، وأدوية التخدير، وعقار الليثيوم، وأدوية مثبطات بيتا.
- اختلال مستويات اليود في الجسم، كأن تتناقص أو تتزايد عن المستويات الطبيعية.
- عوامل أخرى، مثل: الحمل، والجنس فالوذمة المخاطية أكثر شيوعًا بين الإناث، وتجاوز عمر 50 عامًا.
أعراض الوذمة المخاطية
إليك قائمة بأبرزها:
أعراض الوذمة المخاطية المباشرة
مثل الأعراض الآتية:
- تورم ملحوظ في بعض مناطق الجسم، مثل: الأطراف السفلية، واللسان، والوجه، وجفن العين.
- تورم وزيادة سماكة الجلد في مناطق مختلفة من الجسم، لا سيما الأطراف السفلية.
- شحوب وجفاف البشرة.
أعراض قصور الغدة الدرقية
كما غالبًا ما تترافق الوذمة كذلك مع أعراض قصور الدرقية الحادة الأخرى، مثل:
- التعب والإرهاق، وتدني مستويات النشاط والطاقة في الجسم.
- مشكلات عصبية ونفسية، مثل: الاكتئاب، والذهان (Psychosis).
- كسب الوزن.
- عدم القدرة على تحمل البرودة.
- خشونة أو ضعف الشعر، وضعف الأظافر.
- تدلي جفن العين.
- الإمساك.
- الدراق، أو ما يعرف بضخامة العنق (Goiter).
- أعراض أخرى، مثل: نقص التعرق، والضعف العام، وألم في الجهاز الهيكلي العضلي، وهبوط ضغط الدم، وبطء نبض القلب.
أعراض أزمة الوذمة المخاطية
في بعض الحالات، وعندما تتفاقم حالة المريض، من الممكن أن تنشأ حالة خطيرة تدعى طبيًّا بأزمة الوذمة المخاطية، وتعد طارئًا طبيًّا، وهذه أبرز أعراضها:
- تناقص وتيرة التنفس.
- الصدمة.
- تناقص مستويات الصوديوم في الدم.
- انخفاض درجة حرارة الجسم.
- النوبات.
- الغيبوبة.
- تناقص مستويات الأكسجين في الدم.
- الشعور العام بالحيرة، أو البطء الذهني.
تشخيص الوذمة المخاطية
يتم تشخيص هذه الحالة عادة من خلال اتباع هذه الإجراءات:
- تحري الأعراض الظاهرة على المريض، ومدى تطابقها مع أعراض قصور الدرقية الحادة.
- فحوصات وتحاليل متنوعة، مثل فحوصات: الدم، والهرمون المنبه للدرقية (Thyroid-stimulating hormone – TSH).
وإذا ما راودت الطبيب شكوك بأن المريض مصاب بأزمة الوذمة المخاطية، قد يباشر ببدء العلاج قبل استكمال الفحوصات اللازمة لتشخيص الحالة.
علاج الوذمة المخاطية
هذه أبرز الإجراءات التي من الممكن اتباعها لعلاج هذه الحالة:
- علاجات تستهدف الأعراض المباشرة للوذمة المخاطية، مثل: الجوارب الضاغطة لتخفيف التورم، والستيرويدات القشرية الموضعية لتخفيف حدة سماكة الجلد.
- علاجات لمسببات الوذمة وقصور الدرقية، مثل الأدوية التي قد تساعد على سد النقص الحاصل في مستويات هرمونات الغدة الدرقية، مثل الليفوثيروكسين (Levothyroxine)، وهي أدوية تؤخذ غالبًا لمدى الحياة.
- إجراءات علاجية لحالات أزمة الوذمة المخاطية، وهذه غالبًا ما تتضمن الحاجة لإدخال المريض بشكل عاجل لوحدة العناية المركزة، حيث يتم إعطاؤه أدوية متنوعة، مثل المضادات الحيوية والستيرويدات، كما قد يتم إخضاعه للتنفس الصناعي.
مضاعفات الوذمة المخاطية
هذه بعض المضاعفات الصحية المرتبطة عمومًا بالوذمة المخاطية وقصور الدرقية:
- أمراض القلب، مثل فشل القلب.
- مشكلات متعلقة بالحمل والولادة، مثل: العقم، والإجهاض، وولادة طفل مصاب بعيوب خلقية.
- تخلخل العظام (Osteoporosis).
المرجع : webteb.com