متلازمة الطفل الأزرق
ما هي متلازمة الطفل الأزرق؟ ما الذي عليك معرفته عنها؟ ما هي أسبابها وأعراضها؟ ومن هم الأطفال الأكثر عرضة للإصابة؟ الإجابات في هذا المقال.
سوف نتحدث في هذا المقال عن متلازمة الطفل الأزرق (Blue baby syndrome) أو ما يدعى علميًّا بمرض ميتهيموغلوبينيَّةُ الدَّمِ (Methemoglobinemia)، وسنطلعك على بعض المعلومات الهامة حولها:
ما هي متلازمة الطفل الأزرق؟
متلازمة الطفل الأزرق هي حالة مرضية قد تصيب الرضع نتيجة عجز الدم عن إيصال الأكسجين بكميات كافية إلى أنسجة جسم الرضيع.
تنشأ الحالة عادة نتيجة تأكسد الحديد الموجود في مادة هيموغلوبين الدم ليتحول من هيئة سلفات الحديد (Ferrous iron) إلى هيئة (Ferric iron)، وعلى إثر هذا التغيير يبدأ هيموغلوبين الدم بالتحول لمادة تدعى بالميتهيموغلوبين (Methemoglobin).
مع تناقص كمية الهيموغلوبين في دم الرضيع وهو البروتين المسؤول عن حمل الأكسجين وإيصاله لباقي أجزاء الجسم، ومع ارتفاع كمية مادة الميتهيموغلوبين وزيادة نسبتها في خلايا الدم الحمراء عن 1% يصبح الدم عاجزًا عن نقل كميات كافية من الأكسجين إلى أنسجة الجسم، مما يؤدي لإصابة الرضيع بنقص التأكسد.
أنواع متلازمة الطفل الأزرق وأسبابها
عادة ما يتم تصنيف متلازمة الطفل الأزرق في نوعين رئيسين، وهما:
1. متلازمة الطفل الأزرق الخلقية أو الوراثية
لمتلازمة الطفل الأزرق الوراثية عدة أنواع تعتمد على السبب الرئيس للحالة، كما يأتي:
النوع الأول
ينتج عن نقص في إنزيم (Cytochrome b5 reductase)، أو ينتج عن عجز هذا الإنزيم عن أداء وظائفه بالشكل المعتاد رغم وجوده دون نقص.
وهذا النوع يتم تمرير الجين المسؤول عنه من كلا الوالدين للطفل.
النوع الثاني
ينتج عن وجود خلل في هيموغلوبين الدم، ويتم توريث المرض من خلال انتقال الجين المختل من أحد الوالدين إلى الطفل، أي ليس بالضرورة وجود جين موروث من كلا الوالدين لكي تحصل الإصابة.
2. متلازمة الطفل الأزرق المكتسبة
يعد النوع الأكثر شيوعًا، وأحد أسبابه هو الآتي:
- دخول مياه ملوثة بالنترات إلى جسم الطفل من خلال إعطاء الطفل حليب صناعي تم إعداده باستخدام مياه ملوثة بالنترات، ويعد الأطفال الذين لم يبلغوا عمر 3 أشهر بعد الأكثر عرضة للإصابة، حيث يقوم الجسم بتحويل مادة النترات إلى مادة النتريت (Nitrites) والتي تتحد مع الهيموغلوبين لتحوله إلى الميتهيموغلوبين جاعلة خلايا الدم عاجزة عن حمل الأكسجين، هذه بعض مصادر النترات:
- المياه التي تم أخذها من الآبار، حيث قد تتسرب النترات إليها من خلال الأسمدة المستخدمة لتخصيب الأراضي الزراعية في محيط هذه الآبار.
- بعض أنواع الخضروات الورقية والتي قد تحتوي على نسبة عالية من النترات، مثل: السبانخ، والقرنبيط، والملفوف.
- بعض المواد الكيميائية والمنتجات الصناعية، مثل: بعض أنواع الصبغات، وأقلام التلوين الشمعية، ومزيلات العرق.
- تتسبب عوامل أخرى عدا النترات بالإصابة بهذه المتلازمة، مثل: أنواع معينة من المضادات الحيوية، وبعض الأدوية المخدرة.
يجب التنويه إلى أن قيام الأم بشرب مياه ملوثة بالنترات ومن ثم إرضاع طفلها طبيعيًّا لن يسبب غالبًا إصابته بمتلازمة الطفل الأزرق.
عوامل تزيد خطر التعرض لمتلازمة الطفل الأزرق
على الرغم من أن الإصابة بحالة ميتهيموغلوبينية الدم ليست حكرًا على الرضع إذ من الممكن أن تصيب البالغين كذلك، إلا أن الرضع يعدون الفئة الأكثر عرضة للإصابة بسبب عوامل مثل:
- أنهم يشربون يوميًّا كمية كبيرة من الماء بالنسبة لكتلة جسمهم بالمقارنة بالأطفال الأكبر سنًّا والبالغين.
- ارتفاع نسبة الهيموغلوبين الوليدي لديهم، والذي من السهل أن يتحول إلى مادة الميتهيموغلوبين.
أعراض متلازمة الطفل الأزرق
هذه أبرز أعراضها:
- تحول لون الجلد إلى اللون الأزرق، لا سيما في هذه المناطق: محيط الفم، واليدين، والقدمين.
- تحول لون بشرة الجسم إلى الرمادي، لا سيما عند تجاوز نسبة الميتهيموغلوبين 10%.
- أعراض أخرى، مثل: صعوبة التنفس، والاختلاجات، والإسهال، والتقيؤ، والإغماء، والكسل.
في بعض الحالات الحادة قد تسبب هذه المتلازمة وفاة الرضيع.
تشخيص متلازمة الطفل الأزرق
يتم تشخيص الإصابة من خلال الآتي:
- إخضاع الطفل لفحص جسدي، يتضمن تفحص المناطق التي تحول لونها إلى اللون الأزرق، وفحص الرئتين ونبض القلب.
- إخضاع الطفل لفحوصات أخرى، مثل: فحوصات الدم، وتصوير الصدر بالأشعة السينية، وفحص درجة تشبع الدم بالأكسجين.
- يمكن أخذ عينة من مياه الشرب المستخدمة في منزل الرضيع لتفحص نسبة النترات فيها، إذ يمنع منعًا باتًّا إعطاء المياه للطفل الرضيع في حال تجاوزت نسبة النترات فيها 10 مليغرام لكل لتر.
علاج متلازمة الطفل الأزرق
إذا كان سبب الإصابة هو دخول النترات جسم الطفل، هذه بعض الخيارات العلاجية المتاحة:
- تجنب إعطاء الطفل المياه الملوثة، أو التوقف عن تعريض الطفل للمواد التي تسببت بالحالة، ففي بعض الحالات الطفيفة قد يتعافى الطفل بعد مرور 24-72 ساعة على انقطاعه عن شرب المياه الملوثة دون الحاجة لأي علاج.
- وضع الطفل تحت المراقبة لحمايته من أية مضاعفات صحية محتملة.
- إعطاء الطفل حقن من دواء الميثيلين الأزرق (Methylene blue) في بعض الحالات الحادة.
- علاجات أخرى، مثل: نقل الدم، والمعالجة بالأكسجين العالي الضغط (Hyperbaric oxygen therapy).
قد يكون اللون الأزرق لجسم الطفل ناتجًا عن إصابة الطفل بمشكلات صحية لا علاقة لها بالنترات، مثل: بعض أمراض القلب الخلقية، وفي مثل هذه الحالات قد يحتاج الرضيع لتدخل جراحي لمحاولة تصحيح الخلل الحاصل بعد بلوغ الطفل عمر عام.
المرجع : webteb.com