البكاء قبل الدورة: أسباب وعوامل عديدة
ما هي أسباب البكاء قبل الدورة الشهرية؟ هل البكاء خلال هذه الفترة من الشهر مؤشر على مشكلة صحية خطيرة؟ معلومات هامة في المقال الآتي.
هل من الطبيعي أن تبدأ المرأة بالبكاء قبل الدورة الشهرية؟ الإجابة قد تكون نعم.
البكاء قبل الدورة: نبذة عن التغييرات الهرمونية الحاصلة
يميل جسم المرأة للمرور بتغييرات هرمونية معينة خلال النصف الثاني من فترة الدورة الشهرية، في ما يسمى بالطور الأصفري (Luteal phase)، مما قد يؤدي لحصول تغييرات في المزاج لدى بعض النساء.
حيث تبدأ مستويات هرموني البروجسترون والاستروجين بالهبوط، مما قد يؤثر سلبًا على نواقل عصبية هامة في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، إذ قد تلعب هذه النواقل دورًا هامًّا في تنظيم المزاج والنوم، وتدني مستوياتهما قد يؤدي للآتي:
- اضطرابات النوم.
- الحزن والبكاء قبل الدورة.
- القلق.
- العصبية.
- تغييرات معينة في الشهية.
البكاء قبل الدورة: تبعات التغييرات الهرمونية على الجسم
قد تتسبب التغييرات الهرمونية المذكورة أعلاه بأعراض معينة قد تسهم في دفع المرأة إلى البكاء قبل الدورة، مثل الأعراض الآتية:
الأرق والشهية المفتوحة
إذ قد يؤدي تدني مستويات السيروتونين لما يأتي:
1. تغييرات ملحوظة في الشهية
قد تشعر بعض النساء في الفترة السابقة للدورة الشهرية بشهية متزايدة تجاه الأطعمة الغنية بالكربوهيدرات أو بالسكريات، لا سيما وأن الكربوهيدرات قد تسهم في إحداث رفعة مؤقتة في مستويات السيروتونين.
على الرغم من أن تناول هذه المأكولات قد يشعر المرأة بالرضا لأول وهلة، إلا أن تأثيرها على المدى البعيد على المزاج قد يكون سلبيًّا، لا سيما وأن هذا النوع من المأكولات قد يؤدي لاختلال مستويات سكر الدم بطريقة قد تؤدي لسوء المزاج، مما قد يعزز من الشعور بالحزن والرغبة في البكاء قبل الدورة أو أثناءها.
2. اضطرابات النوم
قد يكون سبب البكاء قبل الدورة هو سوء المزاج الذي قد تسببه اضطرابات النوم المرافقة للحيض، فمع تدني مستويات السيروتونين، قد تقل قدرة المرأة على الخلود لنوم هانئ، مما قد يتركها منهكة جسديًّا ونفسيًّا خلال النهار، وهذا النوع من الإجهاد قد يؤثر سلبًا على المزاج، وقد يؤدي إلى البكاء قبل الدورة.
التشنجات والآلام
من الممكن أن تؤدي بعض الأعراض الأخرى التي قد تظهر قبل الحيض أو أثناء فترة الحيض لدفع المرأة لتبدأ بالبكاء قبل الدورة، مثل الأعراض الآتية: النفخة، والآلام والتشنجات.
فمع بدء ظهور هذه الأعراض، قد تشعر المرأة برغبة متزايدة في ملازمة السرير لفترة أطول، وقد تجد نفسها غير راغبة في أداء أية أنشطة جسدية. وكلما بقيت المرأة في سريرها لفترة أطول، كلما ازدادت فرص تعرضها للتقلبات المزاجية وللحزن والبكاء.
عوامل قد تجعل البعض أكثر عرضة للبكاء قبل الدورة
قد ترفع هذه العوامل من فرص الإصابة بالبكاء قبل الدورة الشهرية:
1. الإصابة بالمتلازمة السابقة للحيض (PMS)
المتلازمة السابقة للحيض هي مجموعة من الأعراض التي تبدأ بالظهور على المرأة قبل فترة الدورة الشهرية، مثل:
- أعراض جسدية، مثل: الصداع، والإرهاق، وليونة الثدي، والأرق، وآلام المفاصل والعضلات، وإمساك أو إسهال.
- أعراض عصبية وسلوكية، مثل: صعوبة التركيز، والرغبة بالانعزال، والحزن المفاجئ، ونوبات بكاء بلا سبب واضح.
وقد تختلف حدة الأعراض الظاهر على النساء المصابات بهذه المتلازمة من امرأة لأخرى.
2. الإصابة باضْطِرَاب الإزعاج السابِق للحَيض (PMDD)
يعد هذا النوع من الاضطرابات نوعًا حادًّا وغير شائع من اضطراب المتلازمة السابقة للحيض، وبينما قد تتشابه أعراض هاتين الحالتين، إلا أن أعراض اضطراب الإزعاج السابق للحيض تحديدًا قد تكون أكثر حدة، كما أنها قد تلازم المرأة لفترة أطول.
وهذه أمثلة على بعض أعراض اضطراب الإزعاج السابق للحيض:
- اكتئاب أو قلق حاد.
- عصبية، ونوبات هلع.
- تقلبات مزاجية حادة.
- البكاء قبل الدورة وأثناءها بشكل متكرر.
- الأفكار الانتحارية.
بسبب حدة الأعراض المرافقة لهذا الاضطراب، قد تجد المرأة نفسها عاجزة عن ممارسة أنشطة حياتها المعتادة، كما قد ترتفع فرص قيامها بافتعال المشكلات مع المقربين منها، مما قد يسهم كذلك في دفع المرأة إلى البكاء قبل الدورة.
3. الإصابة من الأصل بمشكلات نفسية
قد تلعب الإصابة ببعض الاضطرابات العصبية والنفسية من الأصل دورًا في جعل بعض النساء أكثر عرضة من غيرهن للبكاء قبل الدورة.
فلسبب ما، قد تتفاقم بعض المشكلات النفسية وتزداد حدة في الفترة القصيرة السابقة لأيام الحيض، في ما يسمى طبيًّا بالمفاقمة السابقة للحيض (PME – Premenstrual exacerbation)، مثل المشكلات النفسية الآتية:
- القلق.
- اضطراب ثنائي القطب.
- الاكتئاب.
4. الجينات والوراثة
على الرغم من أن بعض النساء قد لا يكن مصابات بأي من الاضطرابات المذكورة أعلاه، إلا أنهن قد يكن عرضة للبكاء قبل الدورة الشهرية كذلك، ويعتقد أن الجينات قد تلعب دورًا في ذلك، إذ قد تؤدي تغييرات جينية معينة لجعل بعض النساء أكثر حساسية تجاه التغييرات الهرمونية الحاصلة خلال الدورة الشهرية.
التعامل مع البكاء قبل الدورة
قد يساعد اتباع بعض التوصيات على تحسين الحالة الجسدية والنفسية قبل وأثناء الدورة الشهرية، مما قد يقلل من فرص ظهور أعراض كالبكاء قبل الدورة. ومن هذه التوصيات ما يأتي:
- الممارسة المنتظمة للرياضة بوتيرة شبه يومية.
- اتباع حمية غنية بما يأتي: مصادر فيتامينات المجموعة ب، والكربوهيدرات المعقدة.
- تجنب الآتي: الكافيين، والسكر، والكحوليات.
- تناول مكملات الكالسيوم.
- توصيات أخرى، مثل: محاولة النوم لساعات كافية، والتقليل من التوتر من خلال ممارسة اليوغا.
أما في الحالات الحادة من الاضطرابات السابقة للحيض، مثل اضْطِرَاب الإزعاج السابِق للحَيض، توصى المرأة باللجوء للطبيب والذي قد يوفر لها المساعدة من خلال علاجات خاصة بحالتها، مثل مضادات الاكتئاب.
المرجع : webteb.com