الشفط الرئوي: معلومات هامة
ما هي ظاهرة الشفط الرئوي؟ كيف من الممكن أن تحدث؟ ما مدى خطورتها على صحتك؟ وهل من الممكن علاجها؟ معلومات هامة في هذا المقال.
فلنتعرف على الشفط الرئوي (Pulmonary aspiration)، أو ما يعرف اختصارًا بالشفط (Aspiration).
ما المقصود بالشفط الرئوي؟
الشفط الرئوي هو مصطلح طبي يطلق على الحالات التي يتم فيها استنشاق أو شفط مادة غريبة على سبيل الخطأ لينتهي بها الأمر في داخل القصبة الهوائية أو في داخل الرئتين، مثل المواد الآتية: الدم، والقيء، والطعام.
قد ينشأ الشفط الرئوي عن طريق الفم جراء دخول الغذاء إلى المجاري التنفسية أثناء تناول الطعام، أو قد ينشأ عن طريق الأنف جراء استنشاق مادة أو سوائل معينة، كما قد ينشأ كذلك عند ارتفاع محتويات المعدة إلى الحلق ودخولها للمجرى التنفسي.
قد يؤدي دخول المواد الغريبة للجهاز التنفسي إلى إغلاق المجاري التنفسية (بشكل جزئي في الغالب) أو إلى تهيج الرئة، مما قد يسبب ظهور أعراض مثل السعال وصعوبة التنفس.
يقوم الجسم عادة بطرد المواد الغريبة خارج الجهاز التنفسي من خلال إبداء رد فعل معين مثل السعال، ولكن قد تبقى المواد الغريبة عالقة في الداخل أحيانًا، مما قد يؤدي لمضاعفات صحية. قد يكون الشفط الرئوي حدثًا عارضًا، أو قد يكون مشكلة مستمرة. يعد الشفط الرئوي أكثر شيوعًا بين فئات معينة، مثل كبار السن ومرضى السكتة.
أسباب الشفط الرئوي وعوامل الخطر لدى البالغين
ينشأ الشفط الرئوي عند دخول مواد غريبة إلى الجهاز التنفسي، إليك أبرز العوامل التي قد تسهم في حصول ذلك:
1. الإصابة بمشكلات صحية معينة
قد ترفع الإصابة ببعض المشكلات الصحية من فرص نشأة الشفط الرئوي، لا سيما وأن بعضها قد يؤثر سلبًا على عمليات البلع والقدرة على تحريك اللسان. ومن الأمثلة عليها ما يأتي:
- بعض المشكلات والأمراض العصبية، مثل: مرض باركنسون، والخرف، وفقدان القدرات العقلية، والسكتة الدماغية.
- بعض اضطرابات ومشكلات المريء والحلق، مثل: سرطان الحلق، ومرض الارتجاع من المعدة إلى المريء، وعسر البلع.
- مشكلات صحية في الحنجرة.
- مشكلات في الأسنان أو الفم، مثل تقرحات الفم.
- خلل أو تعطل منعكس التهوع (Gag reflex)، أو الإعاقات الحركية.
- مشكلات صحية أخرى، مثل: التقيؤ المتكرر، والإرهاق.
2. الخضوع للتخدير أثناء الجراحة
قد ينشأ الشفط الرئوي نتيجة صعود محتويات المعدة إلى الحلق ودخولها إلى المجاري التنفسية، وهو أمر ترتفع فرص حصوله بشكل خاص عند خضوع المريض لعملية جراحية على معدة ممتلئة، ولهذا السبب تحديدًا يُطلب من المريض الصيام خلال الساعات السابقة للجراحة.
3. عوامل وأسباب أخرى
قد ترفع العوامل الآتية كذلك من فرص الإصابة:
- الخضوع لأنواع معينة من العلاجات، مثل: العلاج الكيميائي، والعلاج الإشعاعي.
- التقدم في العمر.
- التعرض لحادث في منطقة الرأس أو العنق.
- تناول الطعام أو الشراب بسرعة.
- تواجد المريض على أنابيب التغذية أو أجهزة التنفس.
أسباب الشفط الرئوي وعوامل الخطر لدى الأطفال
قد تصيب حالة الشفط الرئوي الأطفال، وهذه أبرز العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة:
- الإصابة بمشكلات عصبية، مثل الشلل الدماغي (Cerebral palsy).
- الإصابة بمشكلات في العضلات، مثل الضمور العضلي النخاعي المنشأ (Spinal muscular atrophy)
- الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل: أمراض القلب، والحنك المشقوق (Cleft palate)، وتأخر النمو.
- ولادة الطفل قبل أوانه.
أعراض الشفط الرئوي لدى البالغين
قد لا يلاحظ البعض أحيانًا إصابتهم بالشفط الرئوي، ولكن غالبًا ما تظهر أعراض معينة على المريض، مثل:
- الشعور بوجود شيء عالق في الحلق.
- بحة الصوت.
- السعال خلال أو بعد تناول الطعام.
- صعوبة أو ألم البلع.
- صدور صوت أشبه بالبقبقة أثناء تناول الطعام.
- الشعور بالاحتقان بعد تناول الطعام أو الشراب.
- صعوبة المضغ.
- فرط اللعاب.
- حرقة الفؤاد، وانزعاج عام في الصدر.
- التهاب رئوي متكرر الحدوث، وهذه بعض أعراضه: ألم الصدر، والحمى، والسعال المزمن.
- أعراض أخرى، مثل: الحمى بعد تناول الطعام، والتعب أو انقطاع النفس أثناء تناول الطعام.
أعراض الشفط الرئوي لدى الأطفال
قد تختلف أعراض الشفط الرئوي لدى الأطفال عنها لدى الكبار، وهذه بعضها:
- تدني قدرة الرضيع على شفط الحليب.
- مشكلات في تنفس الطفل أثناء الرضاعة، مثل: صعوبة التنفس، وتسارع الأنفاس، والتوقف عن التنفس.
- سيلان الدموع من عيني الطفل أو احمرار وجهه أثناء الرضاعة.
- التهابات متكررة في الصدر.
- أعراض أخرى، مثل: فرط سيلان اللعاب، وصفير الصدر أثناء التنفس.
تشخيص الشفط الرئوي
هذه بعض الإجراءات التي قد تساعد على تشخيص الحالة:
- فحص جسدي قد يساعد على تحديد أي مشكلات في العضلات المسؤولة عن البلع.
- التصوير بالأشعة السينية، لتحديد كمية المواد المشفوطة الموجودة في الرئة.
- تنظير القصبات (Bronchoscopy)، والذي يتم من خلاله تصوير الرئتين من الداخل.
- فحوصات أخرى، مثل: فحص بلعة الباريوم المعدلة (MBS – Modified barium swallow)، وفحص تَقيِيم البَلْع بِالتَّنظِير الليفِيّ البصريّ (Fiber-optic endoscopic evaluation of swallowing – FEES).
علاج الشفط الرئوي
يعتمد العلاج على عوامل عديدة، وهذه بعض الخيارات المتاحة:
- عملية تنظير القصبات، لإزالة أي مواد غريبة عالقة في الرئة.
- علاجات معينة لمقاومة المضاعفات التي ربما تسبب الشفط الرئوي بها، مثل المضادات الحيوية لعلاج الالتهاب الرئوي الشفطي (Aspiration pneumonia).
- علاجات خاصة ببعض المشكلات الصحية التي ربما أدت لنشأة الشفط الرئوي من الأصل.
- إجراءات أخرى، مثل: إحداث التغييرات في نمط الحياة، وتغذية المريض من خلال أنبوب التغذية.
أحيانًا، قد لا تستدعي الحالة تلقي أي علاج.
المرجع : webteb.com