التوحد الافتراضي: أبرز المعلومات
هل سمعت من قبل بالتوحد الإفتراضي؟ ما مدى خطورته على الطفل؟ سيجيب هذا المقال على كافة أسئلتك.
من المؤسف أن جميع الأطفال من حولنا يعانون من التوحد الافتراضي (Virtual Autism) لقضائهم وقت طويل على شاشات الهاتف الجوال وانعزالهم عن المحيط الحقيقي من حولهم، لمعرفة المزيد حوله تابع القراءة:
ما هو التوحد الافتراضي؟
يشبه هذا النوع التوحد الحقيقي (Classic Autism) ولكن مع اختلاف مسار بدايته عنه، ولا يوجد أي طريقة سريرية للتفريق بينه وبين التوحد غير القياسي (Atypical Autism).
حيث تؤثر مشاهدة الشاشات لساعات طويلة على تطور الدماغ وتولد مشكلات سلوكية لدى الطفل في علاقاته مع الآخرين، وهذا ما يسبب التوحد الإفتراضي.
دراسات عن التوحد الإفتراضي
فتوصلت دراسات مختلفة في رومانيا إلى استنتاج أن استهلاك أكثر من 4 ساعات في اليوم على الشاشات يسبب للطفل الآتي: الحرمان العاطفي، والحرمان الحسي والحركة والحرمان الاجتماعي مما يولد لدى الطفل سلوكيات متشابهة موجودة لدى طفل التوحد.
ونشر الباحثون دراسة تثبت أن قضاء أكثر من ساعتين على الشاشات تقلل من المادة البيضاء (White Matter) الموجودة في الأدمغة، وتساعد هذه المادة على الآتي: المساعدة في معالجة الفكر وتنظيمه، وأداء العديد من الوظائف الحيوية.
رأي المنظمات العالمية حول التوحد الإفتراضي
يوجد هناك العديد من المؤسسات الرائدة في العالم، مثل: الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال، والجمعية الكندية لطب الأطفال التي تصدر كل فترة دلائل حول مضار تعرض الأطفال للشاشات لوقت طويل والتي تؤثر على الطفل على المدى الطويل والقصيرمن خلال تأثيرها على الآتي:
- إدراك الطفل.
- عاطفة الطفل.
- التغييرات الاجتماعية والجسدية.
- اختلاف النمو عن أقرانهم.
- التغييرات السلوكية مثل:
- التوقف عن الاستجابة لأسمائهم.
- تجنب الاتصال بالعين.
- التوقف عن المبالاة في التصرفات.
التغيرات السلوكية في التوحد الافتراضي
من الممكن أن يحدث بعض التغيرات السلوكية الواضحة على الطفل خلال الفترة الأولى بعد سحب الأجهزة منه أي بعد فترة أسبوعين، فيمكن ملاحظة الآتي:
- حالة من التهيج السلوكي.
- تغييرات في تعابير الوجه، مثل:
- وجه خالٍ من أي تعبيرات.
- إبداء الاهتمام والتفاعل الواضح على تعابير الوجه اجتماعيًا بشكل مفاجئ، وهذا ما يبهج الوالدان عند ملاحظته.
كما يمكن أن تظهر بعض الأعراض لدى الأطفال والتي سوف تختفي بعد بضعة أشهر، مثل: التأخر اللغوي وفرط الحركة.
أيضًا من المهم متابعة سلوك الطفل وذلك من خلال إبقاء الطفل تحت المراقبة في حالة احتياجه لأي علاج نفسي أو اجتماعي أو علاج للنطق، حتى يتخلص من أعراض التوحد الافتراضي بشكل تام ويتعافى من تأخر النمو.
كيف يمكن تجنب التوحد الافتراضي؟
على الآباء إدراك مرحلة تطور ونمو الطفل المهمة التي ينمو فيها فكره ويتعلم التحدث ويكسب المهارات الاجتماعية حين يتفاعل مع محيطه، في حين على الطفل أن يشغل كل حواسه في هذه المرحلة.
كل هذه الأمور تساهم في الحد من التوحد الافتراضي، كما سنذكر دراسات أثبتت هذا الأمر.
فهناك دراسة جديدة تثبت قوة التفاعل بين الطفل ووالديه، حيث قام الباحثون بتعليم الآباء لمدة 8 أسابيع الآتي: كيفية اللعب مع أطفالهم، وكيفية التواصل المباشر بينهم، وكيفية التواصل المستمر معهم.
عندما قام الآباء بتطبيق الدروس لاحظوا أن الأساليب الجديدة استحوذت على انتباه الأطفال مع تركهم لأجهزتهم الإلكترونية.
وفي دراسة أخرى وصف فيها الأطباء أنه بعد بضعة أشهر من التخلص من الشاشات تم تقييم حالتهم من جديد لتثبت أنهم غير مصابين بالتوحد الافتراضي.
فتولد انطباع عام على سرعة التعافي مع وجود تطورات واضحة بعد أن قرر الوالدين تغيير البيئة السابقة للطفل وكل ما كان يتعرض له، ومن الأفضل أن يتخذ الآباء هذا النمط من التغييرات بشكل مبكر أي قبل بلوغ الطفل 6 سنوات ومن الأفضل قبل سن الرابعة.
كما توافق الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال على أن الأطفال والرضع يحتاجون لقضاء وقت كامل في اكتشاف العالم من حولهم من دون أي مشتتات قد تعترض طريقهم، على الرغم من أنه يسمح للأطفال دون سن المدرسة باستخدام الشاشات لمدة لا تزيد عن ساعة فقط، والذين تقل أعمارهم عن العام لا يجب أن يتعرضوا لتأثير الشاشات مطلقًا.
المرجع : webteb.com