التسمم الشمسي: حالة حادة من حروق الشمس
ما هي حالة التسمم الشمسي؟ هل هي أكثر خطورة من حروق الشمس العادية؟ ما هي أعراضها وأسبابها؟ كيف من الممكن علاجها؟ الإجابات في هذا المقال.
سوف نعرفك في ما يأتي على حالة التسمم الشمسي (Sun poisoning)، والتي تعرف أحيانًا باسم التهاب الجلد الضوئي المنشأ (Photodermatitis).
ما هو التسمم الشمسي؟
التسمم الشمسي هو أحد أكثر أنواع حساسية الشمس شيوعًا (Sun allergy)، وحساسية الشمس هو مصطلح يستخدم لوصف مجموعة من المشكلات التي قد تصيب الجلد كرد فعل ناتج عن التعرض لأشعة الشمس، وتظهر هذه المشكلات غالبًا على هيئة طفح جلدي أحمر اللون ومثير للحكة.
التسمم الشمسي هو من المشكلات الصحية التي قد تبدو غريبة وغير معروفة، ولكنه وارد الحدوث، وهو ليس تسممًا فعليًّا، على عكس ما توحي به التسمية، بل هو مجرد مصطلح شائع يستخدم أحيانًا للدلالة على الحالات الحادة من حروق الشمس، والتي قد تنشأ نتيجة قيام الأشعة فوق البنفسجية القادمة من الشمس بالتأثير سلبًا على الجلد.
قد يكون التسمم الشمسي حالة خطيرة، لا سيما إذا لم يخضع المريض للعلاج اللازم، إذ قد لا تقتصر أعراضه على الطفح الجلدي، بل قد تشمل كذلك أعراض حادة مثل الجفاف والصدمة، لذا تعد حالات التسمم الشمسي طارئًا طبيًّا.
أنواع التسمم الشمسي
للتسمم الشمس نوعان رئيسان، وهما:
- التسمم الشمسي الحاد: تكون أعراضه طفيفة ومؤقتة، وعادة ما تتلاشى تلقائيًّا دون الحاجة لتلقي أي علاج.
- التسمم الشمسي المزمن: تكون أعراضه حادة وقد يكون من الصعب علاجه في المنزل، لذا يفضل تلقي رعاية طبية خاصة لعلاجه.
أسباب التسمم الشمسي
بديهيًّا؛ سبب التسمم الشمسي هو التعرض المطول لأشعة الشمس وعدم استخدام واقي الشمس، ولكن ونظرًا لأن التسمم الشمسي لا يصيب الجميع عند التعرض المطول لأشعة الشمس، فإن أسباب ظهوره قد لا تكون واضحة تمامًا أحيانًا، ولكن وبشكل عام لوحظ أن العوامل الآتية قد ترفع من فرص حدوثه:
- استعمال أنواع معينة من الأدوية أو المكملات الصحية، مثل: المضادات الحيوية، وموانع الحمل الفموية، ومكملات نبتة عشبة القديسين (St. John’s wort).
- امتلاك بشرة فاتحة اللون، وامتلاك عيون خضراء اللون أو زرقاء اللون.
- العيش في مناطق جبلية، أو مناطق قريبة من خط الاستواء.
- قضاء الوقت على شاطئ البحر بشكل متكرر، فأشعة الشمس على الشاطئ قد تكون أكثر حدة من أي منطقة أخرى بسبب انعكاسها عن الرمل وسطح الماء.
- تطبيق مواد معينة على البشرة، مثل أحماض الألفاهيدروكسي (Alpha hydroxy acids – AHAs).
- عوامل أخرى، مثل: الإصابة بمشكلات جلدية مثل الأكزيما، وتدني مستويات بعض العناصر الغذائية.
أعراض التسمم الشمسي
تشبه أعراض التسمم الشمسي غالبًا أعراض ردود الفعل التحسسية، وهذه أبرز الأعراض التي قد تظهر على المصاب:
- طفح جلدي.
- حكة جلدية وبثور.
- آلام واحمرار، وقد يكون مظهر المنطقة المصابة أشبه بالأكزيما.
- تصبغات جلدية في بعض الحالات.
- أعراض أخرى، مثل: الدوار، وانقطاع النفس.
وهذه بعض الأعراض التي تعد طارئًا طبيًّا: تورم الوجه، والقشعريرة، والحمى، والإغماء، والجفاف، والنفطات (Blisters) المؤلمة، واضطرابات المعدة، والصداع.
تشخيص وعلاج التسمم الشمسي
يفضل اللجوء للطبيب عند التعرض للتسمم الشمسي، والذي من المتوقع أن يقوم بتفحص المنطقة المصابة عن كثب وتقييم مدى حدة حرق الشمس الحاصل.
بعد تشخيص الحالة، هذه بعض التوصيات والطرق العلاجية التي من الممكن اللجوء إليها:
1. إجراءات منزلية
هذه أبرزها:
- الخروج من المنطقة التي تصلها أشعة الشمس.
- شرب كميات وفيرة وكافية من الماء.
- ارتداء ملابس تغطي كامل الجسم عند الخروج نهارًا.
- تناول مسكنات الألم.
- الاستحمام بمياه فاترة، واستخدام مرطبات البشرة المناسبة لا سيما تلك المحتوية على جل الألوفيرا.
2. إجراءات طبية
كما قد تحتاج حالات التسمم الشمسي للخضوع لعلاج طبي، مثل الآتي:
- تطبيق الضمادات على المنطقة المصابة، لا سيما إذا ما كانت المنطقة المصابة تحتوي على نفطات قد تمزقت.
- إخضاع المصاب للمعالجة الضوئية (Light therapy).
- إعطاء المريض محاليل وريدية في حالات الجفاف.
- استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: الستيرويدات الفموية أو الموضعية، والمضادات الحيوية الموضعية.
ملاحظة هامة
نظرًا لأن مصطلح التسمم الشمسي هو مصطلح غير علمي وغير طبي، من الممكن أحيانًا استخدامه للدلالة على حالات معينة تنشأ كرد فعل بعد التعرض لأشعة الشمس، مثل الحالات الآتية:
1. الطَفَح الضَوئِي مُتَعَدِّدُ الأَشْكال
الطفح الضوئي متعدد الأشكال (Polymorphous light eruption – PMLE) هو رد فعل جسدي قد ينشأ عند التعرض لأشعة الشمس الحادة والتي ربما لم يعتد عليها الشخص، كما هو حال قاطني المناطق التي تتسم بشمس معتدلة الحدة مثلًا، إذ قد يصاب هؤلاء عند تعرضهم لشمس المناطق الاستوائية الحادة بهذا النوع من الطفح الجلدي.
قد تتسبب هذه الحالة في ظهور طفح جلدي بعد تعرض الشخص للشمس بعدة ساعات، وهذا الطفح قد يكون مثيرًا للحكة كما قد تتخلله تجمعات من البثور. قد يتسبب الطفح الضوئي متعدد الأشكال بأعراض أخرى كذلك، مثل: القشعريرة، والغثيان، والصداع.
عادة ما يختفي هذا الطفح في غضون 7-10 أيام، وقد لا يحتاج لعلاج.
2. الشرى الشمسي
الشرى الشمسي (Solar urticaria) هي حالة قد تظهر في غضون دقائق بعد التعرض لأشعة الشمس، وهذه بعض أعراضها: حكة جلدية، واحمرار، ودوار، وفقدان للوعي.
غالبًا ما يتلاشى الشرى الشمسي خلال ساعات فقط، ولكن من الممكن أن يعود للمصاب بين الفينة والأخرى. أحيانًا من الممكن لاستخدام مضادات الهيستامين أن يساعد على علاج هذه الحالة.
المرجع : webteb.com