متى أطعم طفلي الرضيع؟ عوامل عديدة تحدد الإجابة
بعد ولادة الطفل الرضيع بعدة أشهر قد تطرح الأم على نفسها هذا السؤال “متى أطعم طفلي الرضيع؟” فما الذي على كل أم معرفته في هذا الصدد؟
في مرحلة ما خلال السنة الأولى من عمر الرضيع على الوالدين البدء بإدخال أغذية أخرى إلى حمية الرضيع بالإضافة إلى الحليب، ففي أي مرحلة تحديدًا يسمح للطفل بتناول الطعام؟ الإجابة في ما يأتي:
متى أطعم طفلي الرضيع؟
تنصح الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال (The American Academy of Pediatrics) بالبدء بتقديم الطعام للطفل عندما يبلغ الرضيع 6 أشهر من العمر، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن عليك الانتظار حتى يبلغ الطفل عمر 6 أشهر، فالعديد من الرضع يكونون على أهبة الاستعداد للبدء بتناول أغذية تكميلية مع الحليب مع بلوغهم المرحلة العمرية الواقعة ما بين 4-6 أشهر.
فمع بلوغ الطفل الرضيع المرحلة العمرية المذكورة يبدأ بتطوير مهارة استخدام اللسان، مما يمكنه من دفع الطعام باستخدام لسانه إلى الخلف ليبتلعه بدلًا من أن يدفعه للأمام طاردًا إياه خارج الفم.
يجب التنويه إلى ضرورة عدم إعطاء الطفل أي طعام قبل بلوغه عمر 4 أشهر.
مؤشرات جسدية هامة انتبهي إليها
إجابة “متى أطعم طفلي الرضيع؟” لا تقتصر فقط على عمر الرضيع، لذا ونظرًا لأن كل طفل يختلف عن الآخر، ولكي تتمكني من تحديد التوقيت المثالي للبدء بإعطاء طفلك الطعام خلال هذه المرحلة العمرية، عليك الانتباه لبعض المؤشرات الجسدية والتي تعني أن طفلك أصبح مستعدًّا لتناول الطعام، وهي:
1. بنية ووزن الطفل
وهذا يشمل مؤشرات، مثل:
- قدرة الطفل على التحكم بحركة رأسه ورقبته بشكل جيد.
- قدرة الطفل على الجلوس دون الحصول على أي دعم خارجي، أو مع الحصول على كمية قليلة من الدعم فقط.
- أن يكون وزن الطفل قد تزايد بحيث أنه أصبح الآن يبلغ ضعف وزنه عند الولادة، أو بلوغ الطفل وزنًا يقارب 5.9 كيلوغرام أو أكثر.
2. حركات تعني الجوع أو رغبة الطفل في تناول الطعام
وهذا يشمل مؤشرات، مثل:
- انحناء الطفل للأمام وقيامه بفتح فمه عندما يتم تقريب الطعام منه أو عرضه عليه.
- بدء الطفل بوضع يده أو ألعابه في فمه بصورة متكررة.
- قيام الطفل بمراقبة شخص يتناول الطعام بتركيز، ومحاولة الرضيع الوصول لهذا الطعام وكأنه يرغب في أخذ القليل منه.
- بدء الطفل بالاستيقاظ بشكل متكرر أثناء النوم ليلًا وعلى غير المعتاد.
- رغبة الطفل في شرب المزيد من الحليب وزيادة عدد جلسات الرضاعة.
فظهور المؤشرات المذكورة أعلاه على الرضيع يعني أن جسمه قد وصل لمرحلة من النمو والتطور أصبح معها الرضيع مستعدًّا للبدء بتناول الطعام بعد أن كانت تغذيته تقتصر على الحليب.
متى أطعم طفلي الرضيع الذي ولد قبل أوانه (الخداج)؟
تختلف الحاجات الغذائية للأطفال الخدج الذين ولدوا قبل الأوان عن احتياجات الأطفال الرضع الذي ولدوا في أوانهم، لذا يختلف التوقيت المناسب لتقديم الطعام للخدج عن توقيت تقديم الطعام للأطفال المولودين في أوانهم.
وبشكل عام تعد المرحلة المناسبة لتقديم الطعام للطفل الخدج الذي لا يعاني من أية مشكلات هي المرحلة العمرية الواقعة ما بين 5-7 أشهر من عمر الرضيع الذي لم يتم تصحيحه (Uncorrected age)، أي عمره منذ يوم ولادته حتى اليوم.
وتبعًا لبعض الأدلة العلمية المحدودة يوصي بعض الخبراء بما يأتي:
- ضرورة الانتظار إلى أن يبلغ عمر الطفل الخداج المصحح (Corrected age) ثلاثة أشهر على الأقل، والعمر المصحح هو عمر الطفل الذي يتم حسابه بدءًا من موعد الولادة المقرر والذي ولد الطفل قبله وصولًا إلى اليوم الحالي.
- ضرورة تقديم الطعام للطفل الخداج قبل أن يكون الطفل قد بلغ عمر 7 أشهر من عمره الحقيقي (Actual age)، أي عمره منذ يوم الولادة حتى اللحظة.
كما يجب الانتباه إلى المؤشرات الجسدية التي يبديها الطفل الرضيع، والتي لا تختلف كثيرًا عن تلك التي يبديها الطفل المولود في أوانه والتي أوردناها في القسم السابق.
ولكن يجب استشارة الطبيب قبل البدء بإعطاء الأطفال الخدج طعامهم الأول فكل حالة تختلف عن الأخرى.
لمَ يفضل الانتظار لعمر 6 أشهر قبل تقديم الطعام للرضيع؟
بعد أن أجبنا على سؤال “متى أطعم طفلي الرضيع؟” علينا أن ننوه إلى أن بعض الخبراء يوصون بعدم إعطاء أي طعام للرضيع عدا الحليب قبل بلوغ الطفل عمر 6 أشهر، وذلك للأسباب الآتية:
- يكون الطفل في هذا العمر أكثر قدرة على إطعام نفسه بنفسه، كما يكون أكثر قدرة على التحكم بفمه وبلسانه لتحريك الطعام داخل فمه وابتلاعه دون أية مشكلات.
- إعطاء جسم الطفل فترة كافية حتى ينمو ويتطور بطريقة تسهل على الطفل تقبل الطعام والتعامل معه.
- تقوية مناعة الطفل، فإذا كان الطفل يعتمد على الرضاعة من الثدي حصريًّا لستة أشهر كاملة، قد يجعل هذا مناعته أقوى وجسمه أكثر قدرة على مقاومة الأمراض والمشكلات الصحية.
كما يجب التنويه إلى أن حليب الثدي أو الحليب الصناعي كافي لإعطاء جسم الرضيع احتياجاته الغذائية بالكامل حتى بلوغه عمر 6 أشهر، باستثناء فيتامين د.
المرجع : webteb.com