حمض الخليك: المركب الفعال في خل التفاح

سوف نعرفك في ما يأتي على حمض الخليك (Acetic acid – Ethanoic acid)، والذي يعرف بأسماء أخرى عديدة، مثل: حمض الايثانويك، وحمض الخل، وحمض الأسيتيك:

ما المقصود بحمض الخليك؟ 

هو حمض دهني قصير السلسلة، ويعد أحد أكثر أنواع الأحماض الكربوكسيلية (Carboxylic acids) أهمية، وعلى الرغم من أن اسمه قد يوحي أنه مركب كيميائي خطير، إلا أن الأمر ليس كذلك تمامًا، فهذا الحمض قد يكون له العديد من الفوائد الصحية المحتملة، بل حتى قد يكون موجودًا في مطبخك.

إذ يعد حمض الخليك المركب الفعال الرئيس في الخل، وهو المركب المسؤول عن مذاق خل التفاح المميز، كما أنه قد يكون المركب الذي تعزى له فوائد خل التفاح. لا تقتصر المصادر الغذائية لهذا الحمض على الخل، بل قد يتواجد هذا الحمض في أصناف غذائية أخرى، مثل: المخللات، وخبز العجينة المخمرة. 

على الرغم من أن حمض الخليك المستخدم في تصنيع المواد الغذائية مثل خل التفاح يعد آمنًا عمومًا، إلا أن حمض الخليك -لا سيما الذي يدخل في تصنيع منتجات غير غذائية- قد يكون ضارًّا، وتعتمد درجة أمان هذا الحمض على عوامل عديدة، مثل:

• تركيزه، وطريقة تصنيعه.
• المواد الكيميائية الأخرى المستخدمة في تصنيع المنتج الذي يحتوي على هذا الحمض.

أين يتواجد حمض الخليك؟

بالإضافة للمصادر الغذائية المذكورة آنفًا، يتواجد هذا الحمض في مصادر أخرى، مثل:

1. بعض المركبات الصناعية التي تدخل في صناعة منتجات مثل: الدهانات، والمبيدات الحشرية.
2. بعض أنواع الأدوية، مثل قطرات الأذن.
3. سوائل الجسم البشري والعصارات النباتية الطبيعية.

• هل حمض الخليك هو ذاته الخل؟

الإجابة باختصار هي لا، فحمض الخليك المخفف وحده لا يعد خلًّا، إذ يحتوي الخل -بالإضافة لحمض الخليك- على مكونات أخرى، مثل بعض أنواع الفيتامينات والمعادن والأحماض الأمينية. يحتوي الخل الصالح للاستهلاك الفموي على حمض الخليك ضمن مكوناته بنسب تتراوح بين 3-9%. 

فوائد حمض الخليك للصحة

إليك قائمة بأبرزها:

1. خفض ضغط الدم المرتفع 

تبعًا لإحدى الدراسات، قد يساعد هذا الحمض على خفض ضغط الدم المرتفع، وتعزى فوائد حمض الخليك في هذا الصدد غالبًا لقدرة حمض الخليك المحتملة على خفض مستويات إنزيم الرينين (Renin)، وهو أنزيم يرتبط بارتفاع ضغط الدم. 

لذا، قد يساعد استخدام حمض الخليك على دعم صحة جهاز الدوران، وخفض فرص الإصابة بالنوبات القلبية.

2. خسارة الوزن الزائد 

تبعًا لإحدى الدراسات العلمية، قد يساعد حمض الخليك الموجود في خل التفاح مثلًا على تحفيز خسارة الوزن ومقاومة السمنة.

وتعزى فوائد حمض الخليك في هذا الصدد غالبًا لقدرة هذا الحمض المحتملة على:

• تحسين عمليات الأيض.
• كبح الشهية.
• تحسين قدرة الجسم على استقلاب الكربوهيدرات والدهون.
• تثبيط نشاط بعض الأنزيمات التي قد تسهم في تكون الدهون وتراكمها في الجسم. 

3. مقاومة حب الشباب

حسب إحدى التقارير العلمية، قد يساعد هذا الحمض بالإضافة لبعض المكونات الأخرى الموجودة في خل التفاح على مقاومة مشكلة حب الشباب، إذ قد يمتلك حمض الخليك خواص طبيعية مقاومة للبكتيريا البربونية العدية (Propionibacterium acnes)، والتي تعد البكتيريا المسؤولة عن نشأة حب الشباب.

4. تنظيم سكر الدم 

قد يكون لهذا الحمض فوائد محتملة متعلقة بسكر الدم، إذ قد يساعد حمض الخليك على تحسين حالة المرضى المصابين بالسُّكَّرِيّ مِن النَّمَط 2، وذلك نظرًا لقدرة هذا الحمض المحتملة على تنظيم مستويات سكر الدم والأنسولين.

وتعزى فوائد حمض الخليك لسكر الدم غالبًا لقدرة هذا الحمض على:

• تفعيل أنزيم بروتين كيناز النشط أي أم بي كي (AMPK)، وهو أنزيم قد يؤثر بشكل إيجابي على سكر الدم.
• تثبيط إنتاج بعض الأنزيمات التي تساعد على هضم النشويات في الطعام، مما يقلل من رفعة سكر الدم التي قد تحدث عند تناول أغذية نشوية مثل المعكرونة.

5. فوائد أخرى 

كما قد يكون لهذا الحمض فوائد عديدة أخرى، مثل:

• مقاومة بعض أنواع العدوى والالتهابات البكتيرية والفطرية.
• تحسين صحة القولون.
• مقاومة قشرة الرأس، إذ قد يساعد هذا الحمض على تعديل بيئة فروة الرأس بطريقة قد تعيق نمو بعض أنواع الخمائر التي قد تسهم في ظهور القشرة.

طرق تحصيل فوائد حمض الخليك 

للاستفادة من هذا الحمض، إليك بعض طرق الاستخدام المقترحة:

1. استخدام أدوية تحتوي على حمض الخليك، مثل قطرات الأذن.
2. تناول منتجات غذائية تحتوي على هذا الحمض، مثل خل التفاح، والذي بالإمكان تخفيفه من خلال خلط 1-2 ملعقة من خل التفاح مع كوب ماء.

أضرار حمض الخليك

قد يكون لهذا الحمض بعض الأضرار، مثل:

• تهيج وحرقان الجلد عند تطبيق منتجات هذا الحمض على البشرة.
• مضاعفات مرتبطة بتناول كميات كبيرة من منتجات غذائية تحتوي على حمض الخليك ولم يتم تخفيفها بالماء، مثل المضاعفات الآتية: حرقان الحلق، وتآكل مينا الأسنان. 
• مضاعفات أخرى عند تناول منتجات حمض الخليك فمويًّا، مثل: هبوط سكر الدم، واضطرابات هضمية. 

لتجنب أضرار هذا الحمض، يفضل:

• استخدام المنتجات الغذائية التي تحتوي عليه بعد تخفيف تركيزها، مثل خل التفاح المخفف بالماء.
• استشارة الطبيب قبل البدء باستخدامه، لا سيما إذا كان الشخص مصابًا بمشكلة صحية أو يتناول أدوية معينة.