خراج الرئة: دليلك الشامل

قد يحدث خراج الرئة نتيجة بلع المفرزات الفموية من قبل المرضى الذين يعانون من سوء نظافة الفم أو التهابات اللثة، وفي هذا المقال سنتناول أهم المعلومات حول هذه الآفة.

خراج الرئة: دليلك الشامل

خراج الرئة (Lung abscess) هو التهاب بكتيري أو جرثومي يؤدي إلى تآكل والتهاب أنسجة الرئة وتكوين تجويف أو أكثر مليء بالفضلات والسوائل القيحية، وغالبًا ما يحدث نتيجة دخول الجراثيم المتكونة في الفم إلى المجرى الهوائي والرئتين.

تابع قراءة المقال الآتي لتتعرف على المزيد من المعلومات حول خراج الرئة:

أعراض خراج الرئة

عادةً تتطور أعراض خراج الرئة بشكل تدريجي على مدى أسابيع، وقد تتشابه أعراضه الأولية مع أعراض وعلامات مرض ذات الرئة الاستنشاقية، وبشكل عام تتمثل أعراض الخراج الرئوي بالآتي:

  • الحمى والقشعريرة.
  • التعب العام.
  • التعرق الليلي.
  • السعال الجاف، والذي يتطور لاحقًا إلى السعال المنتج للبلغم.
  • ألم في الصدر وضيق التنفس.
  • فقدان الوزن والشهية.
  • بصق الدم.
  • فقر الدم.
  • تعجر الأصابع

أسباب خراج الرئة

عادة يتم دخول البكتيريا إلى الرئتين بعدة سبل، إضافة إلى وجود عوامل أخرى تزيد من خطر دخولها إلى المجرى الهوائي، وفي ما يأتي نذكر أبرزها:

1. شفط المحتويات الفموية

يعد شفط المحتويات الفموية الملوثة بالجراثيم من أبرز مسببات الخراج الرئوي، والذي يحدث عادة لدى الأشخاص الذين يعانون من بعض المشكلات الصحية التي تسبب اضطرابات في الوعي، مثل: استخدام الأدوية المخدرة والمسكنة، أو عند التعرض للتخدير العام أو التسمم بالكحول.

في الحالة الطبيعية تقوم القصبة الهوائية بالتخلص من المخاط الملوث بالجراثيم، أو أي أجسام غريبة عن طريق السعال.

أما في حال وجود مشكلات في الوعي أو اضطرابات في الجهاز العصبي فإن هذه الحالات تجعل من الشخص غير قادرًا على السعال وبالتالي عدم القدرة على التخلص من الأجسام الضارة، وبذلك تدخل الجراثيم إلى الرئتين مسببة بذلك نخر أنسجتها وتكوين الخراج فيها.

2. أسباب أخرى

يمكن أن ينشأ خراج المتكون في الرئة نتيجة أسباب وعوامل أخرى، والتي تشمل ما يأتي:

  • انسداد القصبات الهوائية نتيجة وجود أورام في القصبة الهوائية أو الرئتين، أو نتيجة أجسام غريبة فيها.
  • الإصابة بأمراض ضعف المناعة، مثل: الإيدز.
  • استخدام إحدى الأدوية التي تثبط الجهاز المناعي، مثل: العلاج الكيميائي.
  • انتقال الجلطات الدموية المتكونة في أعضاء أخرى من الجسم وقد تكون هذه الأعضاء مصابة بالعدوى، كما في حالة التهاب الشغاف وهو الغشاء الذي يغلف القلب.

تشخيص خراج الرئة

عادة يتم تشخيص خراج الرئة عن طريق أخذ المعلومات الطبية عن حالة المريض وعن طريق إجراء بعض الفحوصات المخبرية والتصويرية، والتي تتضمن بالآتي:

  • إجراء فحص تعداد الدم الكامل، للتحقق من وجود ارتفاع بعدد كريات الدم البيضاء.
  • إجراء زرع عينة من البلغم.
  • التصوير بالأشعة السينية.
  • التصوير المقطعي المحوسب.
  • تنظير المجاري الهوائية، والذي يتم من أجل الأغراض الآتية:
    • النظر إلى داخل القصبات الهوائية، للتحقق من وجود الأورام أو الأجسام غريبة فيها.
    • أخذ عينة من المخاط أو السوائل المتكونة فيها من أجل زراعتها، والتحقق من وجود الجراثيم وتحديد نوعها.
    • أخذ عينة من أنسجة المجاري الهوائية وفحصها تحت المجهر.

علاج خراج الرئة

يجب الأخذ بعين الاعتبار أمور كثيرة عند تحديد الخطة العلاجية الملائمة لحالة المريض، مثل: نوع الجراثيم المسببة للخراج، وشدة العدوى، وطبيعة الأعراض التنفسية للمريض، إضافة إلى المكان الملائم لتلقي العلاج بالنسبة لحالة المريض وقد يكون في المشفى أو المنزل.

بشكل عام توجد طرق أساسية مستخدمة لعلاج خراج الرئة، والتي تشمل ما يأتي:

  • العلاج بالمضادات الحيوية الوريدية، والتي قد تتغير لاحقًا إلى المضادات الحيوية الفموية.
  • سحب المفرزات القيحية من الرئتين.
  • إجراء عملية جراحية من أجل إزالة الخراج وجزء من الأنسجة التالفة المحيطة به، وفي بعض الأحيان قد يتطلب الأمر استئصال الرئة بالكامل.

مضاعفات خراج الرئة

في حال لم يتم تشخيص وعلاج خراج الرئة كما ينبغي قد يؤدي الأمر إلى حدوث مضاعفات أكثر حدة ومهددة للحياة، وتشمل هذه المضاعفات ما يأتي:

1. الدبيلة (Empyema)

الدبيلة هو تسرب السوائل القيحية الناتجة من انفجار الخراج إلى الفراغ الذي يقع بين الرئتين وجدار الصدر.

2. خراج الرئة المزمن

يمكن أن يصبح خراج الرئة مشكلة مزمنة عندما يستمر لأكثر من ستة أسابيع. 

3. الناسور القصبي الجنبي (Bronchopleural fistula)

الناسور القصبي الجنبي هو تكوين ممر بين القصيبات الهوائية الموجودة في الرئتين وبين غشاء الجنب الذي يغلف الرئتين.

4. النزيف

أحيانًا قد يتسبب الخراج بتلف في الأوعية الدموية المحيطة به، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث نزيف حاد مهدد للحياة.

5. مضاعفات أخرى

يمكن أيضًا أن يتسبب الخراج المتكون في الرئة بحدوث مضاعفات ومشكلات صحية أخرى، وتشمل الآتي:

  • فقر الدم.
  • تليف غشاء الجنب.
  • فشل الجهاز التنفسي.
  • الرئة المحاصرة هي حالة يحدث فيها عدم قدرة الرئة على التوسع وملء الأسناخ الرئوية بالهواء نتيجة تجمع السوائل بين طبقات غشاء الجنب، وبالتالي محاصرة الحركة الميكانيكية للرئتين التي تساعد على التنفس. 

من قبل
د. نور فائق

الخميس 1 نيسان 2021


المرجع : webteb.com