متلازمة ستندال
هل فكّرت يومًا أنّ السفر والغرق في جمال العمل الفنّيّ في البلد التي تم الذهاب إليها يُمكن أن يُسبّب انزعاجًا نفسيًّا للشخص يدفعه أحيانًا إلى التماس العناية الطبية؟ قد يكون هذا حقيقيًّا ويُدعى بمُتلازمة ستندال.
إليكم أبرز المعلومات عن مُتلازمة ستندال (Stendhal syndrome) أو ما تُعرف أيضًا بمتلازمة فلورنسا أو متلازمة فلورنتين:
مُتلازمة ستندال
متلازمة ستندال هي حالة جسدية نفسيّة تتميز بالقلق والاضطرابات العاطفية والفكرية التي ينطوي عليها مجموعة من الأعراض، مثل: تسارع نبضات القلب، والإغماء، والارتباك، وحتى الهلوسة تحدث عندما يتعرّض الأشخاص لأشياء أو ظواهر أو أعمال فنية ذات جمال عظيم.
تمّ وصف هذه الحالة لأول مرة من قبل الطبيبة النفسية غرازيلا ماغريني، حيث نشرت ما توصّلت إليه من نتائج بشأن مجموعة من المرضى عانى مُعظمهم من الدوار، وخفقان القلب، والهلوسة، والتَّوَهَان (Disorientation)، وتبدُّد الشخصية، والإرهاق الشديد بعد عدّة زيارات مُختلفة إلى مدينة فلورنسا ومتاحفها ومعارضها، وترتّب على ذلك إدخالهم إلى المستشفى وعلاجهم كحالات طارئة.
وأوضحت الدكتورة ماغريني من واقع تجربتها أنّ متلازمة ستندال ظاهرة تنطبق حصريًّا على السُّيّاح الأجانب.
سُميّت المُتلازمة بهذا الاسم نسبة إلى الكاتب ماري هنري بيل المعروف باسمه المُستعار “ستندال” والذي وصف تجربته عندما زار مدينة فلورنسا.
أعراض متلازمة ستندال
هناك ثلاثة أنواع رئيسية من الأعراض لدى الأشخاص الذين يبدو أنهم يعانون من مُتلازمة ستندال، وهي:
- تغيُّر في إدراك الأصوات أو الألوان، بالإضافة إلى زيادة الشعور بالقلق أو الشعور بالذنب أو الاضطهاد.
- الإصابة بالقلق الاكتئابي، والشعور بعدم الكفاءة، أو على العكس من ذلك الشعور بالنشوة أو القدرة المُطْلَقة.
- الإصابة بنوبات الهلع والأعراض الجسدية للقلق المُتزايد، مثل ألم الصدر.
عوامل الخطر لمتلازمة ستندال
إن عوامل الخطر المُؤثّرة التي نتج عنها ظهور أعراض متلازمة ستندال ما يأتي:
- شخصيّة قابلة للتأثُّر.
- الضغط الناتج عن السفر، ولهذا السبب يُوصى بشدة أن يحصل المسافرون على قسط جيد من الراحة، وأن يحصلوا على قدر كافٍ من الماء والغذاء، كما ينصح بشدة الحماية من الشمس.
- المستوى التعليمي.
- الحالة الاجتماعية.
- العمر.
- التنشئة الدينية.
- عيش الشخص بمفرده.
- الاقتراب من موعد نهاية الرحلة.
علاج وتشخيص متلازمة ستندال
لا يوجد ما يكفي من الأدلة العلمية حول علاج وتشخيص متلازمة ستندال على اعتبار أنّها ليست اضطرابًا نفسيًّا مُحدّدًا، ولكن يمكن أن يتم كالآتي:
تشخيص متلازمة ستندال
أظهرت الدراسات حول مُتلازمة ستندال نشاطًا دماغيًا في عدة مناطق من الدماغ تُشارك في الوعي، ومعالجة المشاعر، والتفاعل الاجتماعي، والذاكرة، والتي لا يبدو أنها مَرَضيّة على وجه الخصوص.
علاج متلازمة ستندال
بقدر ما تُظهر الأدلة، فإنّ العلاج المحدد لمتلازمة ستندال لا يذهب إلى أبعد من منع حدوث الإصابات عند حدوث حالات الإغماء أو استبعاد حدوث المضاعفات.
هل متلازمة ستندال هي اضطراب حقيقيّ؟
في حين أنّ الطبيبة ماغريني ترى أنّ متلازمة ستندال هي ظاهرة نفسية حقيقة، وجدت المراجعات الأخيرة للأبحاث الحالية حول هذا الموضوع أنه لا يوجد دليل قاطع كافٍ يشير إلى أنّ متلامة ستندال هي اضطراب نفسي مُحدَّد.
بالإضافة إلى ذلك، فإنّ الإصدار الحالي من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM-5) لم يُدرج متلازمة ستندال كظاهرة أو حالة متعلقة بالصحة العقلية.
ومن وجهة نظر سريرية، فإنّ مُتلازمة ستندال هي كيانٌ مُتعدّد الأشكال وبالتالي يجب التعامُل معها بطريقة فردية.
في دراسة استقصائية تم تطبيقها على عدد من أطبّاء الأعصاب بعد حضورهم دورة التاريخ العصبي، سعت هذه الدراسة إلى تقييم وجود أعراض متلازمة ستندال عند هؤلاء الأطباء.
لم تكشف نتائج هذه الدراسة عن أي حالة مُطابِقة لمتلازمة ستندال، لكنّ مُعظم الأطباء عانوا من اضطرابات خفيفة من التأثيرات الفنيّة المُتعلِّقة بالمُتعة الجمالية والعاطفة، واعتُبر 25% منهم أنّهم مُصابون بشكل جزئي بمتلازمة ستندال.
المرجع : webteb.com