مرض الشك: دليلك الشامل
إن مرض الشك يعد أحد الاضطرابات السلوكية التي تصيب بعض الأشخاص، فما هي طبيعة هذا المرض؟
هل يراودك الشعور بالشك بشكل دائم؟ لا يعلم معظم الأشخاص أن هناك ما يدعى بمرض الشك والذي يفوق شعور الشك الاعتيادي بمراحل.
تجد في هذا المقال دليلك الشامل من أجل التعرف على كل ما يخص مرض الشك.
ما هو مرض الشك؟
إن مرض الشك يعد أحد الأضطرابات الشخصية السلوكية وعادةً ما يبدو الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب غريبي الأطوار.
وغالبًا ما تظهر أعراض مميزة على الأشخاص المصابين بمرض الشك، مثل: جنون العظمة، وانعدام الثقة، والشك في العديد من الأشياء والتصرفات بدون أي سبب واضح.
عادةً ما يبدأ المرض بالظهور في أوقات الطفولة أو بداية البلوغ ويعد شائع بشكل أكبر لدى الرجال، ويصيب مرض الشك 2.3 – 4.4% من الأشخاص حول العالم.
أسباب مرض الشك
تعد الأسباب وراء الإصابة بمرض الشك غير واضحة وغير معروفة، ولكنها قد ترتبط بالجينات المتوارثة، حيث تعد الإصابة بالمرض مرتبطة بالعائلات التي تتوارث أمراض الاضطرابات الذهانية، مثل: الفصام.
أعراض الإصابة بمرض الشك
غالبًا ما يكون الأشخاص المصابين بمرض الشك في وضعية الدفاع طوال الوقت ويعتقد هؤلاء الأشخاص بأن جميع الأشخاص يكيدون لهم ويعقدون لهم المؤامرات ويحاولون إيذائهم.
تنتاب هؤلاء الأشخاص مشاعر غير صحيحة ويقومون بلوم غيرهم والشك فيهم بسبب ذلك، ممّا يؤثر على قابلية هؤلاء الأشخاص في تكوين علاقات مقرّبة حتى ضمن نطاق العمل.
وفيما يأتي بعض أهم الأعراض المرتبطة بمرض الشك:
- الشك في التزام ووفاء وثقة الأشخاص الآخرين، والاعتقاد بأن الآخرين يكيدون لهم طوال الوقت.
- عدم مشاركة المعلومات المتعلقة بحياتهم الشخصية لأيٍّ كان خوفًا من أن يقوم الآخرون باستخدام هذه المعلومات ضدهم.
- عدم مسامحة الأشخاص من حولهم وخلق الحواجز.
- شدة الحساسية وعدم تقبل النقد بأي شكل من الأشكال.
- القيام بوضع التفسيرات العديدة للمواقف البريئة والتي لا تستدعي ذلك.
- الغضب الشديد وردة الفعل السريعة.
- الشك والاعتقاد الدائم بأن الأشخاص المحبّين يقومون بخيانتهم طوال الوقت.
- برودة المشاعر والبعد عن تكوين أي علاقات شخصية مع الآخرين، كما يقوم هؤلاء الأشخاص بالتحكم بغيرهم والشعور بالغيرة المفرطة ظنًّا منهم من أن ذلك يمنع الآخرين من خيانتهم.
- عدم القدرة على معاينة أخطائهم والاعتقاد بأنهم دائمًا على صواب.
- صعوبة الهدوء والاسترخاء.
- العدوانية، والعند، وكثرة الجدال.
- القيام بالحكم على غيرهم من الأشخاص وعدم تقبل الاختلافات.
تشخيص مرض الشك
عند وجود الأعراض الظاهرة على المريض يقوم الطبيب بمعاينة التاريخ الدوائي والنفسي للمريض، حيث لا يوجد هناك فحص مخبري يمكن عمله من أجل تشخيص مرض الشك ولكن يقوم الطبيب بعمل عدة فحوصات من أجل تشخيص إذا ما كانت الأعراض مرضية أم لا.
في حال لم يجد الطبيب أي أسباب عضوية لظهور الأعراض فإنه يقوم بتحويل المريض لطبيب نفسي مختص من أجل تشخيص المرض بالطريقة الصحيحة، وغالبًا ما يستخدم الأطباء النفسيين بعض الأدوات والطرق من أجل تشخيص الاضطربات النفسية بدقة.
علاج مرض الشك
غالبًا ما يتم علاج مرض الشك بواسطة العلاج النفسي من قبل مختص، بحيث يتغلب معظم الأشخاص على الأعراض المرتبطة بالمرض.
تكمن الصعوبة في علاج المرض بأن الأشخاص المصابين بمرض الشك عادة ما يكونون غير مقتنعين بإصابتهم بالمرض وغالبًا ما يعتقدون بأن المشكلة متعلقة بغيرهم من الأشخاص، ممّا يشكل تحدي للأطباء النفسيين.
وفيما يأتي أهم طرق علاج مرض الشك:
1. العلاج النفسي
يساعد العلاج النفسي في تدريب الإنسان على مهارات معينة وتدريبه على الشعور بالعطف، والثقة، والتواصل، وتعزيز الثقة بالنفس، والعلاقات الاجتماعية، ومهارات التكيف.
ويعد العلاج الإدراكي فعّال في علاج المرض ويجعل شعور الشك أقل لدى الآخرين ويعزز علاقاتهم الاجتماعية بالآخرين، كما يساعد في التحكم بردّات الفعل الناتجة من الأفعال المختلفة.
2. الأدوية
عادة لا يتم استخدام الأدوية من أجل علاج هذا النوع من الأمراض ولكن يمكن استخدامها في الحالات ذات الأعراض الحادة والخطيرة فقط أو تلك المرتبطة بأمراض أخرى، مثل: الاكتئاب والقلق.
ويمكن استخدام الأدوية، مثل: الأدوية المضادة للاكتئاب، والأدوية المضادة للذهان، والأدوية المهدئة المضادة للقلق، ومن الجدير بالذكر بأنه لا يُنصح باستخدام الأدوية وحدها من أجل علاج مرض الشك ولكن يمكن إضافتها إلى العلاج النفسي.
المرجع : webteb.com