هرمون الألدوستيرون: هرمون ينظم ضغط دمك
ما هو هرمون الألدوستيرون؟ ما هي وظائفه المتنوعة في الجسم؟ كيف من الممكن لارتفاع أو تدني مستوياته أن يؤثر على الجسم؟ إليك الإجابات وأكثر.
هرمون الألدوستيرون (Aldosterone) هو هرمون في غاية الأهمية لجهازك الدوراني، فلنتعرف عليه في هذا المقال:
ما المقصود بهرمون الألدوستيرون؟
هو هرمون يتم إنتاجه عادة في منطقة القشرة (Cortex) من الغدد الكظرية المتواجدة فوق الكليتين. لهرمون الألدوستيرون وظائف عديدة، أبرزها: الحفاظ على اتزان مستويات بعض أنواع الكهرليات (Electrolytes)، وتنظيم مستويات ضغط الدم، لذا يصنف هذا الهرمون على أنه هرمون قشراني معدني (Mineralocorticoid hormone).
إذا اختلت مستويات هذا الهرمون في الجسم عن المعدلات الطبيعية لأي سبب كان، من الممكن أن يؤدي هذا الخلل لمضاعفات صحية متنوعة في العديد من أعضاء الجسم، مثل: القلب، والدماغ، والكليتين.
كيف يتم إنتاج هرمون الألدوستيرون؟
يتم إنتاج هذا الهرمون في منطقة خاصة من الغدد الكظرية يطلق عليها اسم المنطقة الكبيبية (Zona glomerulosa). وتلعب بعض مواد الجسم الأخرى دورًا هامًّا في تحفيز إنتاج هرمون الألدوستيرون، مثل: أنزيم الرينين (Renin)، وهرمون الأَنْجِيوتَنْسين (Angiotensin).
إذ يشكل كل الرينين والألدوستيرون والأنجيوتنسين نظامًا هرمونيًّا خاصًّا يطلق عليه اسم (Renin-angiotensin-aldosterone system)، وهو نظام يعمل على تنظيم ضغط الدم بطريقة طبيعية في جسم الشخص السليم.
يتم تفعيل هذا الجهاز عندما يقل الدم المتدفق إلى الكليتين عن المستويات الطبيعية، كما قد يحصل في حالات النزيف الشديد، إذ يعمل هرمون الرينين على تحفيز إنتاج هرمون الأَنْجِيوتَنْسين 2 (Angiotensin II)، والذي يحفز بدوره إنتاج هرمون الألدوستيرون.
بعد ذلك يعمل هرمون الألدوستيرون الذي تم إنتاجه للتو على تحفيز إعادة امتصاص كمية أكبر من الأملاح والماء إلى مجرى الدم من الكليتين، مما يؤدي لزيادة حجم الدم ولرفع ضغط الدم.
عندما تعود مستويات السوائل في الجسم لمعدلاتها الطبيعية، وعندما تعود مستويات الأملاح في الدم كذلك لمستوياتها الطبيعية، تتدنى مستويات الرينين، مما يؤدي لعودة مستويات الألدوستيرون للانخفاض.
وظائف هرمون الألدوستيرون
في الحالات الطبيعية يسهم هرمون الألدوستيرون في ما يأتي:
1. تنظيم مستويات ضغط الدم
إذ يقوم هرمون الألدوستيرون بإرسال إشارات خاصة للقولون وللكلى، لتحفيز حدوث الآتي:
- إعادة امتصاص كميات أكبر من الصوديوم إلى مجرى الدم.
- طرح كميات أكبر من البوتاسيوم في البول.
- إعادة امتصاص الماء مع الصوديوم إلى مجرى الدم، مما قد يسهم في زيادة حجم الدم.
بسبب تأثيره المذكور آنفًا والمتعلق بتنظيم مستويات الكهرليات، يعمل هرمون الألدوستيرون على تنظيم ضغط الدم، كما قد يساعد هذا الهرمون بطريقة غير مباشرة على الحفاظ على مستويات طبيعية للرقم الهيدروجيني الخاص بالدم (Blood pH).
2. دعم عمليات الأيض
قد يلعب هرمون الألدوستيرون دورًا كذلك في بعض عمليات الأيض الحاصلة في الجسم، ولكن هذا الدور صغير نسبيًّا، إذ من الممكن لهذا الهرمون أن يؤثر بشكل إيجابي على عمليات أيض واستقلاب المواد الآتية:
- الدهون.
- الكربوهيدرات.
- البروتينات.
اختلال مستويات هرمون الألدوستيرون
قد يؤدي اختلال مستويات هرمون الألدوستيرون لمضاعفات صحية عديدة، وهذا الاختلال قد يتجسد على هيئة:
1. ارتفاع في مستويات هرمون الألدوستيرون
من الممكن أن ترتفع مستويات هذا الهرمون بشكل مفرط أحيانًا، في حالة يطلق عليها طبيًّا اسم فَرْطُ الأَلدوستيرونِيَّة (Hyperaldosteronism). ولهذه الحالة نوعان رئيسان، وهما:
النوع الأول: فرط الألدوستيرونية الأساسي (Primary hyperaldosteronism)
ينشأ هذا النوع جراء قيام الغدد الكظرية بإنتاج كميات مفرطة من الألدوستيرون، ويعرف طبيًّا باسم آخر وهو متلازمة كون (Conn’s syndrome). قد تؤدي الإصابة ببعض المشكلات الصحية إلى تحفيز نشأة هذه الحالة، مثل المشكلات الآتية:
- ورم حميد على أحد الغدد الكظرية يطلق عليه اسم الورم الغدي (Adenoma).
- فرط تنسج الكظر (Adrenal hyperplasia) في كلا الغدتين الكظريتين.
- ورم سرطاني قد يقوم بإنتاج هرمون الألدوستيرون.
النوع الثاني: فرط الألدوستيرونية الثانوي (Secondary hyperaldosteronism)
ينشأ هذا النوع جراء الإصابة بمشكلة صحية لا علاقة لها بالغدد الكظرية ولكنها قد تؤدي لارتفاع مستويات الألدوستيرون، مثل:
- ورم يعمل على إنتاج أنزيم الرينين.
- فشل القلب.
- أمراض الكبد المزمنة.
- الصدمة.
قد تسبب فرط الألدوستيرونية مجموعة من الأعراض، مثل: ارتفاع ضغط الدم، وتدني مستويات البوتاسيوم، وزيادة حجم الدم. أحيانًا، قد لا تظهر على المصاب بفرط الألدوستيرونية أية أعراض.
2. انخفاض في مستويات هرمون الألدوستيرون
قد تؤدي الإصابة ببعض المشكلات الصحية لهبوط مستويات هرمون الألدوستيرون عن المعدلات الطبيعية، مثل المشكلات الآتية:
- القصور الكظري الأساسي (Primary adrenal insufficiency) أو ما يسمى بمرض أديسون (Addison’s disease)، وهو مرض يفقد الغدد الكظرية قدرتها على القيام بوظائفها الطبيعية.
- الإصابة بطفرات جينية قد تؤثر سلبًا على إنتاج هرمون الألدوستيرون.
قد تختلف حدة تأثير انخفاض هرمون الألدوستيرون على الجسم تبعًا للسبب الذي أدى لهذا الانخفاض، فعلى سبيل المثال، إذا كان سبب الانخفاض هو مرض أديسون، قد تظهر على المريض أعراض، مثل: هبوط ضغط الدم، وارتفاع مستويات البوتاسيوم، أما إذا كان السبب جينيًّا، قد تظهر أعراض مشابهة ولكن أقل حدة.
علاج اختلال مستويات هرمون الألدوستيرون
تختلف طرق العلاج تبعًا لطبيعة الخلل الحاصل وتبعًا لسببه، فعلى سبيل المثال:
- من الممكن علاج فرط هرمون الألدوستيرون بعدة طرق، مثل: الجراحة لاستئصال أية أورام كانت السبب في الحالة، والأدوية للسيطرة على الأعراض مثل دواء سبيرونولاكتون (Spironolactone).
- من الممكن علاج انخفاض مستويات هرمون الألدوستيرون من خلال الحصول على العلاج اللازم لمرض أديسون مثلًا إن كان هو سبب.
المرجع : webteb.com