الاجهاض المهدد: هل من الممكن إنقاذ الجنين؟
ما هو الإجهاض المهدد؟ وهل تنتهي كافة حالات الإجهاض المهدد إلى انتهاء الحمل ووفاة الجنين؟ وما الذي قد يجعلك عرضة لهذا النوع من الإجهاض؟
سوف نعرفك في ما يأتي على حالة الإجهاض المهدد (Threatened miscarriage – Threatened abortion)، والتي تعرف أحيانًا باسم الإجهاض المنذر:
ما هو الإجهاض المهدد؟
يستخدم مصطلح الإجهاض المهدد عادة للدلالة على الحالات التي تصاب فيها المرأة بنزيف مهبلي قبل بلوغ الحمل عمر 20 أسبوعًا، حيث قد يكون النزيف الحاصل أحيانًا مؤشرًا على قرب حصول الإجهاض وانتهاء الحمل.
قد يترافق النزيف الحاصل في حالات الإجهاض المهدد مع ظهور علامات أخرى، مثل: ألم أسفل البطن، ومن الممكن أن تستمر الأعراض الظاهرة بملازمة الحامل لفترة تتراوح بين عدة أيام وعدة أسابيع، ولكن قد يبقى عنق الرحم مغلقًا طوال هذا الفترة حتى مع ظهور الأعراض المذكورة.
يعد النزيف المهبلي خلال المراحل الأولى من الحمل ظاهرة شائعة، ونسبة حصوله بين الحوامل تقارب 25%، وبينما قد يتوقف النزيف المهبلي تلقائيًّا لدى العديد من النساء ليكتمل الحمل دون مشكلات، قد لا يتوقف النزيف في حالات أخرى وقد تتفاقم الحالة لينتهي الأمر بالإجهاض.
يفضل استشارة الطبيب دون تأخير عند حصول أي نزيف خلال فترة الحمل، فعلى الرغم من أن النزيف المهبلي خلال الحمل قد يكون شائعًا، إلا أنه لا يعد ظاهرة طبيعية، كما من الممكن إنقاذ حالات الإجهاض المهدد أحيانًا إذا خضعت الحامل للعناية الطبية اللازمة.
أسباب الإجهاض المهدد
هذه أبرز الأسباب والعوامل التي قد تؤدي لحصول هذا النوع من الإجهاض:
- وجود أنسجة غريبة أو غير طبيعية في داخل الرحم، مثل: الألياف، والسلائل (Polyps)، والكيسات (Cysts).
- الإصابة بمشكلات في المشيمة تتعلق بموقعها أو بطريقة اتصالها بالرحم.
- إصابة الجنين بمشكلات صحية معينة، مثل مشكلات الكروموسومات والتي قد تسبب نمو الجنين بطريقة غير طبيعية.
- تناول أو استخدام مواد معينة في الحمل، مثل: الأدوية، والكحوليات.
- إصابة الحامل بالتهابات.
- الحمل المنتبذ (Ectopic pregnancy)، حيث ينزرع الجنين ويبدأ بالنمو خارج الرحم.
- عوامل وأسباب أخرى، مثل: تعرض الحامل لحادثة ما مثل الوقوع، ومشاعر التوتر في الحمل، وعمر الحامل إذ يعد الإجهاض أكثر شيوعًا بين النساء المتقدمات في السن.
يجب التنويه إلى أن أسباب الإجهاض المهدد في بعض الحالات قد لا تكون واضحة.
أعراض الإجهاض المهدد
هذه أبرز الأعراض التي قد تترافق مع الإجهاض المهدد:
- تنقيط مهبلي، أو نزيف مهبلي خلال الأسابيع العشرين الأولى من الحمل، وهذا العرض يكاد يرافق كافة حالات الإجهاض المهدد.
- آلام وتشنجات البطن في بعض الحالات، ولكن يفضل استشارة الطبيب إذا ظهر هذا العرض دون نزيف، ففي حالات كهذه قد لا يكون الإجهاض المهدد هو سبب ألم البطن الحاصل بل مشكلات أخرى.
- ألم في منطقة أسفل الظهر تتراوح حدته بين الطفيف والشديد.
تشخيص الإجهاض المهدد
هذه بعض الإجراءات التشخيصية التي قد تساعد على تشخيص الحالة وتقييم وضع الإجهاض المهدد:
1. فحوصات الدم
يتم إخضاع المرأة لفحوصات دم، الهدف منها غالبًا ما يكون فحص مستويات هرمون الحمل ومحاولة رصد أية التهابات ربما أصيبت بها المرأة، من أمثلة هذه الفحوصات:
- فحص تعداد الدم الكامل (CBC).
- فحص البروجسترون.
- تحليل تعداد كريات الدم البيضاء (WBC).
- اختبار الحمل.
2. فحوصات لمنطقة الحوض
مثل هذه الفحوصات:
- فحص الحوض (Pelvic exam): حيث يتم من خلال هذا الفحص تحري حجم الرحم وكذلك مدى توسع عنق الرحم.
- فحص الحوض بالموجات فوق الصوتية (Pelvic ultrasound): حيث يتم من خلال هذا الفحص تصوير الجنين وتحري نبضه، كما يستخدم هذا الفحص لمراقبة النزيف الحاصل وتحري الحالة الصحية لجهاز المرأة التناسلي.
طرق السيطرة على الإجهاض المهدد
هذه بعض الإجراءات التي قد تساعد على التقليل من فرص انتهاء الحمل وإجهاض الجنين:
1. إجراءات منزلية
مثل الآتي:
- الخضوع لقسط كافي من الراحة في المنزل، والاستلقاء في السرير إلى أن يتوقف النزيف والألم.
- تجنب تناول الأدوية، لا سيما الأنواع الآتية: الأسبيرين (Aspirin)، والأيبوبروفين (Ibuprofen).
- تجنب ممارسة الجماع مع الزوج، إلى أن يسمح الطبيب بذلك.
- تجنب أنواع أخرى من الممارسات والأنشطة المنزلية، مثل: استخدام السدادات القطنية، والدوش المهبلي، والأنشطة والتمارين الرياضية، والتدخين، وتناول الكحوليات، وتناول المشروبات الغنية بالكافيين
2. إجراءات طبية
مثل الآتي:
- استخدام الغلوبين المناعي (Immune globulin) في حال كان العامل الرايزيسي (Rh) لدى المرأة سالب.
- الخضوع لعلاجات طبية تهدف لإيقاف النزيف.
- إجراءات طبية أخرى، مثل: علاج المشكلات الصحية الأخرى التي قد تعاني منها المرأة، والحقن الهرمونية.
متى يجب على الحامل استشارة الطبيب؟
على الحامل أن تستشير الطبيب دون تأخير عند ظهور أي من الأعراض الآتية:
- نزيف مهبلي أو ألم مستمر لفترة تتجاوز 3 أيام.
- دوار ودوخة، أو ضعف عام.
- حمى.
- خروج أنسجة من الرحم قد يكون لونها وردي أو رمادي.
- ألم في أسفل البطن يزداد سوءًا مع الوقت.
كما تعد هذه الأعراض تحديدًا طارئًا طبيًّا: النزيف المهبلي الغزير، والألم الشديد، والإغماء، وصعوبات التنفس، وتسارع نبض القلب.
المرجع : webteb.com