طرق علاج كثرة الحمر الحقيقية
هل حالة كثرة الحمر الحقيقية قابلة للعلاج؟ ما هي طرق علاج كثرة الحمر الحقيقية؟ معلومات هامة نطرحها في المقال الآتي حول هذه المشكلة الصحية.
كثرة الحمر الحقيقية (Polycythemia Vera – PV) هي نوع من أنواع سرطانات الدم النادرة، والتي قد تنشأ نتيجة قيام نقي العظم بإنتاج كميات مفرطة من خلايا الدم الحمراء، مما قد يسبب زيادة كثافة الدم وإبطاء وتيرة تدفقه. فلنتعرف على طرق علاج كثرة الحمر الحقيقية في ما يأتي:
هل علاج كثرة الحمر الحقيقية النهائي موجود؟
لم يتمكن العلماء حتى اللحظة من إيجاد علاج نهائي لمرض كثرة الحمر الحقيقية، ولكن هذا لا يعني بالضرورة أن المرض سوف يؤدي لوفاة المريض.
إذ يبلغ متوسط المدة الزمنية التي قد يعيشها المرضى بعد تشخيص إصابتهم بكثرة الحمر الحقيقية ما يقارب 20 عامًا، كما أن بعض المرضى قد يعيشون لمدة زمنية طويلة ليصلوا لعمر يقارب معدل العمر الطبيعي للشخص السليم.
ولكن وحتى يعيش المريض حياة طبيعية أو قريبة من الطبيعية قدر الإمكان، عليه أن يخضع لبرنامج علاجي خاص طوال حياته، وتهدف العلاجات المستخدمة ضمن هذا البرنامج العلاجي لتحقيق الأمور الآتية:
- تقليل كثافة الدم لدى المرضى الذين تحتوي أجسامهم على كمية مفرطة من خلايا الدم الحمراء.
- خفض فرص نشأة الجلطات الدموية والتي قد يرفع فرط الصفائح الدموية من فرص حدوثها.
- الوقاية من النزيف إذا كان دم المريض لا يحتوي على كمية كافية من الصفائح.
هذا البرنامج العلاجي قد يساعد على تخفيف حدة الأعراض ومنع المرض من التفاقم، وبالتالي الحفاظ على حالة صحية مستقرة للمريض لفترة أطول.
طرق علاج كثرة الحمر الحقيقية
هذه بعض الخيارات العلاجية المتاحة:
1. الفصد (Phlebotomy)
إحدى طرق علاج كثرة الحمر الحقيقية الشائعة هي الفصد، وهي ذات الإجراء الطبي المعتمد لعمليات التبرع بالدم.
أثناء هذا الإجراء يقوم الطبيب بسحب كمية معينة من دم المريض، وذلك من خلال إدخال إبرة في الوريد، وهذه الإبرة تتصل بأنبوب ينتهي في وعاء فارغ، وهناك يتم تفريغ الدم المسحوب.
نظرًا لأن خلايا الدم الحمراء التي تم سحبها تحتوي على كميات كبيرة من الحديد، فإن إزالتها من الجسم قد تؤدي لإبطاء عملية إنتاج خلايا الدم الحمراء في نقي العظم، مما قد يساعد على تحسين حالة المريض.
إذا ما كان التشخيص حديثًا، قد يبدأ الطبيب بإخضاع المريض للفصد كجزء من برنامج علاج كثرة الحمر الحقيقية مرة واحدة أسبوعيًّا، ليستمر المريض على هذا المنوال إلى أن تبدأ مستويات خلايا الدم الحمراء لديه بالتناقص لتصبح قريبة من المستويات الطبيعية، ومتى ما حدث ذلك، عندها قد يوصي الطبيب المريض بالخضوع للفصد مرة واحدة فقط كل 3 أشهر.
2. أدوية لتقليل خلايا الدم الحمراء
قد يصف الأطباء للمرضى بعض الأدوية التي صممت خصيصًا لخفض أعداد خلايا الدم الحمراء في الجسم كجزء من علاج كثرة الحمر الحقيقية، مثل الأدوية الآتية:
- دواء بُوسَلْفان (Busulfan).
- دواء ريوكسوليتينيب (Ruxolitinib).
- دواء هيدروكسي يوريا (Hydroxyurea).
- دواء كلورامْبُوسيل (Chlorambucil).
- دواء انترفيرون ألفا (Interferon alfa).
3. أدوية لتخفيف الحكة التي قد ترافق الحالة
قد تؤدي حالة كثرة الحمر الحقيقية لنشأة حكة جلدية مزعجة، ومن الممكن أن يحاول الأطباء احتواء هذه الحكة وتخفيف حدتها من خلال استخدام أدوية وعلاجات معينة مع المريض، مثل:
- العلاج باستخدام الأشعة فوق البنفسجية.
- استخدام الأدوية المضادة للهيستامين.
- استخدام الأدوية من نوع المُثَبِّطات الانْتِقَائِيّة لإعادة التقاط السيرُوتُونين (Selective serotonin reuptake inhibitors -SSRIs)، وهي أدوية تستخدم عادة لعلاج الاكتئاب، ولكن وجد أنها قد تساعد على تخفيف حدة الحكة الجلدية.
4. أدوية وعلاجات داعمة أخرى
كما قد يتم إعطاء المريض أدوية أخرى ضمن برنامج علاج كثرة الحمر الحقيقية، مثل:
- دواء الأسبرين لخفض فرص نشأة الجلطات الدموية.
- دواء الآلُّوبُورينُول (Allopurinol) لمقاومة ارتفاع مستويات حمض اليوريك (Uric acid) لدى مرضى كثرة الحمر الحقيقية، وارتفاع مستويات الحمض المذكور قد يسبب النقرس.
5. الجراحة
قد تستدعي حالة مريض كثرة الحمر الحقيقية أحيانًا إخضاعه لعملية جراحية لاستئصال الطحال (Splenectomy)، لا سيما إذا ما كان تضخم الطحال المرافق للمرض قد بدأ يسبب الألم للمريض.
توصيات هامة للتعايش مع حالة كثرة الحمر الحقيقية
بالإضافة للعلاجات الطبية والأدوية، قد يُوصى المريض باتباع هذه التوصيات والتي قد تساعد على إبقاء حالته تحت السيطرة:
- تجنب نمط الحياة الهادئ والذي لا يمارس خلاله المريض أنشطة حركية كافية، وتبني نمط حياة نشط بدلًا منه.
- تجنب الحرارة المفرطة ومصادرها قدر الإمكان.
- شرب كميات كافية من المياه خلال اليوم.
- ممارسة تمارين التمدد لمنطقة الأطراف السفلية بانتظام.
- الاعتناء بالأطراف السفلية والعلوية جيدًا لحمايتها من التعرض لأية جروح أو إصابات.
- تجنب العوامل التي قد ترفع من فرص الإصابة بأمراض ومشكلات القلب، مثل التدخين.
المرجع : webteb.com