يضحكن عن برد ونور أقاح – الشاعر البحتري
يضحكن عن برد ونور أقاح
ويشبن طعم رضابهن براح
وإذا برزن من الخدور سفرن عن
هميك من ورد ومن تفاح
وإذا كسرن جفونهن نظرن من
مرضى، يشفك سحرهن، صحاح
تظمأ إليهن القلوب، وقد ترى
فيهن ري الهائم الملتاح
والحب سقم للصحيح إذا غلا
فيه المحب، ونشوة للصاحي
بكر العذول فكف غرب بطالتي
وبدا المشيب فكف غرب جماحي
قد آن أن أعصي الغواية إذ نضا
صبغ الشباب وأن أطيع اللاحي
لأخبرنك عن بني الجراح
وعتادهم من سؤدد وسماح
ومكانهم من فارس حيث التقت
غرر الجياد تعان بالأوضاح
من بيت مكرمة وعز أرومة
بسل على المتغلبين لقاح
ورثوا الكتابة والفروسة قبلها
عن كل أبيض منهم وضاح
كتاب ملك يستقيم برأيهم
أود الخلافة أو أسود صباح
بصدور أقلام ترد إليهم
شرف الرياسة، أو صدور رماح
أما الخطوب فإنني غالبتها
فغلبتها بالأغلب الجحجاح
بأبي محمد الذي طالت يدي
بندى يديه وتم ريش جناحي
ضحكاته بشر النوال وكفه
بحر لكف الطالب الممتاح
والنائل الغمر الهني غدا بنا
عن نزر أهل النائل الضحضاح
نفسي فداؤك طالما أغنيتني
فكفيتني عن هذه الأشباح
خلق مخيلة بغير خلائق
ترضى، وأبدان بلا أرواح
فعليك دونهم يكون معولي
وإليك عنهم غدوتي ورواحي
كم من يد لك لم أكن أشري بها
ربعي صوب الديمة السحاح
إن سدت فيها المنعمين فإنني
في الشكر عنها سيد المداح
ولئن سألتك حاجتي فبعقب ما
عظمتها ووثقت بالإنجاح