الأدوية النفسية والحمل: هل يجب التوقف عنها؟
هل يمكن إعطاء المرأة الأدوية النفسية أثناء الحمل؟ وما هي الأسس التي تُعتمد لإدراج دواءٍ ما أو إيقافه أثناء الحمل؟ تفاصيل عديدة عن علاقة الأدوية النفسية والحمل في هذا المقال.
قد تحتاج المرأة الحامل لتناول الأدوية سواءً للمشكلات الجسدية أو النفسية التي تطرأ خلال الحمل أو تكون موجودة قبله، ويتحدّث هذا المقال عن العلاقة بين الأدوية النفسية والحمل:
الأدوية النّفسية والحمل
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 20% من النّساء يعانين من اضطرابات المزاج والقلق أثناء الحمل، كما تعد النّساء اللواتي لديهنّ تاريخ مع الأمراض النفسية سابقًا من الفئات المعرضة للخطر بشكل كبير خصوصًا إذا توقفن عن تناول الدواء دون استشارة طبية.
ويعد الحصول على علاج للمشكلات النفسية لا يقل أهمية عن الحصول على علاج للأمراض الجسدية التي قد تصيب المرأة قبل أو أثناء الحمل، ويعتمد العلاج الأفضل على نوع المرض ومدى شدته عند المريضة، إذ يمكن أن تساعد كلٌّ من الأدوية والعلاج النفسي في علاج المشكلات النفسية لدى الحوامل.
وفي الكثير من الحالات لا توجد معلومات كافية للتأكّد من ترافق أمان استخدام الأدوية النفسية والحمل، لذلك يعتمد استخدام الأدوية النّفسية في الحمل على مقارنة نسبة الفوائد مقابل المخاطر لكل حالة مرضية على انفراد.
ترتبط الأدوية النّفسية بمخاطر تتعلق بمرحلتيّ قبل الولادة وبعدها وترتبط ارتباطًا وثيقًا بمخاطر تشوه الأجنّة، رغم ذلك فإنّ توقف النساء عن تناول الدواء دون استشارة يمثّل مخاطر جديدة مرتبطة بالأمراض النفسية غير المعالجة بشكل كاف.
الأدوية النفسية والحمل: أدوية الاكتئاب
يرتبط التعرض للاكتئاب الشديد أثناء الحمل بالآتي:
- زيادة مخاطر الولادة المبكرة.
- انخفاض نمو الجنين.
- زيادة خطر الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
وبسبب هذه المخاطر تُعدّ موازنة فوائد ومضار الأدوية النفسية والحمل خطوة مهمّة لحماية كل من الأم والجنين، وبشكل عام يُعد خطر التّعرّض لتشوهات خلقية عند أطفال الأمهات اللواتي يتناولن الأدوية المضادة للاكتئاب منخفضًا، لذلك إذا كانت الأم بحاجة علاجٍ للاكتئاب فقد يقترح الطبيب علاجًا أحاديًّا لتقليل تعرض الطفل للدواء.
وتشمل الأدوية المضادّة للاكتئاب والتي من الممكن وصفها أثناء الحمل الآتي:
1. الأدوية المثبطة لامتصاص السيروتونين
قد يرتبط تناول الأدوية المثبطة لامتصاص السيريتونين بتأثيرات جانبية، مثل: تغير وزن الأم والولادة المبكرة، لكن حسب الدراسات المتوافرة لا ترتبط بتشوهات خلقية في الجنين، ويؤدي الانسحاب المفاجئ لها وإيقافها بأعراض انسحابية وارتفاع احتمالية الانتكاس لذا يجب أن تُتّبع تعليمات التوقف بعناية.
2. الأدوية المثبطة للسيريتونين والنورابنفرين
الأدوية المثبطة للسيريتونين والنورابنفرين تعد خيارًا أمنًا أيضًا خلال الحمل.
3. مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقات
مثل دواء نورتريبتيلين (Nortriptyline)، ولا تعد هذه الأدوية عمومًا من ضمن خط العلاج الأول ولا الثاني أثناء الحمل، إلا أنّها قد توصف للنساء اللواتي لم يستجبن للأدوية الأخرى.
ويجدر التنويه أنه قد يرتبط دواء كلوميبرامين (Clomipramine) بتشوهات خلقية لدى الجنين بما في ذلك عيوب القلب.
4. البوبروبيون (Bupropion)
البوروبيون لا يعد من علاجات الخط الأوّل لكنه قد يستخدم في حال عدم استجابة المرأة للعلاجات الأخرى.
الأدوية النفسية والحمل: مثبتات المزاج
ارتبطت العديد من الأدوية المستخدمة بشكل شائع في علاج ثنائي القطب بتشوهات خلقية بما في ذلك الليثيوم، ويعدّ الفالبورات (Valproate) من أكثر مثبتات المزاج ارتباطًا بحدوث تشوهات خلقية خطيرة.
كما قد يتم استخدام أدوية الصرع في علاج اضطراب ثنائي القطب ولكن معلومات السلامة حول هذه الأدوية محدودة.
الأدوية النفسية والحمل: الأدوية المضادة للقلق
تدعم بعض الدراسات عدم وجود خطر تشوه مرتفع إذا تم التعرض للبنزوديازبين (Benzodiazepines) خلال الثلث الأول من الحمل، ومع ذلك فيجب تجنب هذه المهدئات بجرعات عالية لما تسببه من ضيق في التنفس لدى الجنين.
يمكن أن تستخدم هذه الأدوية بجرعات صغيرة وينصح باختيار البنزوديازبينات متوسطة المفعول مثل لورازيبام (Lorazepam)، إذ لا تبقى هذه الأدوية في مجرى دم الطفل لمدة طويلة ولا تسبب الإدمان وسوء الاستخدام.
مخاطر عدم علاج الاضطرابات النفسية أثناء الحمل
إن علاقة الأدوية النفسية والحمل علاقة شائكة، ولكن بشكل عام قد يؤدي إيقاف الدواء أو عدم وصفه أثناء الحمل للمخاطر الآتية:
- ضعف التزام الأم برعاية نفسها وجنينها قبل الولادة.
- التغذية غير الكافية.
- زيادة تعاطي الكحول والتبغ.
- الحاجة إلى أكثر من دواء واحد لعلاج نوبات الانتكاس، مما يشكّل خطورة أكبر على الجنين.
لكن وبشكل عام يجب على الأطباء وصف الأدوية النفسية بأقل جرعة ممكنة ولأقصر فترة حسب الضرورة والأخذ بالاعتبار خيارات غير دوائية مع مرضاهم الحوامل.
المرجع : webteb.com