علاج الحالة النفسية بعد الولادة

من الممكن أن يتسبب الحمل والولادة بظهور بعض المشكلات النفسية لدى المرأة، فما هي أبرز هذه المشكلات؟ وما هو علاج الحالة النفسية بعد الولادة؟ 

علاج الحالة النفسية بعد الولادة

فلنتعرف على طرق علاج الحالة النفسية بعد الولادة، وبعض المعلومات الهامة عن الاضطرابات والأمراض النفسية التي قد تصيب الأم الجديدة:

علاج الحالة النفسية بعد الولادة منزليًّا

في بعض الحالات قد لا يحتاج الأمر أكثر من إجراء بعض التغييرات في نمط الحياة واتباع بعض النصائح البسيطة لعلاج الحالة النفسية بعد الولادة، وهذه بعض الإرشادات والنصائح التي قد تساعد على تحسين حالة المرأة النفسية بعد الولادة:

  • طلب الدعم النفسي من الزوج والعائلة والمقربين.
  • ممارسة بعض التمارين المناسبة لحالة المرأة، مثل: المشي لمدة 30 دقيقة يوميًّا، والتأمل.
  • الحصول على 8 ساعات من النوم يوميًّا، وطلب المساعدة من الأهل والأصدقاء لتحقيق ذلك من خلال قيامهم بالتناوب على العناية بالطفل خلال ساعات نوم الأم.
  • تناول الوجبات اليومية دون إهمال، والتعرض لكمية كافية من أشعة الشمس يوميًّا.
  • التخطيط لقضاء بعض الوقت على انفراد مع الشريك كلما سنحت الفرصة بذلك، حتى لو كانت هذه الفترة لا تزيد عن 15 دقيقة.
  • طرق أخرى، مثل: تناول مكملات الأوميغا 3، والخضوع لجلسة تدليك، والخضوع للوخز بالإبر (Acupuncture).

علاج الحالة النفسية بعد الولادة طبيًّا

تختلف الأساليب الطبية المتبعة لعلاج الحالة النفسية بعد الولادة تبعًا لعدة عوامل، مثل: نوع الاضطراب الذي أصيبت به الأم وحدته، وهذه بعض العلاجات المقترحة:

1. جلسات المعالجة النفسية 

هناك عدة أنواع مختلفة لأساليب المعالجة النفسية (Psychotherapy) التي من الممكن اتباعها مع المرأة المصابة باضطرابات نفسية في فترة ما بعد الولادة، مثل:

  • العلاج النفسي الشخصي (Interpersonal therapy)

قد يساعد على تحسين مهارات التواصل لدى المرأة المصابة، وتحسين قدرتها على مجابهة التحديات المختلفة التي تمر بها.

  • معالجة سلوكية معرفية ترتكز على الوعي (Cognitive behavioral therapy)

قد تساعد على تخفيف حدة الأعراض المرافقة للحالات المتوسطة الحدة من اكتئاب ما بعد الولادة، من خلال مساعدة المريضة على التفكير بطريقة إيجابية.

2. الأدوية 

قد يساعد تناول بعض أنواع الأدوية على علاج الحالة النفسية بعد الولادة، لا سيما إذا كانت المرأة مصابة باكتئاب ما بعد الولادة أو ذهان ما بعد الولادة، وهذه بعض الأدوية التي قد يقترحها الطبيب: [مرجع]

  • مضادات الاكتئاب (Antidepressants): قد تساعد على تحسين المزاج وتخفيف حدة الأعراض الظاهرة لدى المريضة.
  • بعض الأدوية الهرمونية، مثل: دواء البريكاسنولون (Brexanolone)، قد تساعد هذه الأدوية على إعادة التوازن للهرمونات التي قد يلعب عدم اتزانها دورًا في تحفيز الإصابة باكتئاب ما بعد الولادة.
  • مضادات الذهان (Antipsychotic medications): تستعمل في الحالات التي يتم فيها تشخيص إصابة المرأة بذهان ما بعد الولادة.

ولكن يجب التنويه إلى أن جميع الأدوية المذكورة أعلاه هي أدوية يتم أخذها فقط تحت إشراف الطبيب، لا سيما وأن بعضها قد ينتقل إلى حليب الأم، لذا يجب استشارة الطبيب أولًا وترك القول الفصل له في ما يجب استخدامه وما يفضل تجنبه.

3. المعالجة بالتخليج الكهربائي 

في بعض الحالات الحادة التي لا تجدي فيها الأساليب العلاجية المذكورة أعلاه نفعًا، قد يضطر الطبيب لإخضاع المريضة لبعض الأساليب العلاجية الخاصة، مثل: المعالجة بالتخليج الكهربائي (Electroconvulsive therapy).

خلال جلسات هذا النوع من العلاج يتم تمرير جرعات خفيفة من التيار الكهربائي إلى دماغ المريضة، مما قد يتسبب بتحفيز إصابتها ببعض الاختلاجات، قد يستطيع التيار الكهربائي المذكور أن يساعد على إحداث تغييرات معينة في الدماغ من الممكن أن تخفف من حدة الأعراض الظاهرة لدى المرأة المصابة.

اضطرابات الحالة النفسية بعد الولادة

بعد أن تعرفنا على الطرق المختلفة المتوفرة طبيًّا لعلاج الحالة النفسية بعد الولادة، فلنتعرف على أبرز أنواع الاضطرابات النفسية التي قد تصيب الأم الجديدة:

1. حزن ما بعد الولادة – البيبي بلوز (Baby Blues)

قد تشعر الأم الجديدة المصابة بالبيبي بلوز بتقلبات مزاجية خفيفة الحدة، غالبًا ما تعزى للتغيرات الجديدة التي طرأت على حياتها مع قدوم المولود الجديد، مثل: قلة النوم، وما قد يرافقه من إرهاق، وقد يستمر حزن ما بعد الولادة فترة أقصاها أسبوع أو أسبوعان.

هذه بعض الأعراض المتوقع ظهورها على الأم المصابة بحزن ما بعد الولادة:

  • بكاء.
  • تقلبات مزاجية.
  • اضطرابات النوم.
  • قلة التركيز.
  • الحزن.
  • القلق.

2. اكتئاب ما بعد الولادة (Postpartum Depression)

غالبًا ما تبدأ أعراض اكتئاب ما بعد الولادة بالظهور على المرأة المصابة خلال الأسابيع الأربعة التالية للولادة، ولكن من الممكن في بعض الحالات أن تطرأ بعض التغييرات المزاجية على المرأة خلال الثلث الأخير من الحمل.

هذه بعض أعراض اكتئاب ما بعد الولادة:

  • حزن شديد.
  • بكاء مفرط.
  • عدم الشعور بوجود رابط بين الأم والطفل.
  • رغبة الأم بالانعزال عن الأهل والأصدقاء.
  • أفكار انتحارية لدى الأم.

3. ذهان ما بعد الولادة (Postpartum psychosis)

يعد ذهان ما بعد الولادة من الاضطرابات النفسية النادرة، وقد تبدأ أعراضه بالظهور على المرأة المصابة خلال الأسبوع الأول بعد الولادة، وغالبًا ما تكون هذه الأعراض حادة وتستدعي تدخلًا طبيًّا مستعجلًا.

وهذه بعض أعراض ذهان ما بعد الولادة:

  • هلوسة.
  • رهاب.
  • ومحاولة الأم إيذاء نفسها أو إيذاء طفلها.
  • ارتباك عام.
  • فرط النشاط.

4. اضطرابات أخرى

كما قد تصاب الأم ببعض الاضطرابات النفسية الأخرى كذلك بعد الولادة، مثل:

  • اضطراب وسواسي قهري ما بعد الولادة (Postpartum Obsessive-Compulsive Disorder).
  • اضطراب الكرب التالي للرضح ما بعد الولادة (Postpartum Post-Traumatic Stress Disorder).
  • اضطراب ثنائي القطب ما بعد الولادة (Postpartum Bipolar Disorder).

من قبل
رهام دعباس

الاثنين 28 كانون الأول 2020


المرجع : webteb.com