أمراض بؤبؤ العين: معلومات هامة

قد تتسبب بعض المشكلات الصحية بإحداث تغييرات معينة على بؤبؤ العين (Pupil)، فما هي أبرز هذه المشكلات؟ الإجابة في ما يأتي:

ما هي أمراض بؤبؤ العين؟

بؤبؤ العين هو الدائرة الداكنة التي تتوسط العين، وهي بالأصل ثقب دائري الشكل تقوم بعض الألياف العضلية الموجودة في قزحية العين بالتحكم بحجمه لتجعله أكبر أو أصغر حجمًا بتحفيز من عوامل معينة بعضها خارجي مثل الضوء، وبعضها داخلي مثل المشاعر.

قد تتسبب بعض العوامل غير الطبيعية في إحداث تغييرات معينة على بؤبؤ العين، مثل: عدم استجابة بؤبؤ العين لمصادر الضوء، أو اتساع أحد البؤبؤين دون الآخر، أو اتخاذ البؤبؤ شكلًا غير طبيعي، وهذه العوامل مثل:

• بعض أنواع الأدوية أو السموم.
• بعض المشكلات الصحية العصبية، مثل: السكتة، أو الأورام.

لذا غالبًا ما يستعين الأطباء بالبؤبؤ لتحري صحة الجسم، وذلك من خلال ملاحظة أمور، مثل: حجمه، ومدى استجابته لمصادر الضوء المختلفة.

فعلى سبيل المثال إذا كان بؤبؤ العين متسعًا بشكل غير طبيعي بعد التعرض لحادث ما قد يكون هذا مؤشرًا على أن الحادث قد أثر سلبًا على الدماغ.

أنواع أمراض بؤبؤ العين ومشكلاته الصحية

لا توجد فعليًّا أمراض تصيب بؤبؤ العين، وإنما مجرد حالات طبية قد يحاول بؤبؤ العين من خلالها أن يخبرك بشيء ما عن صحتك، فكما سبق وذكرنا بؤبؤ العين هو ثقب يتسع أو يضيق بتأثير من عوامل معينة وليس نسيجًا فعليًّا موجودًا في العين.

هذه قائمة بأبرز الحالات التي قد تؤثر على بؤبؤ العين:

1. تفاوت الحدقتين (Anisocoria)  

تفاوت الحدقتين هي حالة يكون فيها بؤبؤ أحد العينين أكبر من بؤبؤ العين الأخرى.

وهي حالة قد تكون طبيعية، أو قد تكون مؤشرًا على الإصابة بمشكلة ما لا سيما إذا نشأت هذه الحالة في مرحلة ما بعد الولادة وكان فرق الحجم بين البؤبؤين يتجاوز 1 مليمتر. 

هذه بعض أسباب تفاوت الحدقتين المحتملة:

• استخدام بعض أنواع الأدوية، مثل: قطرات العيون.
• الإصابة بورم في الدماغ، أو بالتهاب السحايا.
• ارتفاع الضغط داخل القحف، بسبب أمور مثل: تورم الدماغ، والنزيف، والسكتة.
• ارتفاع مستويات الضغط داخل العين نتيجة الإصابة بالزرق.
• الإصابة بمشكلات صحية أخرى، مثل: الشقيقة، والنوبات.

يعتمد علاج هذا النوع من مشكلات بؤبؤ العين على السبب الرئيس الذي أدى لظهورها، لذا فهو يختلف من حالة لأخرى.

2. متلازمة آدي (Adie syndrome)

متلازمة آدي هي مرض عصبي نادر قد يؤثر على بؤبؤ العين جاعلًا إياه أكبر حجمًا أو أكثر بطءًا في الاستجابة لمصادر الضوء من المعتاد، كما قد تؤثر هذه الحالة على الجهاز العصبي مسببة ظهور العديد من الأعراض المختلفة، مثل: مشكلات النظر، والصداع، وآلام في منطقة الوجه.

يعتقد أن متلازمة آدي قد تنشأ نتيجة لعوامل وراثية أو نتيجة إصابة بعض أعصاب الجسم بالتهاب أو بتلف، ولكن لا يزال سبب متلازمة آدي الدقيق غير واضح حتى الآن. 

تعتمد العلاجات المتبعة على نوع الأعراض الظاهرة لدى المصاب، وتهدف هذه العلاجات لتحسين جودة حياة المريض، مثل: قطرات عيون خاصة لتقليص حجم البؤبؤ المتسع، والنظارات الطبية لاحتواء مشكلات البصر. 

3. الثلامة (Coloboma)

الثلامة أو ما تعرف بمتلازمة عين القطة هي حالة خلقية تنشأ أثناء وجود الجنين في الرحم إثر عدم تخلّق أنسجة منطقة أو عدة مناطق من العين بشكل كامل وسليم.

إذا كان موقع الأنسجة الناقصة هو قزحية العين تحديدًا قد يؤثر هذا على البؤبؤ مسببًا اتخاذه لشكل طولي بدلًا من الشكل الدائري المعتاد، وهذا النوع من الثلامة لا يؤدي عادة لفقدان البصر، أما الثلامة التي قد تطال مناطق أخرى من العين، مثل: الشبكية فهذه قد تؤدي لفقدان جزئي في البصر.

أسباب هذه الحالة لا تزال غير واضحة تمامًا، ولكن قد تلعب الجينات وقيام الأم بشرب الكحوليات خلال الحمل دورًا في الإصابة.

لا علاج معروف لهذه الحالة، ولكن من الممكن لبعض الحلول الطبية أن تجعل بعض أنواع الثلامة أقل إثارة للإزعاج مما قد يسهل حياة المريض.

4. متلازمة هورنر (Horner’s syndrome)

تتسبب هذه المتلازمة بتقلص حجم بؤبؤ العين، قد تكون متلازمة هورنر حالة خلقية، أو قد تنشأ خلال مرحلة ما بعد الولادة نتيجة الإصابة بمشكلة صحية في الأعصاب الموجودة في محيط العين.

5. التهاب القزحية (Iritis)

تتسبب هذه الحالة بحصول تهيج والتهاب في الأنسجة المحيطة ببؤبؤ العين، مما قد يؤدي مع الوقت لتكون أنسجة ندوب في العين إن لم يتم علاج الحالة، وأنسجة الندوب المتكونة قد تتسبب بإحداث تغيير في شكل بؤبؤ العين.

متى عليك استشارة الطبيب بشأن أمراض بؤبؤ العين؟

يفضل استشارة الطبيب دون تأخير في حال لوحظ حصول أي تغيير غير طبيعي على حجم بؤبؤ العين، لا سيما في الحالات الآتية:

• إذا ظهرت التغييرات فجأة، لا سيما إذا لم يوجد سبب واضح للتغيرات الحاصلة.
• إذا ظهرت التغييرات بعد التعرض لحادث في منطقة الرأس.
• إذا ترافقت التغييرات الحاصلة مع ظهور أعراض أخرى. 
• إذا لازمت التغييرات الحاصلة المريض لفترة طويلة.