هين ما يقول فيك اللاحي – الشاعر البحتري
هَيّنٌ ما يَقُولُ فيكَ اللاّحي
بَعْدَ إطْفَاءِ غُلّتي والتِيَاحي
كنتُ أشكو شكوَى المُصرِّحِ، فالآ
نَ أُلاقي النّوَى بدَمْعٍ صُرَاحِ
هَلْ إلى ذي تَجَنّبٍ مِنْ سَبيلٍ،
أمْ عَلى ذي صَبَابةٍ مِنْ جُنَاحِ
فَسَقَى جانِبَ المَنَاظِرِ، فالقَصْـ
ـرِ هَزِيمُ المُجَلْجِلِ السّحّاحِ
حينَ جاءَتْ فَوْتَ الرواحِ، فقُلْنا
أيُّ شَمْسٍ تَجِيءُ فَوْتَ الرواحِ
هَزّ منها شَرْخُ الشّبابِ، فجالَتْ
فَوْقَ خَصْرٍ كَثيرِ جَوْلِ الوِشاحِ
وأرَتْنَا خَدّاً يُرَاحُ لَهُ الوَرْ
دُ، وَيَشْتَمُّهُ جَنَى التّفّاحِ
وَشَتيتاً يَغُضُّ مِنْ لُؤلؤ النّظْـ
ـمِ وَيُزْرِي على شَتِيتِ الأقاحي
فأضَاءَتْ تَحْتَ الدُّجُنّةِ للشَّرْ
بِ وَكَادَتْ تُضِيءُ للمِصْبَاحِ
وأشَارَتْ إلى الغِنَاءِ بألْحَا
ظٍ مِرَاضٍ مِنَ التّصَابي، صِحَاحِ
فَطَرِبْنَا لَهُنّ قَبْلَ المَثَاني،
وَسَكِرْنا مِنْهُنّ قَبلَ الرّاحِ
قد تُديرُ الجُفُونُ مِنْ عَدَمِ الألْبا
بِ مالا يَدُورُ في الأقْداحِ
يا أبا مُسْلِمٍ! تَلَفّتْ إلى الشّرْ
قِ، وأشرِفْ للبَارِقِ اللّمّاحِ
مُسْتَطِيراً، يَقُومُ في جانِبِ اللّيْـ
ـلِ عَلى عَرْضِهِ مَقَامَ الصّبَاحِ
وَمُنِيفاً، يُريكَ مَنْبِجَ نَصّاً،
وَهيَ زهرَاءُ من جَمِيعِ النّوَاحي
وَرِياضاً، بَينَ العُبَيْديّ، فالقَصْـ
ـرِ، فأعلى سِمْعَانَ، فالمُسْتَرَاحِ
عَرَصَات، قد أبرَحَتْ حُرَقُ الشّوْ
قِ إلَيْهِنّ، أيَّما إبْرَاحِ
فإذا شِئْتَ، فادفَعِ العِيسَ يُنْحَتْـ
ـنَ بحَرّ الوَجيفِ، نَحتَ القِداحِ
لِتُعينَ السّحابَ، ثَمّ، على إسْـ
ـقَاءِ أرْضٍ غرْبَ الفُراتِ بَرَاحِ
لا تَتِمُّ السّقْيَا بساحَةِ قَوْمٍ،
لمْ يَبِيتُوا في نَائِلٍ وَسَماحِ
وَلَعَمْرِي لَئنْ دَعَوْتُكَ للجُو
دِ، لَقِدماً لَبّيْتَني بالنّجَاحِ
خُلُقٌ كالغَمَامِ، لَيْسَ لَهُ بَرْ
قٌ سِوَى بِشْرِ وَجهِكَ الوَضّاحِ
إرْتِيَاحَاً للطّالبينَ، وَبَذْلاً
والمعَالي، للبَاذِلِ المُرْتَاحِ
أيُّ جَدّيْكَ لم يَفُتْ، وَهوَ ثانٍ
مِنْ مَسَاعيهِ، ألْسُنَ المُدّاحِ
وَكِلاَ جَانِبَيْكَ سَبْطُ الخَوَافي،
حينَ تَسمُو، أثيثَ رِيشِ الجَناحِ
شَرفٌ بَينَ مُسلِمٍ، مُسلِمِ المجـ
دِ، وعَبدِ العَزِيزِ، والصّبّاحِ