التسمم السجقي: حالة خطيرة ونادرة
ما هو التسمم السجقي؟ ما هي أنواعه المختلفة؟ ما مدى خطورته على الصحة؟ وهل أنت عرضة للإصابة؟ أهم المعلومات والتفاصيل في المقال التالي.
التسمم السجقي هو حالة مرضية خطيرة، فلنتعرف على هذا النوع من التسمم فيما يلي.
ما هو التسمم السجقي؟
التسمم السجقي أو التسمم الممباري (Botulism) هو مرض خطير ونادر تتسبب به سموم عصبية تنتجها البكتيريا المطثية الوشيقية (Clostridium botulinum).
تنمو البكتيريا المطثية الوشيقية في الأجواء التي لا يتوفر فيها أي أكسجين، لذا فإنها غالبًا ما تتواجد في أنواع معينة من الأطعمة المعلبة أو الأتربة، أو قد يتسلل هذا النوع من البكتيريا إلى الجسم عبر الجروح المفتوحة الملوثة.
من الجدير بالذكر التنويه إلى أن السم العصبي الذي يتعرض له الجسم في هذا النوع من التسمم هو من أقوى السموم العصبية المعروفة علميًا، حيث يقوم هذا السم بشن هجوم مباشر وحاد على الجهاز العصبي، مما قد يسبب شللًا وضعفًا عامًا في العضلات.
رغم أن الشفاء من حالات التسمم السجقي ممكنة في حال تم تشخيص وعلاج المريض في مراحل التسمم المبكرة، إلا أن التأخر في علاج الحالة قد يتسبب في حصول شلل في العضلات المسؤولة عن عملية التنفس، وهو أمر قد يكون قاتلًا.
أنواع التسمم السجقي وأسبابه
للتسمم السجقي عدة أنواع مختلفة، كما يلي:
1- التسمم السجقي المنقول بالغذاء (Foodborne botulism)
ينتج هذا النوع من التسمم السجقي عن تناول أطعمة ملوثة بالبكتيريا المسببة للمرض، مثل الأطعمة التي التي خضعت لعمليات تخمير غير سليمة في المنزل (المخللات المنزلية).
2- التسمم السجقي للجروح (Wound botulism)
ينتج هذا النوع من التسمم السجقي عن تسلل البكتيريا المسببة للمرض إلى الجسم من خلال الجروح المفتوحة أو الحقن، كما من الممكن أن يصاب به الشخص إثر تعرضه لحادث من نوع ما أو خضوعه لعملية جراحية في ظروف قد لا تكون صحية.
3- التسمم السجقي المعوي (Adult intestinal toxemia)
في هذا النوع تتسلل أبواغ البكتيريا إلى أمعاء المريض لتبدأ بالنمو والانتشار وإطلاق السموم العصبية القاتلة، وهي حالة نادرة من التسمم السجقي.
رغم أن أسباب التسمم السجقي المعوي لا زالت غير واضحة، إلا أن الأشخاص المصابين بأمراض خطيرة لها تأثير سلبي على القناة الهاضمة قد يكونون هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا النوع من التسمم.
4- التسمم السجقي لدى الرضع (Infant botulism)
يصاب الرضع عادة بهذا النوع من التسمم نتيجة دخول أبواغ البكتيريا المطثية الوشيقية إلى جهازهم الهضمي عبر بعض أنواع الأغذية، مثل العسل، ولهذا السبب تحديدًا لا ينصح بمنح الطفل الرضيع العسل في عامه الأول، ولكن مع بلوغ الطفل عمر السنة، يصبح جهاز الطفل الهضمي قادرًا على مكافحة هذه الأبواغ وطردها خارج الجسم بسهولة.
5- التسمم السجقي المنقول بالاستنشاق (Inhalation botulism)
ينتج هذا النوع النادر جدًا من التسمم السجقي عن استنشاق السم العصبي المذكور آنفًا بشكل مباشر.
6- التسمم السجقي علاجي المنشأ (Iatrogenic botulism)
ينتج هذا النوع من التسمم السجقي عن تعرض الجسم للبكتيريا المطثية الوشيقية والسم الذي تنتجه من خلال أدوية معينة، مثل: الحقن التجميلية، أدوية الشقيقة.
أعراض التسمم السجقي
قد تبدأ أعراض التسمم السجقي بالظهور على المريض بعد التعرض للبكتيريا وسمومها العصبية بمدة تتراوح بين 6 ساعات – 10 أيام.
إليك قائمة بأهم الأعراض الأولية التي قد تظهر على الشخص المصاب بالتسمم السجقي:
- ضعف عام غالبًا ما يبدأ في جانبي الوجه وينتشر منهما إلى منطقة العنق ومن ثم إلى باقي أجزاء ومناطق الجسم.
- ارتخاء وتدلي الجفون.
- انقطاع في النفس.
- مشاكل في الرؤية، مثل الرؤية الضبابية أو الرؤية المزدوجة.
- تلعثم في الحديث وصعوبات في النطق.
قد تتطور الحالة لاحقًا لتبدأ الأعراض التالية بالظهور:
- ألم في البطن.
- تقيؤ.
- إسهال.
- إمساك شديد.
- صعوبة التبول.
- شلل في الذراعين والقدمين.
- شلل في العضلات المسؤولة عن عملية التنفس.
أما في حال كان المريض طفلًا رضيعًا، فهذه أهم الأعراض التي قد تظهر عليه:
- رفض الطعام وسوء التغذية.
- فرط اللعاب.
- بكاء ضعيف.
- خمول وكسل.
- مشاكل في التنسيق العضلي، لا سيما في منطقة الرأس والرقبة.
- تعب وضعف عام.
- إمساك.
- ارتخاء الأجفان.
- شلل.
علاج التسمم السجقي
تعتبر حالة التسمم السجقي حالة خطيرة جدًا تتطلب إيداع المرضى في المشفى بشكل فوري للحصول على العلاج اللازم في وقت مبكر، وهذه هي الخيارات العلاجية التي قد يتم اللجوء إليها في الأنواع المختلفة من التسمم السجقي:
- منح المريض أنواع معينة من الأدوية مثل: الأدوية المضادة للسموم (Antitoxins) والمضادات الحيوية.
- إخضاع المريض لعملية تنضير -إنضار- الجروح (Debridement) لإزالة أي أنسجة ملوثة بالبكتيريا.
- وضع المريض تحت أجهزة التنفس الصناعية.
- إخضاع المريض لبرنامج علاج طبيعي لمساعدته على استعادة قدرته على النطق أو البلع أو أي وظائف جسدية أخرى كان التسمم السجقي قد تسبب في إصابتها بخلل.
المرجع : webteb.com