الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول: الموازنة بين المنافع والمخاطر

قد تكون الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول مزعجة، مما يجعل المخاطر تبدو وكأنها تفوق فوائد هذه الأدوية القوية الخافضة للكوليسترول. مراعاة المخاطر والمنافع.

الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول: الموازنة بين المنافع والمخاطر

قد يصف الأطباء العقاقير المخفضة للكوليسترول للأشخاص المصابين بارتفاع الكوليسترول لتخفيض نسبته الإجمالية وتقليل مخاطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. معظم الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول سيستمرون في تناولها لبقية حياتهم ما لم يتمكنوا من ضبط الكوليسترول إلى مستوياته الطبيعية وذلك باتباع نظام غذائي وممارسة الرياضة وإنقاص الوزن وتناول المكملات الغذائية. وقد يتسبب تناول هذه العقاقير في صعوبة السيطرة على الآثار الجانبية الناجمة عنها.

بالنسبة لبعض الأشخاص، يمكن أن تتسبب الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول في جعل المنافع منها عديمة الفائدة. قبل اتخاذ قرار بالتوقف عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول، اكتشف كيفية تقليل آثارها الجانبية.

ما الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول؟

ألم وتلف بالعضلات
أكثر الآثار الجانبية الشائعة هو ألم العضلات. فقد تشعر بهذا الألم بصورة التهاب أو تعب أو ضعف في العضلات. الألم يمكن أن يكون عبارة عن انزعاج خفيف أو ربما شديد بشكل كبير ليجعل ممارسة أنشطتك اليومية أمرًا صعبًا. على سبيل المثال، قد تجد أن صعود السلالم أو السير أمر غير مريح أو مُتعب.

وفي حالات نادرة، يمكن أن تسبب العقاقير المخفضة للكوليسترول ضررًا بالعضلات يهدد الحياة يطلق عليه اسم انحلال الربيدات. يمكن أن يسبب انحلال الربيدات ألمًا حادًا بالعضلات وتلف الكبد وفشلاً كلويًا والوفاة. يمكن أن يحدث انحلال الربيدات عند تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول بجانب بعض الأدوية أو إذا كنت تتناول جرعة مرتفعة من العقاقير المخفضة للكوليسترول.

تلف الكبد
بصورة عرضية، يمكن أن تسبب العقاقير المخفضة للكوليسترول زيادة إنتاج الكبد للإنزيمات التي تساعد على هضم الطعام والشراب والأدوية. إذا كانت هذه الزيادة طفيفة، فيمكنك الاستمرار في تناول الدواء. ونادرًا ما تكون الزيادة كبيرة ويلزم حينها التوقف عن تناول الدواء. قد يقترح الطبيب عقارًا آخر من العقاقير المخفضة للكوليسترول. العديد من عقاقير خفض الكوليسترول الأخرى، مثل جيمفيبروزيل (لوبيد) والنياسين (نياكو ونياسبان)، تزيد بصورة طفيفة من مخاطر مشكلات الكبد لدى الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول.

على الرغم من أن مشكلات الكبد تعتبر نادرة، ألا إنه يحتمل أن يطلب الطبيب فحص إنزيمات الكبد قبل تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول أو بعد تناولها بفترة قصيرة. لن تحتاج إلى أي اختبارات إضافية لإنزيمات الكبد ما لم تظهر عليك أعراض أو علامات تدل على حدوث مشكلة بالكبد. يجب الاتصال بالطبيب على الفور إذا شعرت بتعب مفاجئ أو ضعف أو فقدان في الشهية أو ألم في الجزء العلوي من البطن أو إذا كان لون البول داكنًا أو في حالة اصفرار الجلد أو العينين.

مشكلات الهضم
بعض الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول قد يصابون بالغثيان أو الغازات أو الإسهال أو الإمساك بعد تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول. إلا إن حدوث هذه الآثار الجانبية أمر نادر. معظم الأشخاص الذين يعانون من هذه الآثار الجانبية لديهم بالفعل مشكلات أخرى في الجهاز الهضمي. تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول في المساء مع وجبة يمكن أن يقلل من الآثار الجانبية بالجهاز الهضمي.

الطفح أو الاحمرار
يمكن أن تصاب بطفح أو احمرار بعد البدء في تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول. إذا كنت تتناول العقاقير المخفضة للكوليسترول والنياسين، سواء مع أقراص مثل سيمكور أو بصورة منفصلة، فمن المحتمل أن تعاني من هذا الأثر الجانبي. تناول الأسبيرين قبل العقاقير المخفضة للكوليسترول قد يكون مفيدًا، ولكن استشر الطبيب أولاً.

زيادة سكر الدم أو داء السكري من النوع الثاني
من المحتمل أن يرتفع مستوى السكر بالدم (جلوكوز الدم) عند تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول مما يمكن أن يؤدي إلى الإصابة بداء السكري من النوع الثاني. الخطورة بسيطة لكن يجب الحذر منها، حيث أصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) تحذيرًا على ملصقات العقاقير المخفضة للكوليسترول بخصوص مستويات الجلوكوز بالدم وداء السكري. تحدث إلى طبيبك إن كانت لديك مخاوف.

الآثار الجانبية العصبية
وضعت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية تحذيرًا على ملصقات العقاقير المخفضة للكوليسترول للأشخاص المصابين بفقدان للذاكرة أو ارتباك أثناء تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول. هذه الآثار الجانبية تنتهي بمجرد التوقف عن تناول الدواء. وينبغي استشارة الطبيب في حالة المعاناة من فقدان للذاكرة أو ارتباك. كما يوجد أيضًا دليل على أن العقاقير المخفضة للكوليسترول يمكن أن تحسن وظائف الدماغ لدى مرضى الخرف أو الزهايمر على سبيل المثال. وهذا الدليل لا يزال قيد الدراسة. لا تتوقف عن تناول العقاقير المخفضة للكوليسترول دون استشارة الطبيب.

من الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول؟

ليس كل من يتناول العقاقير المخفضة للكوليسترول سيعاني من الآثار الجانبية، لكن بعض الأشخاص قد يكونون عرضة للخطر أكثر من غيرهم. ومن بينها ما يلي:

  • تناول عدة أدوية لخفض مستويات الكوليسترول
  • كون الشخص أنثى
  • امتلاك هيكل أصغر للجسم
  • أن تكون في عمر 65 عامًا فأكثر
  • الإصابة بمرض الكلى أو الكبد
  • الإصابة بداء السكري من النوع الأول أو الثاني
  • تناول الكحوليات

ما أسباب الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول؟

لا يزال سبب الآثار الجانبية الناجم عن العقاقير المخفضة للكوليسترول مجهولاً، خاصة آلام العضلات.

تعمل العقاقير المخفضة للكوليسترول على إبطاء إنتاج الجسم من الكوليسترول. ينتج الجسم جميع احتياجاته من الكوليسترول عن طريق هضم الطعام وإنتاج خلايا جديدة. عند إبطاء هذا الإنتاج الطبيعي، فإن الجسم يبدأ في سحب الكوليسترول اللازم من الأغذية التي تتناولها، مخفضًا إجمالي الكوليسترول.

يحتمل ألا يقتصر تأثير العقاقير المخفضة للكوليسترول على إنتاج الكبد للكوليسترول فقط لكن إنتاج العديد من الإنزيمات أيضًا في الخلايا العضلية المسؤولة عن نمو العضلة. والآثار الجانبية الناجمة عن العقاقير المخفضة للكوليسترول على هذه الخلايا يمكن أن تكون سببًا في آلام العضلات.

كيفية تخفيف الآثار الجانبية الناجمة عن العقاقير المخفضة للكوليسترول

الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول: الموازنة بين المنافع والمخاطر

للتخفيف من الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول، قد يوصي الطبيب بعدة خيارات. ناقش هذه الخطوات مع الطبيب قبل تجربتها:

  • خذ فترة راحة من العلاج بالعقاقير المخفضة للكوليسترول: قد يصعب أحيانًا القول بأن آلام العضلات أو غيرها من المشكلات التي تعاني منها هي آثار جانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول.أو مجرد إحدى علامات الشيخوخة. إن أخذ استراحة من 10 إلى 14 يومًا يمكن أن يمنحك وقتًا لمقارنة شعورك أثناء تناولك العقاقير المخفضة للكوليسترول وبعد الامتناع عن تناولها. يمكن أن يساعدك ذلك على تحديد ما إذا كانت الأوجاع والآلام نتيجة للعقاقير المخفضة للكوليسترول أم شيء آخر.
  • التبديل إلى عقار آخر من العقاقير المخفضة للكوليسترول: قد يتسبب أحد العقاقير المخفضة للكوليسترول في آثار جانبية بالنسبة لك بخلاف غيره، على الرغم من استبعاد هذا الأمر. ويعتقد أن سيمفاستاتين (زوكور) قد يكون أكثر احتمالاً للتسبب بآلام في العضلات كأثر جانبي عن غيره من العقاقير المخفضة للكوليسترول وذلك عند تناوله بجرعات مرتفعة. ويجري دراسة العقاقير الأخرى المخفضة للكوليسترول والتي يمكن أن تسبب آثارًا جانبية أقل.
  • تغيير مقدار الجرعة: تخفيض الجرعة قد يقلل من بعض الآثار الجانبية، ولكن ذلك قد يقلل أيضًا من بعض فوائد تخفيض الكوليسترول التي يحتويها الدواء. ومن الممكن أيضًا أن يقترح الطبيب تبديل الدواء إلى غيره من العقاقير المخفضة للكوليسترول المساوية في مقدار الفعالية لكن بجرعة أقل. على سبيل المثال، إذا كنت تتناول أتورفاستاتين (ليبيتور) لفترة طويلة بجرعات مرتفعة، فإن طبيبك قد يحافظ على هذا المستوى. ومع ذلك، فلا ينصح بالجرعات المرتفعة إذا كنت تستخدم هذا الدواء لأول مرة.
  • مارس الرياضة باعتدال: قد تؤدي ممارسة الرياضة إلى تفاقم آلام العضلات. استشر طبيبك بخصوص تغيير روتين ممارسة الرياضة.
  • استعمل أنواعًا أخرى من الأدوية الخافضة للكوليسترول: قد يساعد تناول إزيتمايب (زيتيا)، وهو أحد الأدوية المثبطة لامتصاص الكوليسترول، في تجنب تناول جرعات أعلى من العقاقير المخفضة للكوليسترول. ومع ذلك، يشكك بعض الباحثين في فعالية إزيتمايب مقارنة بالعقاقير المخفضة للكوليسترول من حيث قدرته على خفض الكوليسترول.
  • لا تجرب مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة طبية: آلام العضلات الناتجة من العقاقير المخفضة للكوليسترول لا يمكن تخفيفها باستخدام أسيتامينوفين (تيلينول، وأدوية أخرى) أو الإيبوبروفين (أدفيل وموترين آي بي وغير ذلك) كما هو الحال مع الآلام الأخرى للعضلات. وتجنب استخدام مسكنات الألم المتاحة بدون وصفة طبية بدون استشارة الطبيب أولاً.
  • جرّب مكملات الإنزيم المساعد Q10: يمكن أن تساهم مكملات الإنزيم المساعد Q10 في الوقاية من الآثار الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول التي تصيب بعض الأشخاص، ومع ذلك، يلزم إجراء المزيد من الدراسات لتحديد فائدتها. إذا رغبت في إضافة مكملات الإنزيم المساعد Q10 إلى علاجك، فاستشر الطبيب أولاً للتأكد من عدم تفاعل المكملات مع أي أدوية أخرى.

راقب تفاعلات الأدوية

يمكن أن تسبب العقاقير المخفضة للكوليسترول تفاعلات خطيرة مع الأدوية الأخرى وبعض الأطعمة. هذه التفاعلات يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بالأعراض الجانبية للعقاقير المخفضة للكوليسترول. وتتضمن ما يلي:

  • جميع العقاقير المخفضة للكوليسترول والجريب فروت أو عصير الجريب فروت: عصير الجريب فروت يحتوي على مادة كيميائية تتفاعل مع الإنزيمات المسؤولة عن تكسير (عملية الأيض) العقاقير المخفضة للكوليسترول في الجهاز الهضمي. قد يكون ذلك خطيرًا لأن التأثير الذي سيحصل على الكوليسترول الكلي غير محدد. لا يزال بإمكانك تناول بعض الجروب فروت أو عصير الجريب فروت، لكن استشر الطبيب حول المقدار الذي يمكنك تناوله.
  • لوفاستاتين (ميفاكور، ألتوبريف)، وسيمفاستاتين (زوكور)، وأميودارون (كوردارون): الأشخاص الذين يتناولون العقاقير المخفضة للكوليسترول لوفاستاتين أو سيمفاستاتين، سواء منفردة أو مع أميودارون (كوردارون)، وهو دواء لعلاج اضطراب ضربات القلب، هم أكثر عرضة لخطر الآثار الجانبية الشديدة الناجمة من العقاقير المخفضة للكوليسترول، مثل انحلال الربيدات.
  • جميع العقاقير المخفضة للكوليسترول وجيمفيبروزيل (لوبيد): الأشخاص الذين يتناولون كلاً من جمفبروزيل (لوبيد) والعقاقير المخفضة للكوليسترول قد يكونون أكثر عرضة لخطر حدوث الآثار الجانبية الناجمة من العقاقير المخفضة للكوليسترول.
  • ميفاكور (لوفاستاتين) وأدوية فيروس نقص المناعة البشرية: الأدوية المستخدمة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية (مثبطات البروتياز) ينبغي عدم تناولها مع ميفاكور.
  • جميع العقاقير المخفضة للكوليسترول وبعض المضادات الحيوية والأدوية المضادة للفطريات: في حالة الإصابة بعدوى فطرية أو بكتيرية، يجب استشارة الطبيب إذا كنت تتناول العقاقير المخفضة للكوليسترول.
  • جميع العقاقير المخفضة للكوليسترول وبعض الأدوية المضادة للاكتئاب: من الممكن أن يجعلك تناول مضادات الاكتئاب، مثل نيفازودون والعقاقير المخفضة للكوليسترول أكثر عرضة لآلام العضلات.
  • جميع العقاقير المخفضة للكوليسترول وبعض أدوية مثبطات المناعة: إذا كنت تتناول دواءً مثبطًا للجهاز المناعي، مثل سيكلوسبورين (سانديميون)، وعقارًا مخفضًا للكوليسترول، فقد تكون أكثر عرضة لآلام العضلات.

الموازنة بين المخاطر والمنافع

على الرغم من الآثار الجانبية للعقار المخفض للكوليسترول يمكن أن تكون مزعجة إلا أنه ينصح بدراسة فوائد تناول العقار المخفض للكوليسترول قبل اتخاذ قرار التوقف عن تناوله. تذكر أن العقاقير المخفضة للكوليسترول يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية، وأن خطر الآثار الجانبية التي تهدد الحياة من العقاقير المخفضة للكوليسترول منخفض جدًا.

فحتى لو كانت الآثار الجانبية التي ستعاني منها مزعجة، فلا تتوقف عن تناول العقار المخفض للكوليسترول لأي فترة من الوقت بدون استشارة الطبيب أولاً. قد يتمكن الطبيب من اقتراح خطة علاج بديلة يمكنها أن تساعدك على خفض الكوليسترول بدون التعرض لآثار جانبية مزعجة.


من قبل
ويب طب –
الخميس 23 آذار 2017


آخر تعديل –
الاثنين 9 تشرين الأول 2017


المرجع : webteb.com