تغيرات الجسم أثناء الحمل: هذا ما يحدث بالتفصيل

ما هي التغيرات الجسدية التي تمر بها الحامل أثناء فترة الحمل؟ وما هو الطبيعي هنا؟ سوف نستعرض تغيرات الجسم أثناء الحمل بالتفصيل في المقال الآتي.

تغيرات الجسم أثناء الحمل: هذا ما يحدث بالتفصيل

يجلب الحمل معه الكثير من التغييرات لجسم الحامل ونفسيتها، بعضها شائع جدًا، مثل: التورم واحتباس السوائل، وبعضها غير شائع، مثل: التغيرات في النظر والرؤية.

سوف نستعرض فيما يأتي تغيرات الجسم أثناء الحمل بالتفصيل:

التغيرات الهرمونية

تطرأ الكثير من تغيرات الجسم أثناء الحمل ومن ضمنها التغيرات في الهرمونات، خاصة في هرموني الأستروجين والبروجسترون.

وهذه لا تؤثر فقط على مزاج الحامل، بل تؤثر على نمو الجنين، وتغيير طبيعة النشاط والحركات الجسدية للحامل وظهور توهج الحمل، حيث تبدو المرأة أجمل من أي وقت مضى، ويمكن توضيح ذلك كما الآتي:

1. تغيرات في الأستروجين والبروجسترون أثناء الحمل

يزداد إنتاج جسم الحامل لهرمون الأستروجين خلال الحمل، أكثر من أي فترة أخرى في حياتها، وتساعد زيادة هذا الهرمون كلًّا من الجنين والمشيمة على الآتي:

  • تحسين نمو الأوعية الدموية في المشيمة والجنين.
  • نقل المواد الغذائية بصورة أفضل.
  • تعزيز نمو الجنين.

وهذا هو تأثير الأستروجين في مراحل الحمل المختلفة:

  • الثلث الأول: قد تكون الزيادة المفاجئة لهرمون الأستروجين هنا هي سبب الغثيان الذي يصيب المرأة.
  • الثلث الثاني: يلعب الأستروجين دورًا مهمًا في تطوير غدد الحليب ويتسبب بتضخم الثديين.
  • الثلث الثالث: يصل الأستروجين إلى أقصى كميات الإنتاج هنا.

أما بالنسبة للبروجسترون فيتسبب إنتاجه بكميات كبير أثناء الحمل بالشعور بنوع من الليونة في المفاصل وتضخم بعض الأعضاء الداخلية، مثل: الحالب والرحم.

2. تأثير التغيرات الهرمونية على قدرة الحامل على ممارسة الرياضة

تزيد الهرمونات المذكور من صعوبة أداء التمارين الرياضية على الحامل، بسبب حدوث تغيرات الجسم أثناء الحمل الآتية:

  • الشعور بمرونة وليونة مستحدثة في المفاصل.
  • تغير في قامة ووقفة الحامل.
  • تضخم الثديين.
  • زيادة تقوس الظهر.
  • تغير في نقطة الجاذبية في الجسم، لتتركز أكثر في البطن بدل الظهر، مما قد يسبب للحامل خلل في التوازن.
  • التعرض لاحتباس السوائل في الأطراف.
  • زيادة الوزن.

3. زيادة الوزن واحتباس السوائل

إن زيادة وزن الحامل وتغير طبيعة إحساسها بالجاذبية الأرضية، يتسبب في تغييرات في تدفق الدم وتوزيع السوائل في الجسم خاصة في الأطراف السفلية، مما قد يؤدي للإصابة باحتباس السوائل، والذي تستطيعين التعامل معه كما يأتي:

  • الحصول على الراحة الكافية.
  • تجنب الوقوف لفترات طويلة.
  • تجنب الكافيين والصوديوم.
  • الحصول على كمية أكبر من البوتاسيوم.

تغيرات الحواس

إحدى تغيرات الجسم أثناء الحمل هي التغيرات التي تطرأ بشكل كبير من طبيعة حواس المرأة، كما الآتي:

1. تغيرات في حاسة البصر

قد تشعر المرأة بتغييرات في حاسة البصر لديها، ومنها:

  • الإصابة بقصر النظر المؤقت والذي غالبًا ما يتلاشى تمامًا بعد الولادة ليعود البصر طبيعيًا.
  • الشعور بالانزعاج عند ارتداء العدسات اللاصقة.
  • نوع من التشويش في النظر.
  • الإصابة بضغط العين.

2. تغيرات في حاستي الذوق والشم

عادة ما تطرأ تغيرات على حاستي الذوق والشم خاصة لدى الحامل، وهذه بعضها:

  • الميل لتناول أطعمة أكثر حلاوة أو ملوحة من العادة.
  • قدرة أكبر على تحمل الموالح والحوامض والحلويات.
  • الإصابة بانخفاض حس التذوق في الثلث الأول من الحمل.
  • الشعور بطعم معدني الطبيعة في الفم، وقد يكون دلالة على نقص المعادن.
  • زيادة حدة إحساس الحامل بالروائح حولها.

وعادة ما تعود حاستي الذوق والشم إلى طبيعتهما بعد الولادة.

تغيرات في الجلد والشعر والأظافر

يميل شكل الحامل للتغير أثناء الحمل، ومع أن بعض هذه التغييرات تعد مؤقتة، إلا أن بعضها الآخر لا يزول بعد الولادة.

وإليكم تغيرات الجسم أثناء الحمل من النواحي الآتية:

1. تغيرات الشعر والأظافر

والتي غالبًا ما تبدو كما يأتي:

  • فرط تساقط الشعر أحيانًا، وخاصة لدى النساء اللواتي يحتوي تاريخهن العائلي على حالات إصابة بالصلع النسائي.
  • زيادة في نمو الشعر وتعزيز كثافته على الرأس وفي أماكن معينة من الجسم غالبًا.
  • نمو سريع للأظافر، خاصة مع التغييرات الهرمونية والتغذية الإضافية للأم والجنين.
  • زيادة في قابلية الأظافر للتكسر وضعفها أحيانًا.

وغالبًا ما تتلاشى تغيرات الجسم أثناء الحمل هذه بعد الولادة، ولكن قد تستمر حالة تساقط الشعر فترة سنة كاملة بعد الولادة.

2. وجه الحمل أو قناع الحمل

تتعرض غالبية الحوامل لنوع من التصبغات على الوجه، فتبدو البشرة داكنة أكثر من العادة على الوجه في حالة تسمى طبيًا الكلف أو قناع الحمل، والذي يتلاشى بعد الولادة.

وقد تصاب الحامل بهذه التصبغات في أماكن معينة من الجسم، مثل: الحلمات، والمنطقة التناسلية، وأماكن الندوب.

وهذا النوع من التصبغات أكثر شيوعًا لدى النساء من ذوات البشرة الداكنة أو السمراء.

3. علامات تمدد الجلد

تعد أكثر تغيرات الجسم أثناء الحمل الشائعة، حيث تتغير مرونة الجلد وتلعب الهرمونات دورًا في ظهور علامات تمدد الجلد، وتظهر هذه بشكل خاص في الثلث الأخير من الحمل، وتحديدًا على الثديين أو البطن.

ومع أن هذه قد لا تختفي تمامًا بعد الولادة، إلا أنها تصبح أخف وأفتح مع الوقت.

4. تغيرات في شامات ونمش الجسم

قد يتسبب التصبغ الذي يصيب الحامل بتغير في لون الشامات أو النمش لدى الحامل أو حتى العلامات الفارقة في الجسم، ومع أن هذه غالبًا تغييرات طبيعية، إلا أن التغير في حجم أو شكل أو لون أي منها قد يحتاج منك لاستشارة الطبيب.

ومع أن الكثير من هذه التغييرات تتلاشى بعد الولادة، إلا أن بعض التغييرات قد تكون دائمة.

تغيرات في الدورة الدموية

قد تمر الحامل بالعديد من تغيرات الجسم أثناء الحمل التي تطال جهاز الدوران أيضًا، كما الآتي:

1. تغيرات في نبض القلب وحجم الدم

قد تزداد وتيرة نبض القلب الطبيعي أثناء الحمل بمقدار 15 – 20% عن الحد الطبيعي، فيعد أمرًا طبيعيًا أن يصل نبض القلب إلى 90 – 100 نبضة في الدقيقة خلال الثلث الثالث من الحمل.

ويزداد حجم الدم في الجسم خلال الثلث الثالث من الحمل خصوصًا، كما تزداد كمية بلازما الدم، ما يجعل من الضروري زيادة حصة الحامل من حمض الفوليك لمواكبة التغييرات الحاصلة.

2. دوخة ودوار أثناء الاستلقاء

قد تصاب الحامل بدوار نتيجة الاستلقاء على ظهرها خاصة بعد الأسبوع 24 من الحمل، وذلك لأن الاستلقاء على الظهر قد يضغط على الشريان الرئيسي الذي يصل أسفل الجسم بالقلب، ما قد يتسبب في خفض الضغط والدوار.

لذا يفضل أن تلجأ الحامل للاستلقاء على أحد الجانبين.

3. تغيرات أخرى

يمكن أن تشمل تغيرات الجسم أثناء الحمل الخاصة بجهاز الدوران الآتي أيضًا:

تغيرات في الجهاز التنفسي والأيض

تزداد كمية الأكسجين في الدم أثناء فترة الحمل، مما يغير وبشكل كبير من وتيرة عمليات الأيض في الجسم، وتشمل تغيرات الجسم أثناء الحمل بهذا الخصوص ما يأتي:

1. تغيرات في التنفس

خلال الحمل، تزداد كمية الهواء الداخل والخارج من الرئتين بنسبة 30 – 50%، وتزداد سرعة التنفس بشكل طفيف.

ونظرًا لزيادة حجم الرحم تقل قدرة الحجاب الحاجز على الحركة، ما قد يتسبب بشعور بألم في الصدر أو انقطاع في النفس حتى دون مجهود بدني عند بعض الحوامل.

2. تغيرات في وتيرة عمليات الأيض

تزداد سرعة عمليات الأيض أثناء الحمل، ما يفسر الحاجة المتزايدة لاستهلاك المزيد من السعرات الحرارية من قبل الحامل، حيث تزداد كمية الطاقة في جسم الحامل لمواكبة احتياجاتها واحتياجات جنينها.

وتبلغ تغيرات الجسم أثناء الحمل هذه أوجها في الثلث الأخير من الحمل مع النمو المتسارع للجنين، ما قد يتسبب في نقص سكر الدم لدى الحامل.

3. تغيرات في درجة حرارة الجسم

يصبح معدل درجة حرارة الجسم الطبيعي أثناء الحمل أعلى من المعتاد حتى دون بذل أي مجهود رياضي، وهنا على الحامل:

  • تناول كميات كبيرة من الماء لتجنب الجفاف وحدوث ولادة مبكرة.
  • الخضوع لكشف طبي منتظم لضمان أن حرارتها الداخلية غير مؤذية للجنين.
  • تجنب ارتداء ملابس ذات أنسجة تعيق تنفس البشرة خاصة عند ممارسة الرياضة.
  • استعمال المراوح داخل البيت.

تغيرات الجسم أثناء الحمل الأخرى

هناك العديد من تغيرات الجسم أثناء الحمل الأخرى التي تطرأ على الحامل لمساعدتها على تهيئة جسمها لحاجات جنينها وطفلها الجديد، مثل:

1. تغيرات في الثديين

عادة هذه هي التغييرات التي من الممكن ملاحظتها على الثدي:

  • لون الحلمة الداكن أكثر من العادة.
  • انتصاب الحلمة.
  • ليونة غير معتادة في الثدي.
  • ظهور الأوعية الدموية واضحة من خلال بشرة الثدي.
  • زيادة حجم الثديين والحلمة والمنطقة المحيطة بالحلمة.
  • ظهور بثور صغيرة حول الحلمة قد تخرج منها إفرازات صفراء.
  • الشعور بكتل في الثدي أحيانًا تزول بعد أيام نتيجة توسع قنوات الحليب.

2. تغيرات في عنق الرحم

في العادة تصبح أنسجة عنق الرحم أكثر صلابة أثناء الحمل، ولكنها تعود لتصبح لينة قبل الولادة بأسابيع نتيجة ما تتعرض له من ضغط من الجنين.

وقد تبدأ الحامل بملاحظة إفرازات مخاطية تحتوي على دم قبل الولادة، كنوع من تحضيرات الرحم لعملية الولادة، ويتوسع عنق الرحم بشكل كبير قبل الولادة للسماح للجنين بالمرور إلى الخارج.


من قبل
رهام دعباس

الجمعة 16 شباط 2018


آخر تعديل –
الاثنين 15 شباط 2021


المرجع : webteb.com