طيف التوحد لدى الأطفال والأجهزة الالكترونية

سوف نستعرض في هذا المقال العلاقة بين إصابة الأطفال بطيف التوحد والأجهزة الإلكترونية المنتشرة بكثرة في وقتنا الحاضر.

طيف التوحد لدى الأطفال والأجهزة الالكترونية

فلنتعرف على العلاقة بين إصابة الأطفال بطيف التوحد والأجهزة الإلكترونية في ما يأتي:

هل هناك علاقة بين اضطراب طيف التوحد والأجهزة الإلكترونية؟

يُعد بعض الباحثين أن الأجهزة الإلكترونية ومنها التلفاز محفز للأطفال المهيئين ولهم استعداد عضوي لاستقبال اضطراب طيف التوحد عندهم، فالتلفاز يفاقم هذه المشكلة إذ يصنع للطفل عالمه الخاص فيعزله عن العالم المحيط عوضًا عن تحفيزه للتفاعل مع البيئة المحيطة والعالم الخارجي.

إذ يؤثر اضطراب طيف التوحد في كيفية إدراك الطفل للآخرين والاندماج معهم، ويتجلى هذا الاضطراب في جوانب أساسية من نموه، مثل: التفاعل، والتواصل، والسلوك الاجتماعي.

إن إزالة الأجهزة الإلكترونية ومن ضمنها التلفاز من أمام الأطفال يعمل على تجديد خلايا الدماغ خاصة وهو في طور النمو.

توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بأن لا يشاهد الأطفال تحت السنتين التلفاز، كما يجب مراقبة الأطفال فوق عمر السنتين فيسمح لهم بمشاهدة التلفاز ساعتين على الأكثر يوميًا.

كيف يتعرّض الأطفال للتكنولوجيا؟

استكمالًا في الحديث حول طيف التوحد والأجهزة الإلكترونية وفي ظل التطور الكبير في عالم التكنولوجيا وظهور العديد من الأجهزة الإلكترونية الحديثة باختلاف أحجامها وأشكالها والتي أصبحت في متناول يد الأطفال في أي مكان وزمان، نشأت هذه العلاقة الوثيقة بين الطفل وجهازه الإلكتروني.

وجدت إحدى الدراسات أن 4 من أصل 5 أطفال، والذين تبلغ أعمارهم بين 6 شهور والسنتين، يستخدمون هذه الإلكترونيات لمدة ساعتين على الأقل يوميًا.

وفي ظل هذا التطور التكنولوجي الهائل أخذ يرافقه زيادة عدد الأطفال الذين تم تشخصيهم بالإصابة بطيف التوحد المكتسب في الآونة الأخيرة، ومن غير المعروف ما إذا كانت هذه الزيادة هي نتيجة تطور الأهالي وإدراكهم أكثر لهذا الاضطراب عند أطفالهم وبالتالي التبليغ عن الحالات وتشخيصها، أم هي زيادة فعليّة في عدد مصابي اضطراب التوحد، أم هي نتيجة كلا العاملين.

أثر الإلكترونيات على نمو الطفل

بالإضافة إلى العلاقة بين الإصابة باضطراب طيف التوحد والأجهزة الإلكترونية، قد يؤثر الاستخدام المفرط للأجهزة الحديثة على نمو الطفل من جوانب أخرى، التفاصيل في الآتي:

  • يضعف القدرة النمائية في الجانب الذهني والتفكير التخيلي عند الطفل

إذ إن تطور الدماغ يعتمد على التعرض لمحفزات بيئية مختلفة، وكثرة استخدام التكنولوجيا تؤثر سلبيًا على نمو مراكز الدماغ فتقلل من التفكير والإبداع وتزيد حالات التوتر والقلق وتؤثر سلبًا في التعليم والتفكير.

كما أن الإفراط في استخدام هذه الأجهزة يصيب الطفل بخمول جسدي، وضعف شديد في التركيز.

  • يضعف المهارات الاجتماعية عند الأطفال

وذلك ناتج عن تعلق الطفل بعالم افتراضي وانعزاله عن محيطه الاجتماعي، فالتجارب الاجتماعية التي يخوضها الأطفال أثناء نموهم، والمشاعر المختلفة التي يعيشونها من فرح وحزن وشجاعة وخوف تشكل في مضمونها شخصياتهم، وحياتهم، وحصيلتهم المجتمعية.

  • تزداد نسبة العدوانية الاجتماعية عند الطفل

كونه يشاهد مشاهد عنيفة وبالتالي يحاكيها ويسقطها على حياته، وهناك أطفال يصابون بالخجل والانطوائية جراء عدم نمو المهارات الاجتماعية من الحديث والتواصل الاجتماعي.

كما أن الأطفال الذين يبالغون في استخدام الأجهزة الإلكترونية يكونون أكثر عرضة للمشكلات الذهنية والنفسية، باعتبار أن استخدام التكنولوجيا يزيد من معدلات الاكتئاب، والقلق، ونقص الانتباه، والعزلة، والتوحد، ويزيد من البلادة، وعدم الاهتمام.

هل يجدي إبعاد الطفل عن الإلكترونيات نفعًا؟

في بحث أمريكي للأستاذ الجامعي مايكل والدمان في جامعة كورنيل، أجراه على ولايات مختلفة من الولايات المتحدة تتميز بهطول الأمطار عليها في معظم أوقات السنة، وجدوا أن المناطق التي تتميز بهطول الأمطار طوال السنة تعلو فيها نسبة الأطفال الذين تم تشخيصهم باضطراب التوحد، بينما تقل نسبة المصابين باضطراب التوحد في المناطق الأخرى التي لا يكثر فيها هطول الأمطار نسبيًا.

بالإضافة إلى ذلك وجدوا أن المناطق الممطرة والتي تتميز بتنوع القنوات التلفزيونية فيها تكثر فيها الحالات المصابة بالتوحد مقارنة بالمناطق الممطرة الأخرى التي لا تحتوي خيارات واسعة ومختلفة من القنوات التلفزيونية.

وفسر الأستاذ الجامعي هذه النتائج بأن الأطفال وخاصة في أوقات المطر يمضون أوقاتهم داخل المنزل ومشاهدة التلفاز، كما أنه كلما زادت خيارات الطفل على التلفاز من برامج الأطفال، والألعاب، والأغاني وغيرها كلما أمضى وقتًا أكثر على التلفاز.

ومع كل ما سبق إلا أنه لا توجد أسباب حقيقية ودقيقة 100% تجزم وجود علاقة بين الإصابة بطيف التوحد والأجهزة الإلكترونية، فلا يمكننا الجزم بأن الأجهزة الإلكترونية هي سبب رئيس في حصول مرض التوحد لدى الأطفال وقد تكون الإلكترونيات مساعدة أو سبب لتحفيز هذه الإصابة، فهي عامل مساعد لكل طفل له استعداد عضوي لاستقبال الاضطراب عنده فأهم ما يوصف به التوحد لدى الأطفال هو ضعف التواصل الاجتماعي، والإلكترونيات وبخاصة التلفاز والأجهزة الإلكترونية تساعد على نمو الإصابة بالاضطراب لدى الأطفال.

لذلك ننصح بأن يتم تنظيم استخدام الأطفال للأجهزة الإلكترونية، سواء الهواتف الذكية، أو أجهزة التلفاز، فلا يجب ترك الأطفال يدمنون على هذه الأجهزة، بل حثّهم على الاختلاط بالمجتمع وتعلم طرق التواصل من خلاله، وكسب الخبرات من خلال الاختلاط وعدم الوحدة والاختلاء.

معلومات تهمك حول طيف التوحد

هو حالة طبية تؤثر في التفاعل الاجتماعي والتواصل والاهتمامات والسلوك لدى الفرد، إذ يُعاني المصاب بطيف التوحد من خلل في اكتساب المهارات الاجتماعية واللغوية، كما أنه:

  • تظهر أعراض طيف اضطراب التوحد عند الأطفال قبل عامهم الثالث عادة، ونسبة الإصابة به عند الذكور أعلى من الإناث، تتراوح شدة الاضطراب بين الخفيف، والمتوسط، والحاد.
  • تظهر أعراض اضطراب طيف التوحد على بعض الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة.
  • قد ينمو أطفال آخرون مصابون بذلك الاضطراب بشكل طبيعي خلال الأشهر أو السنوات القليلة الأولى من حياتهم، ولكن فجأة يصبحون انطوائيين، أو عدائيين، أو يفقدون المهارات اللغوية التي اكتسبوها بالفعل.
  • لا يوجد تشخيص دقيق أو إجماع علمي على مسببات طيف اضطراب التوحد إلا أن الباحثين رجحوا أن تكون هنالك عوامل تزيد من إمكانية الإصابة به عند أشخاص دون الآخرين منها:
    • عوامل وراثية وتاريخ العائلة، كأن يكون الأخ أو الأخت مصاب بالتوحد.
    • الأبوة في سن متأخر عند الوالدين، كأن يكون عمر الأم فوق 35 عامًا والأب فوق 40 عامًا عندما ينجبون الطفل.
    • عوامل جينية كوجود خلل ما عند الطفل، مثل: متلازمة داون، أو متلازمة كروموسوم X الهش.

من قبل
ويب طب –
الأحد 30 نيسان 2017


آخر تعديل –
الثلاثاء 6 تموز 2021


المرجع : webteb.com