تجربة ديريك مع التدخين ورحلة اقلاعه عن التدخين
لن ينسى ديريك إدواردز أبدا يوم الملاكمة عام 2005 الذي كان بمثابة نداء للاستيقاظ لهذا الشخص الذي قضى حياته بالتدخين.
يقول ديريك إدواردز: ‘ لقد كنت أعتقد بأن ممارسة الرياضة ستصد التدخين’، حتى ذلك الحين، لم يكن ديريك يولي الكثير من الاهتمام لعادة التدخين لديه. إلى أن أصبح ديريك في أوائل الستينات من عمره، كان يدخن نحو 20 سيجارة يوميا لمدة 40 عاما.
لقد كان لاعب كرة قدم متحمسا، وكان يلعب ما يصل إلى ثلاث مرات في الأسبوع لناديه المحلي في ويكفيلد، غرب يوركشاير.
“لم أر التدخين على أنه مشكلة”، يقول ديريك، وهو مدير جمعية جمع التبرعات لأبحاث القلب في المملكة المتحدة. “لقد تدربت ولعبت كرة القدم بانتظام حتى سن ال 43 وأنا، عن طريق الخطأ، أعتقد أن ممارسة الرياضة تتصدى للتدخين “.
عندما توقف عن لعب كرة القدم، استمرت معه عادة تدخين 20 سيجارة يوميا.
“لقد كنت أشعر بأنني بخير”، يقول ديريك، وهو متزوج ولديه ابنين بالغين. “لم يكن هناك تأثير على صحتي، ولذا، فإنني لم أرى سببا لتغيير طريقتي”.
ولكنه حصل على الإنذار الأول عندما تم تشخيص حالته بأنه مصاب بارتفاع ضغط الدم في أواخر الخمسينات من عمره. وقد نصحه طبيبه بالإقلاع عن التدخين واعتماد أسلوب حياة صحي أكثر.
ولكن ديريك كان يعتقد بأنه إن أخذ دواء ارتفاع ضغط الدم وقام بتغيير نظامه الغذائي، فهو سيتمكن من ممارسة حياته كالمعتاد. “لم أشعر أبدا بأنني مريض، وارتفاع ضغط الدم لم يؤثر تأثيرا حقيقيا علي، لذلك فقد استمر نمط حياتي كالسابق”، كما يقول ديريك.
“والحقيقة هي أنني لم اعتقد ابدا بوسعي الإقلاع عن التدخين”، كما يقول. “على الرغم من أنني فكرت في حضور عيادة للتدخين، إلا أن الجلسات لم تعقد أبدا في أوقات مناسبة لي. ولكني أدركت، بعد فوات الأوان، أنني أقوم فقط باختلاق الأعذار.”
المزيد حول الاقلاع عن التدخين
الألم الكليل (غير الحاد )
ديريك يتذكر الشعور بألم كليل في صدره، والذي بدأ في يوم عيد الميلاد وهو في منزله عام 2005. واستمر ذلك الألم على نحو متقطع في اليوم العالمي للملاكمة.
“لا يمكن وصفه بالألم الثقيل، فهو لا يبدو كما توصف النوبات القلبية عادة، ولكنه استمر يوما بعد يوم.”
خرج ديريك من السرير وهو غير قادر على النوم. وقد عثرت عليه ابنته وهو يجلس في أعلى السلم. وقالت بأنها قد عرفت أن شيئا ما يحدث لوالدها، فقامت بطلب سيارة اﻹسعاف.
وأكدت الاختبارات التي أجريت في المستشفى أن ديريك قد أصيب بنوبة قلبية. “لقد كانت مفاجأة لم تكن بالحسبان”، كما يقول.
كل هذه السنوات كان ديريك يعمل لأبحاث القلب في المملكة المتحدة، منذرا الآخرين بما يسببه التدخين من أمراض، بينما هو نفسه يواصل التدخين.
وكان يتجاهل التحذيرات، وهي ارتفاع ضغط دمه وسنه، الأمر الذي وضعه في أعلى فئة من حيث احتمالية الإصابة بأمراض القلب، فضلا عن نصيحة الطبيب له.
“لقد كنت مختبئا من الحقيقة”، يقول ديريك. “لم أكن اعتقد ان هذا سيحدث لي.”
وفي المستشفى، خضع ديريك لصورة وعائية، والتي تقيس ضغط الدم داخل القلب، وذلك للعثور على سبب النوبة القلبية.
وبعد ذلك، تم إخضاعه لرأب الأوعية، وهي عملية لفتح الأوعية الدموية الضيقة أو المسدودة التي تؤدي إلى القلب. وقد تم زرع شبكيات ثلاث لضمان أن الأوعية الدموية التي كانت ضيقة تبقى مفتوحة.
تأثير دائم
وبينما كان ديريك في جناح القلب، حدث أمران تركا انطباعا دائما عليه.
فقد استيقظ في إحدى الليالي على صوت مسعفين يحاولون إنعاش رجل دون نجاح. والحدث الآخر كان رؤية الحمالين يجرون تابوتا.
لقد أخافتاه هتان التجربتان إلى حد الموت، كما يقول. “بعد ذلك، اختفت تماما أي فكرة لدي حول العودة إلى التدخين.”
ومنذ ذلك الحين، تعافى ديريك تماما ولم يعد يدخن. “يسعدني أن أقول بأنني لم أمس سيجارة منذ ذلك الحين،” كما يقول.
وقد أصبح ديريك أكثر حرصا حول ما يتناوله من طعام. فهو يحرص على أن يكون نظامه الغذائي متنوعا، كما وأنه يأكل خمس حصص من الفواكه والخضروات يوميا.
وقال أنه يحتفظ بنشاطه عبر أخذ كلبه حفيدته للمشي السريع لمدة 30 دقيقة يوميا، مهما كانت حالة الطقس.
ويقول: “تركت الأزمة القلبية لدي شعورا هشا وحساسا لأنني اقتربت جدا من النهاية. لقد كانت دعوة للاستيقاظ، ولكن ليس من النوع الذي كنت سأختاره.
المرجع : webteb.com