عملية القلب المفتوح: الدليل الشامل

يضطر البعض في حالات معينة إلى الخضوع لعملية القلب المفتوح، فلماذا يكون عليهم ذلك؟ وما هي خطوات العملية؟ وهل هي خطيرة؟ تعرف على أهم هذه المعلومات الآن.

عملية القلب المفتوح: الدليل الشامل

عملية القلب المفتوحة (Open heart surgery) من أكثر العمليات التي تخيف الإنسان، فبمجرد ذكر اسمها تتغير ملامح الوجه، ولكن هل تعرف المعلومات الدقيقة حولها؟

ما هي عملية القلب المفتوح؟

تعد عملية القلب المفتوح عملية كبرى تتطلب إقامة في المستشفى لمدة أسبوع أو أكثر، وهي من العمليات الشائعة بين البالغين التي يتم خلالها شق الصدر بهدف فتحه للوصول إلى عضلة القلب أو صماماته أو الشرايين المتصلة به.

والجدير بالذكر أن عملية القلب المفتوح تعد من العمليات التقليدية، أي أنه في الوقت الحديث أصبح بالإمكان إجراء هذه العملية من خلال إحداث شق صغير في الصدر دون فتحه على الأكمل.

متى تحتاج لعملية القلب المفتوح؟

إن الهدف الأساسي من عملية القلب المفتوح هو تحسين تدفق الدم إلى نسيج عضلة القلب من خلال ما يعرف باسم مجازة الشريان التاجي (CABG)، وهي النوع الأكثر شيوعًا لعملية القلب المفتوح.

هذه العملية قد تكون مهمة للأشخاص المصابين بمرض الشريان التاجي، أي عندما تصبح الأوعية الدموية التي تمد القلب بالأكسجين ضيقة ومتصلبة.

تصلب الأوعية الدموية يكون بسبب تراكم الترسبات الناتجة عن الدهون على جدران الأوعية الدموية مسببة تضيقها، وبالتالي صعوبة تدفق الدم خلالها، وفي هذه الحالة يقل تدفق الدم إلى القلب، وقد يصاب الإنسان بالنوبة القلبية.

كما يتم اللجوء لعملية القلب المفتوح في الحالات الآتية:

  • إصلاح أو استبدال صمامات القلب التي تسمح بتدفق الدم عبر القلب.
  • إصلاح الضرر في بعض أجزاء القلب.
  • زرع جهاز طبي يسمح في تنظيم معدل نبضات القلب.
  • استبدال قلب متضرر بآخر من متبرع فيما يسمى بزرع القلب.
  • إصلاح عيوب القلب الخلقية.

مخاطر عملية القلب المفتوح

هناك بعض المخاطر المرتبطة بالخضوع لعملية القلب المفتوح، وهي كالآتي:

  • الإصابة بعدوى في الشق الذي تم إحداثه في منطقة الصدر.
  • النوبة القلبية.
  • عدم انتظام نبضات القلب.
  • فشل رئوي أو كلوي.
  • ألم في الصدر وانخفاض درجة حرارة الجسم.
  • الارتباك وفقدان الذاكرة.
  • تجلطات دموية.
  • فقدان الدم.
  • صعوبة في التنفس.
  • الالتهاب الرئوي.
  • رد فعل تحسسي للتخدير.
  • نزيف.
  • تلف الأوعية الدموية المحيطة.
  • السكتة الدماغية.

الاستعداد لعملية القلب المفتوح

في البداية من الضروري إعلام الطبيب بأي دواء تقوم بتناوله، حتى لو كان يباع دون وصفة طبية أو أي فيتامينات وأعشاب تتناولها.

من المهم إبلاغ الطبيب أيضًا بأية أمراض تعاني منها حتى لو كانت مجرد نزلة برد أو إنفلونزا، ولا تنسى إخباره عما إذا كنت تتناول الكحول.

قبل أسبوعين من إجراء العملية، سيطلب منك الطبيب ما يأتي:

  •  التوقف عن التدخين وشرب الكحول.
  •  التوقف عن تناول الأدوية المميعة للدم، مثل: الأسبرين والأيبوبروفين، والوارفارين (Warfarin).

قبل يوم من الخضوع للعملية قد يطلب منك الطبيب الاستحمام بنوع معين من الصابون التي تعمل على قتل البكتيريا المتواجدة على جلدك، وذلك بهدف التقليل من خطر إصابتك بأي عدوى، كما قد يطلب منك الطبيب الامتناع عن الأكل والشرب بعد منتصف الليل.

قد يحتاج الطبيب أيضًا إلى إجراء اختبارات قبل العملية، مثل: مراقبة القلب أو أخذ عينات الدم، بالإضافة إلى إعطاء السوائل الوريدية.

كيف يتم إجراء عملية القلب المفتوح؟

بالوضع الطبيعي تستغرق عملية القلب المفتوح من 3 – 6 ساعات أو أكثر.

ويتم خلال العملية القيام بما يأتي:

  1. يتم تخدير المريض كليًا حتى لا يشعر بالألم خلال العملية.
  2. يقوم الجراح بإحداث شق في أسفل منتصف الصدر يصل طوله إلى 20 – 25 سنتيمتر.
  3. يقطع الجراح بعضًا من عظام القفص الصدري وفصلها عن بعضها بهدف كشف القلب.
  4. يتم وصل المريض بجهاز طبي يسمى جهاز المجازة القلبية الرئوية (Heart-lung bypass machine) عندما يصبح القلب مرئيًا، إذ يعمل على نقل الدم بعيدًا عن القلب كي يتمكن الجراح من إتمام العملية، ولكن في بعض العمليات الحديثة لا يتم الاستعانة بهذا الجهاز.
  5. يستخدم الجراح وعاء دموي سليم بهدف صنع طريق جديدة لتدفق الدم بعيدًا عن الوعاء المغلق.
  6. يتم إغلاق عظام القفص الصدري من ثم تقطيب الشق في الصدر.

ما بعد إجراء عملية القلب المفتوح

بعد الانتهاء من إجراء العملية وعند استيقاظك ستلاحظ وجود أنبوبين أو ثلاثة موصولين بصدرك، وهي تساهم في تصريف السوائل من المنطقة المحيطة بقلبك.

من الممكن أن يمدك الطبيب بأنبوب في ذراعك يعمل على تغذيتك، وآخر إلى مثانتك بهدف إفراغها، وستكون مربوط أيضًا بجهاز طبي يعمل على تقييم عمل قلبك.

بعد عملية القلب المفتوح، ستبيت الليلة الأولى في قسم العناية المكثفة، وذلك لتلقي الرعاية الطبية اللازمة، من ثم ستنقل إلى غرفة أخرى لمدة 3 – 7 أيام.

الشفاء من عملية القلب المفتوح

من الضروري الاعتناء بنفسك جيدًا بعد خروجك إلى المنزل، وهذا الأمر يشمل ما يأتي:

1. الاعتناء بالجرح

يعد الاعتناء بالجرح من الأمور المهمة جدًا بعد الخضوع للعملية، إذ من الضروري الحفاظ على منطقة الجرح دافئة وجافة، ولا تنسى تغسيل يديك قبل لمسها.

إن لاحظت أن الجرح أخذ بالشفاء بالصورة الصحيحة ولا يرشح، من الممكن أن تأخذ حمامًا مع مراعاة الشروط الآتية:

  • فترة الاستحمام أقل من 10 دقائق.
  • استخدام الماء الدافئ وليست الساخن.
  • عدم توجيه الماء بشكل مباشر إلى منطقة الجرح.

من الضروري أيضًا مراقبة الجرح باستمرار حتى تتأكد من عدم إصابته بأي عدوى والتهاب، لذا عليك مراقبة الأعراض الآتية:

  • ترشيح كبير بالجرح.
  • وجود فتحة في الجرح.
  • احمرار حول منطقة الجرح.
  • ارتفاع درجة حرارة الجسم.

2. تخفيف الألم

يعد الألم من الأعراض الشائعة والمترافقة مع عملية القلب المفتوح، لذا السيطرة عليه تعد من الأمور بالغة الأهمية.

وقد يصف لك الطبيب مسكن الألم، لذا عليك تناوله وفقًا لإرشاداته.

3. الحصول على قسط كافي من النوم

بعض المرضى يعانون من مشاكل في النوم بعد عملية القلب المفتوح، ولكن من المهم الحفاظ على ساعات نوم جيدة والاسترخاء، بإمكانك القيام بذلك عن طريق الآتي:

  • تناول الأدوية المسكنة للألم قبل النوم بنصف ساعة.
  • ترتيب الوسادات أسفلك حتى تحصل على نوم مريح.
  • تجنب تناول المشروبات التي تحتوي على الكافيين وبالأخص في ساعات المساء.

من قبل
رزان نجار

الجمعة 9 آذار 2018


آخر تعديل –
الثلاثاء 24 آب 2021


المرجع : webteb.com