التأمل: علاج للقلق ووسيلة نحو السعادة وراحة البال
لأننا جميعًا نبحث عن راحة البال والسلام النفسي والحياة السعيدة، قد يكون التأمل إحدى الطرق المتاحة للجميع لتحقيقها.
أبرز المعلومات حول التأمل وطرق إجراؤه وفوائده إليك من خلال المقال الآتي:
ما هو التأمل؟
التأمل هو الاسترخاء والحد من التفكير في كل ما يتسبب بالتوتر، ومن ميزاته كونه غير مكلف ماديًا على عكس أنشطة أخرى تحتاج إلى أدوات أو ملابس أو أماكن مخصصة لممارستها.
كل ما يحتاجه التأمل هو مكان هادئ وبالتالي حجم المكان وأناقته هما عاملان بلا أي تأثير، أما العامل الأكثر أهمية هنا هو الهدوء والابتعاد عن الهاتف المحمول وغيره من الأجهزة الإلكترونية التي قد تشتت الانتباه أثناء جلسة التأمل.
ولهذا يمكنك حتى التأمل بمكان عملك وأنت جالس على مقعدك خلال أوقات الاستراحة أو الفترات المخصصة لتناول الطعام، وفي حالة تشتت انتباهك أثناء جلسة التأمل يمكنك دائمًا طرد أي أفكار سلبية ومقلقة واستكمال التأمل بشكل عادي.
يستغرق التأمل للمبتدئ من 10 – 20 دقيقة ويعد الصباح الباكر الموعد الأفضل لإجراء التأمل.
ما هي طرق إجراء التأمل؟
هناك طرق مختلفة للاسترخاء والتأمل من بينها:
- التأمل الموجه والذي يعرف أيضًا بالتصور أو التخيل، فعبر هذا النوع من التأمل تقوم بتخيل صور لأماكن أو مواقف تساعد على الاسترخاء، ويمكن اللجوء مع هذا النوع إلى استخدام روائح أو أصوات أو صور للتأثير على الحواس.
- التأمل وأنت يقظ واع بالواقع المحيط بك، ويكون على عكس النوع السابق، وتقوم خلال هذه الطريقة على التركيز على عنصر حالي، مثل: تنظيم عملية التنفس.
- التأمل من خلال تكرار نطق كلمة أو جملة مهدئة وذلك لمقاومة تشتت الانتباه.
- التأمل عبر تكرار النطق في ذهنك بصمت دون إصدار أي صوت، هذه الطريقة شبيهة بالنوع السابق من طرق التأمل ولكن تحقق الاسترخاء للجسم والهدوء للذهن دون الحاجة للتركيز على أي شيء وبذل أي مجهود.
ما هي فوائد التأمل؟
الوصول للسعادة ليس الهدف الوحيد من التأمل، فهناك فوائد متعددة يمكن أن تتحقق من خلال جعل التأمل عادة يومية، حيث أنه:
- يساعد التأمل على توفير مجموعة من الفوائد مثل:
- الاسترخاء.
- التخلص من التوتر والقلق.
- زيادة القدرة على التركيز والتفكير بشكل أوضح.
- تطوير القدرة على التواصل مع الآخرين وتقبلهم
- المساعدة على تحقيق معرفة أفضل للذات.
- تقوية القدرة النفسية على مواجهة ضغوط الحياة المختلفة.
- التغلب على الشعور بالحزن.
- أشارت بعض الدراسات إلى أن الممارسة المستمرة للتأمل تؤدي إلى تغيير في نشاط المخ بالمراكز المتحكمة في الانتباه، والذاكرة، والتعلم، والإدراك.
- تم التأكيد على أهمية ممارسة التأمل في المساعدة على علاج بعض الأمراض العضوية خاصة الحالات التي يساهم التوتر في جعلها أكثر سوءً، مثل: الاكتئاب، واضطرابات النوم، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسرطان.
لكن هذا لا يغني عن استشارة الطبيب المعالج حول تأثير التأمل في حالة الإصابة بواحد من تلك الأمراض لتجنب أي تأثير سلبي قد يتسبب فيه، ويجب الانتباه دائمًا إلى أن التأمل ليس ببديل عن العلاج الطبي لأي مرض وإنما يمكنه فقط أن يساهم بشكل أو بآخر في العلاج.
تلك الحالة من الاسترخاء التي يخلقها التأمل لا تزول بانتهائه، فهو يجعلنا أكثر هدوءًا خلال اليوم بشكل عام، وعند جعله عادة يومية يتحقق سلام داخلي يكون بمثابة حصن يحمينا من تأثير ضغوطات الحياة المختلفة ويوفّر لنا المساحة اللازمة للتعامل مع تلك الضغوط بهدوء وتركيز.
فالسر وراء القدرة على التعامل مع الضغوط وإدارتها بشكل جيد هو الهدوء والشعور الداخلي بالسلام النفسي.
المرجع : webteb.com