نوبات الغضب عند الطفل: دليلك الشامل لتعامل معها

ما أسباب نوبات الغضب عند الطفل؟ وكيف تستطيع السيطرة عليها؟ ومتى يجب اللجوء لمختص؟ إليك أهم المعلومات في ما يأتي:

أسباب نوبات الغضب عند الطفل

إن نوبة الغضب ما هي إلا طريقة يُعبر بها طفلك عن نفسه وعن إحباطه الناجم عن التحديات والمصاعب التي يواجهها في التو واللحظة، كما في الأمثلة الآتية:

• مواجهة صعوبة في إتمام مهمة ما.
• عدم القدرة على التعبير، حيث أن قاموس مفرداته ليس غنيًا بما فيه الكفاية بعد ليُعبر لك عما يشعر به كلاميًا، لتتم ترجمة الإحباط الحاصل له على هيئة نوبة غضب عارمة.
• الشعور بالعطش أو الجوع أو التعب.

هل يمر الطفل بنوبة الغضب قصدًا؟

نوبات الغضب عند الطفل لا تكون قصدًا، فطفلك لا يُخطط لإحراجك، حيث أنه:

• بالنسبة لمعظم الأطفال في عمر 1-3 سنوات تأتي نوبات الغضب كطريقة يُعبرون من خلالها عن مشاعرهم.
• بالنسبة للأطفال الأكبر سنًا، فنوبات الغضب قد تكون سلوكًا مكتسبًا ناتجًا عن معرفة أن نوبات الغضب تؤدي بنتيجة إيجابية له.

في جميع الأحوال إن الخضوع لرغبة الطفل أو تركه ينفذ من الحساب على خطأ ارتكبه بعد كل نوبة غضب يقوم بها قد تجعل طفلك يكثر من نوبات غضبه.

تجنب حدوث نوبات الغضب عند الطفل: هل هو ممكن؟

مع أنه لا توجد طريقة معتمدة ومضمونة قد يُجنبك اتباعها إحراج وفوضى نوبات غضب طفلك إلا أن بإمكانك القيام بالعديد من الأمور التي قد تشجع طفلك على تبني السلوك المهذب وفي أي عمر كان، مثل:

1. اتبع سلوكيات منتظمة في تربية الطفل

السلوكيات المنتظمة تتم من خلال قيامك بتطوير نمط حياة يومي يحفظه الطفل عن ظهر قلب، ويُمكنه ذلك من معرفة ما عليه توقع حصوله خلال اليوم، بما في ذلك أوقات النوم والقيلولة، لذا قم بوضع حدود معقولة، واتّبعها مع طفلك بانتظام.

2. خطط للأمور مسبقًا

على سبيل المثال إذا كنت تعلم أن عليك الوقوف في الصف في مكان ما قم مسبقًا بوضع وجبات صغيرة أو ألعاب يحبها الطفل لكي ينشغل بها عن فترة الانتظار المملة، فهذا يُقلل من نوبات الغضب عند الطفل.

3. شجع طفلك على الحديث

علم طفلك استخدام الكلمات للتعبير عن رغباته بدل التصرف بغضب والصراخ، ففي العادة يستطيع طفلك فهم كم من الكلمات أكبر من ذاك الذي يستطيع النطق به.

إذا لم يكن طفلك قادرًا على الحديث بوضوح أو النطق بأي شيء بعد علمه لغة الإشارة عندما يرغب في قول بعض العبارات مثل: أرغب بـ، والمزيد، وشرب، وألم، وإرهاق وتعب.

4. اترك الطفل يتخذ القرارات

مكّن طفلك من اتخاذ القرار فهي طريقة فعالة للحد من نوبات الغضب عند الطفل، فلا تجعل إجابتك كلا على كل ما يطلبه، فلكي يشعر الطفل الصغير بأنه لديه قدرة على السيطرة على الأمور عليك أن تتركه ليتخذ قرارته بنفسه ويختار ما يُحبه ويرغب به.

تستطيع فعل ذلك مثلًا عبر استخدام أسلوب السؤال في تخييره كما الآتي:

• هل ترغب بارتداء البنطال الأزرق أم الأحمر؟
• هل ترغب بتناول الموز أم الفراولة؟
• هل ترغب بقراءة كتاب أم ببناء برج من مكعبات الليجو؟

5. لا تبخل عليه بالمديح

للحد من نوبات الغضب عند الطفل يجب عليك مدحه عندما يقوم بسلوك جيد، مثلًا أعطي طفلك كامل انتباهك عندما يتصرف بتهذيب، أو قم بضم طفلك وتقبيله، أو أخبره كم أنت فخور به بشكل متكرر عندما يقوم باتباع نصائحك وإرشاداتك.

6. ابتعد عما قد يُسبب غضبه

تجنب المواقف التي قد تُثير غضبه وتُحفز حدوث نوبة الغضب، فمثلًا:

• إذا كنت في متجر الألعاب تجنب المرور في قسم الألعاب المخصصة لمن هم أكبر منه سنًا والتي غالبًا لن يستطيع فهمها في سنه الصغيرة أو التعامل معها.
• إذا كان طفلك يضجر بسرعة في المطاعم اختر تلك التي تتميز بأنها سريعة في خدمة الزبائن ولن تجعلك تنتظر وهكذا.

كيفية التعامل مع نوبات الغضب عند الطفل حال حدوثها

بالعادة إن أفضل طريقة للتعامل مع نوبة غضب الطفل تكون باتباع أحد الأساليب الآتية:

• تجاهل وحافظ على هدوئك وكأن شيئًا لم يكن.
• شتت انتباه طفلك عبر إعطائه لعبة أخرى أو تغيير المكان إن كنت في الخارج.
• اترك الغرفة التي فيها الطفل لدقيقة فقط قبل العودة إليها.
• قم بحمل الطفل إلى أن يهدأ إذا بدأ طفلك بضرب شخص ما.

عندما يهدأ طفلك أخيرًا اطلب منه وبكل هدوء ولطف أن يقوم في المرة القادمة بإخبارك برغباته بالكلمات بدلًا من الصراخ والغضب والبكاء، وعده أنك سوف تستمع إليه.

ماذا إذا أصبح سلوك طفلي عدوانيًا بشكل حاد وخطير؟

إذا تصاعدت وتيرة نوبات الغضب عند الطفل، وتحولت إلى حالة أكثر عدوانية حاول التحكم بطفلك وإخراجه من الموقف في الحال، وذلك عبر القيام بالخطوات الآتية:

1. خصص مكانًا مملًا يجلس فيه الطفل ريثما يهدأ، مثل: كرسي في زاوية مملة من المنزل، واجعله يجلس بشكل إلزامي دقيقة كاملة، وقم بزيادة المدة دقيقة مقابل كل سنة من عمر الطفل، للحصول على المدة الأمثل لتهذيبه بهذه الطريقة.
2. قم بإعادته للمكان إذا بدأ طفلك بالتململ وحاول النهوض من مكانه، ولا تُجيب على أي شيء يقوله الطفل حتى انقضاء الفترة التي خصصتها لإجلاسه في تلك الزاوية.

كما عليك أن تكون قادرًا على تمييز متى يجب إنهاء فترة جلوسه في الزاوية؟ فعندما تشعر أن طفلك قد هدأ وناقشه بالمنطق، وأخبره أن سلوكه لم يكن مهذبًا، ثم عد لممارسة باقي مهامك وبشكل طبيعي.

هنا عليك أن تنتبه إن الاستخدام المبالغ فيه لهذه الاستراتيجية قد يجعلها لا تُجدي نفعًا مع طفلك.

متى تنتهي نوبات الغضب عند الطفل؟

بالعادة تقل نوبات الغضب مع بلوغ الطفل 3 سنوات، لكن عليك الانتباه إلى أن الأمر قد يتطلب تدخل مُختص إذا كان طفلك:

• يميل لإيذاء الآخرين أو نفسه أثناء نوبات غضبه.
• يحبس أنفاسه أو حتى يُصاب بالإغماء.