معدل النجاة من السرطان: ماذا يعني بالنسبة لتوقعات سير المرض لديك
تعرف على ما يمكن لمعدل النجاة أن يخبرك به وما لا يمكن أن يخبرك به؛ حيث يمكن أن يساعدك ذلك على فهم إحصائيات النجاة من السرطان بصورة أفضل.
يسأل العديد من الأشخاص، في بادئ الأمر، عندما يتم تشخيص إصابتهم بالسرطان عن توقعات سير المرض. وقد يرغب المريض في معرفة ما إذا كان من السهل نسبيًا علاج هذا السرطان أم أنه صعب الشفاء. ولكن لا يمكن للطبيب أن يتنبأ بالمستقبل، إلا أنه قد يبدي تقديرًا حسب تجارب الأشخاص الآخرين مع نوع السرطان ذاته.
يعود القرار للمريض إذا كان يرغب في معرفة معدلات النجاة المتعلقة بالسرطان لديه، قد تكون الأرقام محيرة ومخيفة.
ما معدل النجاة من السرطان؟
يعلم المريض، من خلال معدلات النجاة من السرطان أو إحصائيات النجاة، النسبة المئوية من الأشخاص الذين نجوا من نوع معين من السرطان خلال فترة محددة من الزمن. وغالبًا ما يُستخدم إجمالي معدل النجاة لمدة خمسة أعوام في إحصائيات السرطان.
على سبيل المثال، فإن إجمالي معدل النجاة لمدة خمسة أعوام لسرطان المثانة يبلغ 78%. وهذا يعني أن من بين جميع الأشخاص، الذين أصيبوا بسرطان المثانة، يعيش 78 شخصًا من كل 100 شخص خمسة أعوام بعد التشخيص. وفي المقابل، يموت 22 شخصًا من كل 100 شخص خلال خمسة أعوام من تشخيص إصابتهم بسرطان المثانة.
تعتمد معدلات النجاة من السرطان على الأبحاث المبنية على المعلومات التي تم تجميعها عن مئات آلاف الأشخاص الذين يعانون من نوع معين من السرطان. ويتضمن إجمالي معدل النجاة الأشخاص من جميع الأعمار والحالات الصحية ممن تم تشخيصهم بالسرطان الذي يعاني منه المريض، ويشمل ذلك أولئك الذين تم تشخيص إصابتهم مبكرًا جدًا والآخرين الذين تم تشخيص إصابتهم متأخرًا جدًا.
قد يكون الطبيب قادرًا على إعطاء المريض إحصائيات محددة حسب مرحلة السرطان لديه. على سبيل المثال، فإن 52% أو ما يقرب من نصف الأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بالمرحلة المبكرة من سرطان الرئة يعيشون خمسة أعوام على الأقل بعد التشخيص. بينما يبلغ معدل النجاة لمدة خمسة أعوام نسبة 4% بالنسبة للأشخاص الذين تم تشخيص إصابتهم بمرحلة متأخرة من سرطان الرئة الذي انتشر (انتقل) إلى مناطق أخرى من الجسم.
لا يحدد إجمالي معدلات النجاة ما إذا كان الناجون من السرطان استمروا على تلقي العلاج في الأعوام الخمسة أو ما إذا كانوا قد أتموا شفاءهم من السرطان (بلغوا مرحلة السكون). وتوجد أنواع أخرى من معدلات النجاة، والتي بدورها توفر للمريض مزيدًا من المعلومات المحددة، ومن أمثلتها ما يلي:
- معدل النجاة مع الشفاء من المرض: يمثل هذا المعدل عدد الأشخاص الذين كانوا يعانون من السرطان ووصلوا إلى مرحلة السكون، وهو ما يعني أنه لم يعد هناك أي أثر للسرطان في أجسامهم.
- معدل النجاة دون تفاقم المرض: يمثل هذا المعدل عدد الأشخاص الذين لا يزالون يعانون من السرطان ولكن لا يتفاقم المرض لديهم. وتشمل هذه الفئة الأشخاص الذين حققوا بعض النجاح من خلال العلاج ولكن لم يختفِ السرطان لديهم بالكامل.
غالبًا ما يُستخدم معدل النجاة لمدة خمسة أعوام في معدلات النجاة من السرطان. ولكن هذا لا يمنع عودة السرطان مرة أخرى بعد خمسة أعوام؛ حيث يمكن لأنواع معينة من السرطان أن تعود بعد التشخيص الأول لها وعلاجها بعدة أعوام. وبالنسبة لبعض أنواع السرطان، تصبح احتمالية عودتها ضئيلة للغاية إذا لم يتكرر حدوثها بعد خمسة أعوام من التشخيص الأولي. لذلك، ناقش مخاطر عودة السرطان مع الطبيب.
كيف يتم استخدام معدلات النجاة من السرطان؟
قد يستخدم المريض والطبيب إحصائيات النجاة من أجل:
- التعرف على سير المرض: يمكن للمريض وطبيبه الوصول إلى قدر أكبر من المعرفة عن توقعات سير المرض واحتمالية علاج السرطان من خلال تجارب الآخرين الذين يعانون من حالة المريض ذاتها. وتتضمن العوامل الأخرى العمر والصحة العامة. قد يستخدم الطبيب هذه العوامل للمساعدة في فهم مدى خطورة حالة المريض.
وضع خطة علاجية: يمكن أن توضح الإحصائيات أيضًا كيف كانت الاستجابة العلاجية لهؤلاء الأشخاص الذين يعانون من نوع ومرحلة السرطان ذاتها التي يعاني منها المريض. ويمكن استخدام هذه المعلومات جنبًا إلى جنب مع هدف المريض من العلاج لعمل موازنة بين الإيجابيات والسلبيات لكل خيار علاجي.
على سبيل المثال، إذا كان هناك علاجان تتماثل فرصتهما في تحقيق مرحلة السكون، ولكن يزيد أحدهما عن الآخر في عدد الآثار الجانبية، فقد يفضل المريض الخيار ذا الآثار الجانبية الأقل.
ومثال آخر على ذلك، قد يقدم العلاج للمريض فرصة للشفاء ولكن بمعدل شخص واحد أو شخصين فحسب من كل 100 شخص. فيرى بعض الأشخاص أن هذه الاحتمالات واعدة بما يكفي لتحمل الآثار الجانبية. بينما يرى آخرون أن فرصة الشفاء لا تستحق المعاناة من الآثار الجانبية للعلاج.
يمكن للطبيب مساعدة المريض في فهم فوائد ومخاطر كل طريقة من طرق العلاج.
ما الذي لا يمكن لمعدلات النجاة من السرطان أن تخبر به المريض؟
قد تكون إحصائيات النجاة من السرطان محبطة. ويمكن أن يكون معدل النجاة للأشخاص الذين يعانون من نوع معين من السرطان مستندًا إلى حالات الآلاف من الأشخاص. لذا، قد تمنح معدلات النجاة من السرطان للمريض فكرة عامة عن وضع معظم الأشخاص في مثل حالته، إلا أنها لا يمكن أن تحدد الاحتمالات الفردية للشفاء أو السكون. لهذا السبب، يتجاهل بعض الأشخاص إحصائيات معدل النجاة من السرطان.
لا تأخذ إحصائيات النجاة بعين الاعتبار الحالات المرضية الأخرى التي يعاني منها المريض. فإذا كانت صحة المريض ممتازة، فمن المرجح أن تكون لديه فرصة أكبر للنجاة عما تقترحه الإحصائيات.
أما إذا كان يعاني من حالات مرضية خطيرة للغاية، فقد لا تكون أمامه فرصة النجاة التي تشير إليها الإحصائيات. ويمكن للطبيب أن يكون قادرًا على المساعدة في تعديل الإحصائيات بالنسبة لحالة المريض الفردية.
تتأثر معدلات النجاة بقيود أخرى. على سبيل المثال، لا يمكن لهذه المعدلات:
- تزويد المريض بمعلومات حول أحدث طرق العلاج: إن الأشخاص المدرجين في أحدث إحصائيات السرطان تم تشخيص إصابتهم منذ أكثر من خمسة أعوام مضت. ولن تنعكس آثار أي من الاكتشافات العلاجية الأخيرة على إحصائيات النجاة لمدة خمسة أعوام على الأقل.
- إخبار المريض بالعلاج الذي يجب اختياره: يرجع هذا الأمر إلى المريض والطبيب؛ حيث يفضل بعض الأشخاص اختيار العلاج الذي ينطوي على أفضل فرصة لتحقيق السكون. ولكن ينظر أشخاص آخرون عند اتخاذ مثل هذا القرار إلى عوامل أخرى مثل الآثار الجانبية والتكلفة ومواعيد العلاج.
فهم الأرقام
عادة تكون معدلات النجاة في صيغة نسب مئوية. على سبيل المثال، يبلغ معدل النجاة لمدة خمسة أعوام للورم الليمفاوي من غير نوع هودجكين 68%.
قد يجد المريض أنه من الأسهل فهم الأعداد إذا كانت ممثلة على الأشخاص. فعلى سبيل المثال يمكن توضيح معدل النجاة من الورم الليمفاوي من غير نوع هودجكين بالصيغة التالية: يعيش 68 شخصًا من كل 100 شخص تم تشخيصه بالورم الليمفاوي من غير نوع هودجكين لمدة خمسة أعوام على الأقل بعد التشخيص. وفي المقابل، يموت 32 شخصًا خلال خمسة أعوام من تشخيص إصابتهم بالورم الليمفاوي من غير نوع هودجكين.
إذا أخبر الطبيب المريض بشأن الإحصائيات ولم يستوعبها الأخير، فيجب أن يطلب منه أن يفسرها له بالطريقة التي يفهمها. ويمكن للمريض أن يطرح أسئلة على الطبيب إذا كان بحاجة إلى مزيد من المعلومات.
يعود أمر تفسير الأرقام إلى المريض والطبيب. فقد ينظر المريض إلى معدل النجاة البالغ 68% بشكل إيجابي، أو قد يفزعه هذا حينما يفكر بشأن مستقبله. ويمكن للطبيب أن يساعد المريض على وضع الإحصائيات في محلها الطبيعي وفهم حالته الفردية.
يمكن للمريض أن يختار تجاهل معدلات النجاة من السرطان
حينئذ يعود القرار له فيما إذا كان يرغب في معرفة معدلات النجاة المرتبطة بنوع ومرحلة السرطان الذي يعاني منه أم لا. ونظرًا لأن معدلات النجاة لا يمكنها أن تخبر المريض بشأن حالته، فإنه قد يجد أن هذه الإحصائيات غير قابلة للتطبيق على الحالة الفردية وغير مفيدة، بينما يرغب بعض الأشخاص في معرفة كل شيء ممكن عن السرطان الذي يعانون منه. لهذا السبب، قد يختار المريض معرفة جميع الإحصائيات ذات الصلة.
كلما زادت معرفة المريض بشأن نوع السرطان الذي يعاني منه ودرجته ومرحلته، اقترب أكثر من إمكانية توقع المخاطر التي هو بصددها. فإذا كان يعاني من سرطان موضعي أو يستخدم إحصائيات تتضمن عددًا أكبر من الأشخاص الذين لديهم سرطان انتشاري، فقد لا تنطبق هذه البيانات على حالته.
ويمكن لمعرفة المريض الواسعة عن نوع السرطان الذي يعاني منه أن تخفف من حدة قلقه وهو يحلل الخيارات ويبدأ في العلاج، إلا أن إحصائيات النجاة قد تسبب الحيرة والخوف. يجب أن يخبر المريض طبيبه إذا كان يفضل عدم الاهتمام بهذه الأرقام؛ حيث يفضل بعض الأشخاص معرفة “الصورة الإجمالية” بدلاً من الإحصائيات التفصيلية. وعلى المريض أن يخبر طبيبه بالمنظور الذي يفضل أن يحصل به على المعلومات. إذا كانت لدى المريض أي أسئلة أو مخاوف بشأن الإحصائيات المرتبطة بنوع السرطان الذي يعاني منه، فعليه بالتحدث إلى الطبيب.
المرجع : webteb.com