وفاة الرضيع: الحزن وتجاوزه لحياة جديدة

يمكن أن يؤثر الحزن بقدر كبير على باقي جوانب الحياة، خاصة عندما يكون سبب الحزن هو موت طفل رضيع، فكيف يتعافى الأهل مما حدث؟ وكيف يتجاوزون هذه المحنة؟ اقرأ المقال لتعرف أكثر.

وفاة الرضيع: الحزن وتجاوزه لحياة جديدة

وفاة الرضيع من أصعب الأشياء التي قد تواجه أيًّا من الوالدين، وبالرغم من أنه لا يوجد أي شيء يمكنه أن يزيل مرارة الألم في القلب أو يملأ فراغ الطفل جراء هذا الحادث، قد يفيد تقبل ما حدث ومشاركة مشاعر الحزن مع أناس آخرين ممن عانوا نفس الفاجعة وفقدان عزيز لهم في التخفيف من وطأة الأمر.

كيف أشعر بالاطمئان؟

من الضروري أن تجد تأييداً اجتماعياً بالتعاطف مع مدى الحزن الذي تشعر به. إن تقبل حالة وفاة طفلك – بجانب ضياع آمالك وأحلامك المتعلقة بتحقيق مستقبل طفلك – يُعد جزءاً مهماً من دائرة الحزن الذي تمر به.

من الأمور العلاجية والأكثر راحة غالباً التواصل مع آباءٍ آخرين تعرضوا لوفاة طفلهم الرضيع، من الممكن فعل ذلك من خلال مجموعات الدعم أو المواقع الإلكترونية المفيدة المخصصة للتغلب على حالات الحزن الناتج عن فقدان طفل.

ينبغي عليك التفكير في الحصول على استشارة الاختصاصيين في أي وقت، خصوصاً إذا لم تجد تأييداً لمشاعر الحزن لديك أو لم تشعر بتحسن خلال ستة أشهر.

كيف أستطيع تفسير شعوري لهم؟

الحزن عبارة عن شعور مرهق بدنياً وعاطفياً. قد لا يفهم أصدقاؤك وأحباؤك شدة الحزن الذي تشعر به أو أنك في احتياج إلى الدعم المطلق. وينبغي عليك التركيز على قضاء وقت مع الأصدقاء أو الأحباء الذين يقدمون نوعاً من الفهم والتشجيع اللذين تحتاج لهما.

ولمساعدة الآخرين في فهم ما تتعرض له، قد ترغب في مشاركة معلومات عن وفاة طفلك مع الطبيب أو مجموعة الدعم أو المواقع الإلكترونية المفيدة في هذا الأمر. وبالرغم من ذلك، تجنب الانجرار إلى الأمور التي فيها جدال، فإذا قابلك شخص ما لا يدعم مشاعر الحزن لديك، من الممكن أن تشرح له كيف أن هذا الموقف من الصعب جداً مناقشته معه.

إذا فقدت المرأة حملاً انتظرته طويلاً، أو كان الجنين معرضًا للوفاة رغم الحمل، أو كانت فرصة بقاء الطفل المريض بشدة على قيد الحياة ضئيلة، فمن المرجح أنك سوف تعانين من عبء عاطفي أثقل. وإذا قضى آخرون برأي لا يتوافق مع قرار اتخذتيه، فمن الممكن أن تشعري بالعزلة وأنكِ وحيدة، ولكن يمكن الحصول على الدعم المثالي من خلال مجموعة تتفهم مدى حزنك أو استشاري اختصاصي يتفهم حالتك أيضاً.

أشعر كأني في دوامة، هل هذا طبيعي؟

إن وفاة الطفل أمر صادم، فقد تعاني من الشعور بالغضب أو الذنب، أو من المحتمل أن تتبادر إلى ذهنك أسئلة معذِّبة لا يمكن الإجابة عليها بسهولة، وكل هذه المشاعر أمر عادي، ويرجع الأمر إليك في كيفية مواجهة هذه المشاعر التي تنتابك، وتذكّر أن كل شخص يتكيّف مع حزنه بطرق مختلفة.

بعض الآباء يواسون أنفسهم بعمل شاهد تذكاري لطفلهم، وقد تُقيم جنازة أو تأبيناً أو تقوم بتجميع صور عزيزة لطفلك أو عمل القوالب الجبسية لآثار اليدين أو القدمين لطفلك أو تخزين أحد المتعلقات أو الألعاب المفضلة لطفلك.

خلال محاولتك للتكيف مع مشاعرك، حافظ أيضاً على صحتك البدنية، اتبع نظاماً غذائياً صحياً ومارس نشاطاً بدنياً خلال يومك واقضِ وقتًا مع أصدقائك وأحبائك الداعمين لك.

كيف يمكنني التفكير بمستقبلي؟

قد تجد صعوبة في تحقيق آمالك والاستمتاع بأي جزء من حياتك بعد وفاة طفلك، ولكن تعلم كيفية مواصلة حياتك هو جزءٌ من دائرة مشاعر الحزن وكيفية مواجهتها.

وللمساعدة في مواجهة هذه المشاعر، اطلب المساعدة من آباء آخرين استطاعوا تقبل الأمر ومواصلة حياتهم، وعندما تكون على استعداد لذلك، فمن خلال المشاركة في أنشطة عائلية ومناسبات خاصة يمكن أن تتغلب على مشاعر الوحدة بفضل الدعم والحب الذي تحصل عليه من الآخرين.

اختلاف الحزن بين الزوجين

يمكن أن يمثل الحزن عبئاً ثقيلاً على الحياة الزوجية والعلاقات الحميمة أيضاً، ويمكن أن يكون احتواء رد فعل زوجتك لحالة الحزن أحد أكبر التحديات المتعلقة بمشاعر الحزن التي تواجه الزوجين، وقد يكون من الصعب قبول نمط التكيف الذي تتبعه زوجتك مع هذه الحالة إذا لم يتجاوب مع نمطك لمواجهة الحزن.

على سبيل المثال، ربما تشعر الزوجة بقرب أكثر من الطفل الذي توفى من خلال التحدث عنه كل يوم، ولكن زوجك يتعامل مع الأمر من خلال النظر إلى المستقبل. وإذا لم يتم التعرف على هذه الاختلافات، فقد تتساءل المرأة عن مدى دعم زوجها لها أو حتى مدى اهتمامه بمسألة وفاة الطفل. ورغم ذلك، يجب ألا تؤدي الاختلافات إلى إبعاد الشريكين عن بعضهما البعض، ولتقوية العلاقة بين الزوجين، يجب السعي إلى حل أية اختلافات.

وقد ترغب الزوجة في تقليل أوقات التحدث، بحيث تشجع الزوج إن كان هو أكثر قدرة على التحدث على متابعة الحديث مع الأصدقاء أو مجموعات الدعم المتفهمة للأمر. ومن أجل احترام رغبة الزوج مثلاً في التطلع إلى المستقبل، حدّدي موعداً لجلسة اجتماعية مرة في الأسبوع للاتفاق من خلالها على التركيز على الجوانب السعيدة في حياتكما معاً.

كيف يمكن الوصول إلى حل؟

بمرور الوقت، سوف يتلاشى الحزن، وفي النهاية، سوف يسهل عليك المشاركة في جوانب أخرى من الحياة. سوف تكون السنة الأولى التي تمر على وفاة الطفل والذكريات الأخرى المحرّكة للمشاعر صعبة على النفس، ولكن هذا النوع من الذكريات سوف يسهل تداركه بمرور الوقت.

وإذا شعرت بحزن مستمر – خصوصاً وأنت منعزل عن الناس أو تعاني من صعوبة في متابعة الأنشطة اليومية المعتادة – فاطلب المساعدة من مجموعة للدعم أو استشاري لعلاج حالات الحزن أو مقدم لخدمات الصحة العقلية.

وقد يظل الحزن المحيط بوفاة طفلك باقياً على الدوام، ولكن مع مرور الوقت، من المرجح أن تتكيف مع الحزن الذي يسيطر على قلبك الآن، وتنتقل إلى بدء حياة طبيعية جديدة مع استعادة ذكريات الماضي أيضاً.


من قبل
ويب طب –
الاثنين 22 أيار 2017


آخر تعديل –
الخميس 14 كانون الثاني 2021


المرجع : webteb.com