هل الطب التكميلي يشكل خطرا على الأطفال؟
وجدت دراسة جديدة آثار جانبية كبيرة للعلاجات البديلة التي تعطى للأطفال. هل من الواجب إبلاغ طبيب الأطفال حول علاجات الطب البديل التي يخضع لها طفلكم، ولماذا يجب الانتباه عند اتخاذ قرار بمحاولة علاجات الطب البديل في الأطفال؟
في السنوات الأخيرة، الكثير من الناس يتوجهون لعلاجات الطب البديل والتكميلي. كما وقد يتوجه بعض الأهالي لاستخدام علاجات الطب البديل المختلفة لعلاج المشاكل الطبية التي يعاني منها أطفالهم. الطب البديل والتكميلي يتضمن اعطاء الفيتامينات، النباتات الطبية والحميات الغذائية الخاصة. كثيرا ما يعتقد الأهل أن العلاج “الطبيعي” ليس ضار، وفقط يمكن أن يكون مفيدا.
وجدت دراسة حديثة التي نشرت مؤخرا في دورية Archives of Childhood Diseases أن العديد من الأدوية التكميلية والبديلة يمكن أن يكون لها تأثيرات كبيرة، بل وقاتلة على صحة الأطفال، بما في ذلك الكثير من الآثار الجانبية. في هذه الدراسة، أجرى الأطباء متابعة وتحليل للحالة الصحية للأطفال الذين خضعوا فقط لعلاجات الطب البديل والتكميلي ولم يتلقوا مساعدة من الطب التقليدي.
الطب التكميلي في الأطفال: نتائج الدراسة
في هذه الدراسة ابلغ عن 39 حالة التي شملت آثار جانبية لدى الأطفال الأمريكيين الذين خضعوا لعلاجات الطب التكميلي والبديل. وجدت أيضا أربع حالات وفاة بين الأطفال من جيل سنة واحدة الى 16 سنة، في حين أن أكبر خطر لوحظ بين الرضع الذين خضعوا للحميات الغذائية المقيدة.
المخاطر العالية حتى لوحظت لدى الأطفال الذين عانوا من الأمراض المزمنة الذين تم علاجهم بواسطة أدوية من مجال الطب التكميلي والبديل بدلا من الأدوية التي تعطى من قبل الأطباء من مجال الطب التقليدي. مثال واحد من بين العديد من الحالات التي اكتشفت في الدراسة كشف أن صبي المصاب بالصرع توفي بعد خضوعه للعلاجات البديلة بدلا من أخذ الأدوية المضادة للتشنجات.
من المهم أن يعي الأهل هذه القضية وحقيقة أن هذه العلاجات يمكن أن تسبب لمشاكل صحية، وحتى الموت في الحالات الخطيرة. يفضل استشارة طبيب الأطفال قبل أي تغيير في الأدوية التي يتلقاها الطفل أو تقييد لكمية السوائل أو اتباع حمية غذائية. يوصى بالحرص على ذلك خصوصا لدى الرضع والأطفال الذين يعانون من الأمراض المصاحبة.
يجب على الأهل الانتباه للحالة الصحية لطفلهم وأن يكونوا منتبهين ومستعدين للآثار الجانبية المحتملة بعد تلقي طفلهم لعلاجات الطب التكميلي والبديل. من المهم الموازنة بين الفوائد والمخاطر لكل علاج.
علاجات الطب البديل أم التقليدي؟
وفقا للعديد من الأطباء التقليديين يمكن القيام بعلاجات الطب البديل في الأطفال، ولكن ليس بدلا من العلاج التقليدي وانما بالدمج معه. علاجات الطب البديل، كما يوحي اسمها، هي مصممة لتكملة العلاج الطبي، وليست بديلا عنه. إذا كان طفلكم يعاني من مرض مزمن أو مرض خطير، فلا توقفوا العلاج التقليدي بأي حال من الأحوال من دون مناقشة الأمر مع طبيبكم.
يجب اخبار الطبيب بأي شيء تعطوه لطفلكم. من المهم فحص ما هي الآثار الجانبية المتوقعة، يمكن أيضا فحص الأمر مع المعالج البديل وما شابه ذلك. من المهم اجراء هذه المتابعة للتعامل بشكل أفضل مع المخاطر المرتبطة بهذه العلاجات.
كل شيء عن الطب المتمم والطب البديل
طبيب الأطفال يجب أن يعرف أن طفلكم يتلقى الأدوية التكميلية
التعاون المتبادل هو أمر ضروري. إذا قررتم مع ذلك اختيار علاج الطب التكميلي أو البديل، فمن المهم أيضا الحرص على التواصل مع طبيب الاطفال، من أجل القيام بالمتابعة وفحص الحالة الصحية لطفلكم ومعرفة ما إذا كان هناك تحسن.
علاجات الطب البديل: هل يجب إخبار طبيب الأطفال؟
الكثير من الأهل لا يخبرون مطلقا طبيب العائلة بتلقي طفلهم لعلاجات الطب التكميلي أو البديل لأنهم يخشون من أن الطبيب لا يشجع ذلك، لا يعرف بالمرة العلاج أو أن يعتقد أنه ليس ضروري. على الرغم من أن بعض الأهل يخافون من انتقادات طبيب العائلة حول كيفية رعايتهم لأبنائهم، فالتواصل المنفتح والثقة بطبيب العائلة وحدها فقط تساعد الأطفال.
استخدام المكملات الغذائية
يفضل جدا تفسير النتائج الجديدة للدراسة بحذر شديد، وخاصة فيما يتعلق باستخدام المكملات الغذائية لدى الأطفال. العديد من المكملات الغذائية هي آمنة عند استخدامها تحت التوصية والإشراف من قبل الطبيب المهني مثل طبيب الأطفال. لتجنب أخذ جرعة زائدة، فمن المهم الحرص على ابقاء المكملات الغذائية بعيدا عن متناول يد طفلكم.
من المهم التأكيد على أنه هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات حول هذا الموضوع من أجل التحديد بشكل قاطع سلامة استخدام الطب البديل وتأثيره لدى الأطفال، لأن العلاجات من الطب التقليدي أيضا قد يكون لها آثار جانبية. كذلك، هناك أيضا آثار جانبية نادرة والتي لا يمكن التنبؤ.
قبل البت في اختيار علاجات الطب التقليدي أو الطب البديل لطفلكم من المهم جمع كل المعلومات حول العلاج: القراءة عنه بعمق، فحص المخاطر، الآثار الجانبية المحتملة، وهلم جرا.
المرجع : webteb.com