هل زيوت العلاج العطرية يمكن أن تسممكم؟
تخططون لتلقي تدليك الاسترخاء بواسطة الزيوت العطرية؟ يفضل لكم التفكير مرة أخرى. كشفت دراسة جديدة أن التدليك بالزيوت العطرية يسبب لتكون جزيئات صغيرة جدا(جسيمات – Aerosol) التي يمكن أن تهيج العينين وقنوات الجهاز التنفسي!
العلاج بالزيوت العطرية هي طريقة علاج من مجال الطب البديل الذي يستخدم الزيوت العطرية والزيوت الأساسية المستخرجة من النباتات المختلفة، بما في ذلك النباتات الطبية، لعلاج الجسم والنفس. أنصار طريقة العلاج بالزيوت العطرية يدعون أنها فعاله لعلاج الاضطرابات العضلية، أمراض الجلد، مشاكل الجهاز الهضمي والتوتر النفسي. على سبيل المثال، أظهرت الدراسات أن بعض الزيوت العطرية مثل زيت شجرة الشاي لها تأثيرات المضادات الحيوية (مضادة للبكتيريا)، ولكن لا تزال تنقص أدلة حول تأثيراتها المضادة للفيروسات أو الفطريات.
هل تساعد الزيوت العطرية في علاج المشاكل الطبية؟
المعلومات بشأن فعالية الزيوت العطرية في علاج المشاكل الطبية لا تزال ناقصة، حيث أن واحد من الأسباب الرئيسية لذلك هو عدم وجود دراسات في هذا الموضوع التي تستند الى طرق البحث الصارمة. ومع ذلك، هناك أدلة على أن الزيوت العطرية قد تكون ذات قدرة علاجية. كشفت دراسة جديدة أن الزيوت العطرية قد تضر أكثر مما تنفع. وذلك لأن المستخلصات المستخدمة – في حوض الاستحمام، في التدليك أو في البخور – تتفاعل مع الهواء وتكون جزيئات صغيرة التي تلوثه.
وجدت الدراسة أنه أثناء استخدام الزيوت العطرية بهدف التدليك في صالونات السبا- Spa، فان تركيز الجسيمات الضارة في هواء الغرفة حيث يتم التدليك يصل إلى عشرة أضعاف أكثر من التركيز قبل الاستخدام. وقد أجريت الدراسة في جامعة Chia-Nan للصيدلة والطب في تايوان، ونشرت في دورية علوم الهندسة البيئية- Environmental Engineering Science.
تناولت الدراسة حجم الجسيمات والكمية التي تتكون منها خلال التدليك بهذه الزيوت في صالونات السبا. كما فحص الباحثون الزيوت العطرية وأيضا الزيوت المستخلصة من الأعشاب الطبية الصينية، حيث فحصوها في غرفة بحث مراقبة تحت ظروف اختبار مختلفة. بالإضافة إلى ذلك، أخذ الباحثون عينات من الهواء من منتجعات السبا التي يتم فيها التدليك بواسطة الزيوت العطرية وبعد ذلك قاموا بتحليل محتوى العينات. وجد الباحثون أن الزيوت التي أنتجت أكبر كمية من الجسيمات كانت زيت اللافندر، زيت شجرة الشاي، زيت النعناع، زيت الليمون وزيت الكافور.
ووفقا للباحثين، الزيوت العطرية تحتوي على مواد كيميائية التي تسمى مركبات عضوية متطايرة. هذه المركبات تتفاعل مع الهواء لتشكيل الجسيمات الهوائية (-الهباء الجوي Aerosols) العضوية الثانوية. الهباء الجوي هو سائل الموجود في الهواء على شكل مستعلـق (Suspension)، أي، الكثير من القطرات الصغيرة التي تطفو في الهواء. الجزيئات الصغيرة، أو الهباء الجوي، تسبب لتهيج في العينين وفي قنوات الجهاز التنفسي، ومن المعروف أيضا أنها يمكن أن تسبب الصداع، الغثيان والضرر للكبد والكلى.
فوائد المساج للجسم: دلال وعلاج
التدليك بالزيوت العطرية يمكن أن يحرر لهواء الغرفة جزيئات ضارة
وقد أظهرت دراسات سابقة أن هذه الجسيمات قد تتكون أيضا عند حرق الزيوت العطرية في المنزل أو في المكتب، ولكن ليس بنفس الكمية. كذلك، وجدت دراسات سابقة أن الزيوت العطرية يمكن أن تؤدي الى تفاقم مشاكل التنفس لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض الرئة وكذلك زيادة أعراض الربو.
على ضوء نتائج الدراسة قرر الباحثون انه لا يمكن تجاهل الآثار الضارة للجسيمات التي تنتج من الزيوت العطرية. وذلك خصوصا بالنظر الى أن اليوم الزيوت العطرية هي واحدة من العلاجات التكميلية الأكثر شعبية. ويضيفون أن المنتجعات الصحية التي تقدم مثل هذه العلاجات يجب أن تأخذ بعين الاعتبار شكل المبنى والتهوية فيه، لأن هذه قد تؤثر على مستوى الجسيمات الملوثة في الهواء اثناء التدليك الذي يتم بواسطة الزيوت العطرية.
قد تكون للزيوت العطرية تأثيرات ضارة أخرى. لأنها تحتوي على مستخلصات مكررة بتراكيز عالية، فهذه الزيوت يمكن أن تحدث تهيجا في الجلد عندما لا يتم تخفيفها. كذلك، العديد من الزيوت تحتوي على مواد كيميائية التي تسبب زيادة حساسية الجلد عند استخدامها لفترة طويلة. أي انه بعد عدد من مرات الاستخدام تظهر ردود فعل الجلد التي لم تظهر من قبل، وربما تكون هناك ردود فعل في بقية الجسم.
خطر آخر يكمن في أصل النباتات. إذا كانت النباتات التي تستخلص منها الزيوت هي نباتات التي تنمو في الحقول والدفيئات الزراعية، فقد تحتوي الزيوت النباتية على مخلفات المبيدات الحشرية التي تم رش النباتات بها. بالإضافة إلى ذلك، هناك بعض الحيوانات الأليفة التي قد تكون الزيوت العطرية سامة بالنسبة لها، خصوصا القطط.
وتجدر الإشارة إلى أنه على الرغم من الشعبية التي تتمتع بها علاجات الزيوت العطرية، فهناك الكثير من الناس الذين يعارضونها. ويدعي المشككون أن الآثار المفيدة للزيوت العطرية هي في الواقع بسبب تأثير الدواء الوهمي – أي أن الأشخاص الذين يخضعون للعلاج بالزيوت العطرية يقنعون أنفسهم بأنهم يشعرون باسترخاء وهدوء أكثر وبالتالي فإنهم يعتقدون أن العلاج مفيد. كذلك، يرى المعارضون أن هناك أدلة علمية قليلة جدا على فعالية الزيوت العطرية في علاج الألم، الإصابات وتقوية جهاز المناعة.
المرجع : webteb.com