قصة واقعية حول تشخيص اصابة بمرض الزهايمر
اليكم قصة الطبيب جو ومعاناته مع اصابة زوجته بالزهايمر وكيف اكتشف المشكلة وتداركها، وكيف تعامل مع ذلك وتقبله:
بعد فترةٍ وجيزةٍ من تقاعده عام 1990، وجد الطبيب جو ماكشين أنَ مرض الزهايمر قد تطور لدى زوجته إثنا. اعتنى جو بإثنا لمدة ست سنواتٍ، إلى أن سقطت وأدخلت إلى مستشفى وايذينشو في مانشستر.
علامات التحذير
يصف جو التغييرات التي رآها في إثنا قبل أن يتم تشخيصها بمرض الزهايمر. “لاحظتُ التغييرات قبل سنتين أو ثلاث من تشخيصها بمرض الزهايمر، إلاَ أنَه من الصعب جداً تحديد الوقت بدقة، لأن الزهايمر يبدأ بصورةٍ خفيةٍ جداً. وهناك تغييراتٌ صغيرةٌ هُنا وهناك.
“في إحدى المناسبات، جلبت إبنتي صديقةً إلى المنزل، وبدأت إثنا بالدردشة معها. وبعد مرور 10 دقائق، كرَرت إثنا نفس الأسئلة بالضبط. وفي وقتٍ لاحقٍ، قالت ابنتي لي: يا أبي، هل سمِعت أمي؟ هل تعتقد أنها مًصابةٌ بمرض الزهايمر؟ وكانت هذه أول إشارةً حقيقية لهذا المرض.
” ثم في عام 1990، تمت خطوبة ابنتنا. ولكن لدهشتي، لم تكن إثنا مُهتمَةً كما ستكون عادةً. فعادةً، ترغب إثنا أن تعتني بنفسها جداً بخصوص الفساتين واتخاذ الترتيبات. لقد أصبحت سلبيةً جداً. لكن على أية حال، حدث الزفاف وتقاعدنا بعد فترةٍ وجيزةٍ.
“لاحظت بعد ذلك أنها بدأت تًصبح غير متأكدةً من نفسها وأنًها تقول، هل وضعت الغسيل؟ أو هل ستصنع الغداء؟ وفي ملعبٍ الجولف، لاحظت أنها كانت تنسى نتيجتها وتتساءل حول النادي الذي تستخدمه.
“وأخيراً، ذهبتُ لرؤية زميلٍ لي وقُلت له أنَ هناك شيئاً خاطئاً. ورتب لها موعداً لرؤية طبيب الأمراض العصبية في 6 أبريل 1990. وفي الممر، قال لي أنَ إثنا مريضةٌ بالزهايمر. وهي لم تكن قد بلغت 60 سنةً.”
اقرأ المزيد حول الزهايمر
التعامل كمقدم رعاية للمًصابةِ بالخرف
“بعد التشخيص، بقينا في المنزل، وأعتقد أنَني أفرطت بحماية بإثنا، فلم أدعها تخرج من المنزل لوحدها أبداً. وكان الأمر على ما يُرام لمدة أربع سنوات. عشنا حياةً لطيفةً جداً. ومن ثم وفي حوالي عام 1994، اقترح عليَ زميلي، وهو أخصائي في علم نفس الشيخوخة، أنه يجب إدخال إثنا يوماً في المستشفى، حتى أتمكن من أخذ راحةٍ قصيرةٍ. وتلك هي الطريقة التي كانت تُدَبر بها الحالة في ذلك الحين– دعم عائلة المريض ومُقدمي الرعاية.”
“سار الأمر على ما يرام لمدة عامين، إلا أنًه في عام 1996 بدأت إثنا بالمشي ببطءٍ أكثر، الأمر الذي كنا نعرف بأنه شائعٌ في مرض الزهايمر. وكانت هناك أيضاً أوقاتٌ لم تشعر إثنا فيها جيداً. وفي إحدى الأيام في أواخر أيلول، كنت أساعدها على الدخول إلى الاستحمام. وتركتها تأخذ بعض المناشف الجديدة، فانهارت في ألم شديد.”
“كان عليها أن تدخل المستشفى، حيث أظهرت التحقيقات أنَ العمود الفقري السفلي لديها قد انهار نتيجةً لهشاشة العظام. ولم تمشي منذ ذلك الوقت. وبعد أن تم تقييمها، قيل لي بأنها تحتاج إلى رعايةٍ تمريضيةٍ كاملةٍ وأنه لا يُمكن تدبير حالتها في المنزل، ولذلك قبلت بعرض الاستشاري للاعتناء بها في المستشفى.”
نصيحة جو
“من وجهة نظر مقدم الرعاية، يجتاز مُقدم الرعاية عدة مراحل. تبدأ المرحلة الأولى قبل التشخيص. وهي محرجة للغاية. فهي وقتٌ صعبٌ للشخص المُصاب بالمرض ولأحبائه الذين يعتنون به، فضلاً عن المختصين. لا يُعتبر التشخيص أمراً سهلاً، ويتطلب مهارةً وخبرةً كبيرتين. ولكن إذا كُنت قلقاً بشأن الوضع، فلا تُؤجل اكتشاف ما يحدث. واطلب تقصياً كاملاً للحالة.
” ومن ثم هناك مرحلة ما بعد التشخيص. من المُهم أن نتذكر أن هذا التشخيص ليس كارثياً. اعتقدت أنه كان كذلك في البداية، ولكنه لم يكن كذلك. لا يُصبح الشخص المريض بالزهايمر شخصاً مختلفاً في ليلةٍ وضحاها. بل يحدث هذا الأمر تدريجياً، وينبغي تشجيع الأشخاص على أن يعيشوا حياةً طبيعيةً ومُثمرةً قدر الإمكان، مهما كانت تعني الحياة الطبيعية! وليس مجرد الجلوس وعدم القيام بأي شيء.
” أنا متطوعٌ في فرع مانشستر من جمعية الزهايمر. التحقت بها عام 1994 وساعدت في إدارة مجموعات دعم مقدمي الرعاية. مقدمو الرعاية لوحدهم غالباً، ويمنحُهم الذهاب إلى مجموعة الدعم فرصةً للقاء ببعضهم البعض والإفراج عن مشاعرهم. كما يُمكنهم أيضاً جلبُ أحبائهم بقُربهم. ونقضي أيضاً بعض الأيام في الخارج. يُعتبر إبعاد مقدمو الرعاية عن العُزلة أمراً ضرورياً جداً، لأنهم يميلون إلى أن يُصبحوا معزولين. وانطلاقاً من تجربتي الخاصة، يميل الشخص للاحتفاظ بالأمر لنفسه.
” أودُ أن أقولَ أنَ إحدى أفضل الأشياء التي يُمكن أن يقوم بها مقدمو الرعاية الانضمام لمجموعات دعم مقدمي الرعاية. للإلتقاء بمقدمي الرعاية الآخرين، وتبادل الخبرات ودعم بعضهم البعض. وبالإمكان تعلم الكثير.”
المرجع : webteb.com