تنظيم الأسرة: حقائق حول المباعدة بين فترات الحمل
تعد المباعدة بين فترات الحمل جزءاً أساسياً من تنظيم الأسرة، حاولي فهم أهمية المباعدة بين فترات الحمل والعوامل التي ينبغي مراعاتها قبل التفكير في الحمل مرة أخرى.
هل تفكرين في إنجاب طفل آخر؟ يمكن للمباعدة بين فترات الحمل أن يؤثر سلباً على تقارب المراحل العمرية لأطفالك، وقد يكون لها تأثير أيضاً على صحتك وصحة طفلك. تعرفي على ما تحتاجين إليه من معلومات حول تنظيم الأسرة وتحديد مواعيد الحمل.
أهمية تنظيم الأسرة
سواء أكنت تفكرين في إنجاب أطفال للمرة الأولى أو سبق لك الإنجاب بالفعل، من المهم التفكير في تنظيم الأسرة وأهداف الإنجاب. إن معرفة ما إذا كنت ترغبين أو لا ترغبين في إنجاب أطفال في السنوات القليلة التالية يمكن أن يساعدك وزوجك على الاستعداد للحمل أو اختيار وسائل منع الحمل المناسبة لك.
بعد ولادة الطفل الأول، يأخذ تنظيم الأسرة معنىً جديداً، فإنجاب طفل آخر سيؤدي إلى تغيير حياة الأسرة كلها. فهل أنت وزوجك مستعدان لرعاية مولود جديد مرة أخرى؟ وما رد فعل الطفل الآخر أو الأطفال الآخرين حيال مشاركة اهتمامك من قِبل طفل آخر؟
من المهم التفكير في تنظيم مواعيد الحمل. رغم أنه قد يكون لك ولزوجك تفضيلات معينة بخصوص فارق السن بين الأطفال الذي ترغبون به، تفيد بعض الأبحاث أن المباعدة بين فترات الحمل بشكل متقارب جداً أو بشكل بعيد جداً قد يؤدي إلى حدوث مخاطر صحية على الأم والطفل في آن واحد.
خطورة الفاصل الزمني القصير
تفيد الأبحاث القليلة التي أجريت أن حدوث حمل في غضون فترة 12 شهراً بعد الإنجاب يكون مصحوباً بمخاطر متزايدة تتمثل في:
- انفصال المشيمة عن الجدار الداخلي للرحم قبل الولادة (انفكاك المشيمة) إما بشكل كامل أو جزئي.
- التصاق المشيمة بالجزء السفلي من جدار الرحم، مما يؤدي إلى تغطية عنق الرحم (انزياح المشيمة) بشكل جزئي أو كلي، لدى النساء اللاتي سبق لهن الإنجاب للمرة الأولى عن طريق الولادة القيصرية.
- إصابة الأطفال المولودين في المرة الثانية بالتوحد.
تفيد الأبحاث أيضاً وجود مخاطر متزايدة من حدوث تمزق الرحم لدى النساء اللاتي حاولن الولادة الطبيعية بعد القيصرية (VBAC) بعد مرور أقل من 18 شهراً من الولادة السابقة.
إضافة إلى ذلك، حدوث حمل في غضون فترة 18 شهراً بعد الإنجاب يكون مصحوباً بمخاطر متزايدة تتمثل في:
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- حجم صغير للطفل في مثل هذا العمر الحملي.
- الولادة المبكرة.
يعتقد بعض الخبراء أن تقارب المدة بشكل كبير بين مرات الحمل لا يعطي الأم فترة كافية للتعافي من الإجهاد البدني الذي تعاني منه بسبب الحمل الأول قبل الانتقال إلى الحمل التالي. على سبيل المثال، يمكن للحمل والرضاعة الطبيعية أن يستنفدا مخزون الجسم لديكِ من العناصر الغذائية الأساسية، مثل الحديد والفولات، فإذا أصبحتِ حاملاً قبل تعويض هذا المخزون، فقد يؤثر على صحتك أو على صحة طفلك. وقد يكون لالتهاب الجهاز التناسلي الذي يحدث خلال فترة الحمل ولا يلتئم بشكل كامل قبل حدوث الحمل التالي دور مؤثر كذلك.
ومع ذلك، فمن المحتمل أن تكون عوامل الخطورة السلوكية، مثل عدم التوفيق في استغلال خدمات الرعاية الصحية، وحالات الحمل غير المتوقع والضغط النفسي ونقص الخدمات الاجتماعية والاقتصادية، أكثر شيوعاً لدى النساء اللاتي تتقارب المدة جداً عندهن بين مرات الحمل. وقد تفسر عوامل الخطورة هذه؛ بدلاً من الفاصل الزمني القصير في حد ذاته؛ العلاقة بين فترات المباعدة القصيرة جدًا بين مرات الحمل وبين المشكلات الصحية التي تعاني منها الأمهات والأطفال.
الفاصل الزمني الطويل
تفيد الأبحاث أن الفواصل الزمنية الطويلة بين مرات الحمل تؤدي أيضاً إلى حدوث مشكلات للأمهات والأطفال، فحدوث حمل بعد مرور خمس سنوات أو أكثر من الإنجاب قد يكون مصحوباً بمخاطر متزايدة تتمثل في:
- ارتفاع ضغط الدم وزيادة نسبة البروتين في البول بعد مرور 20 أسبوعًا من الحمل (مرحلة ما قبل تسمم الحمل).
- الولادة المبكرة.
- انخفاض الوزن عند الولادة.
- حجم صغير للطفل في مثل هذا العمر الحملي.
ليس من الواضح ما سبب ارتباط الفترات الفاصلة الطويلة بين مرات الحمل بالمشكلات الصحية التي تحدث للأمهات والأطفال، ويعتقد بعض الخبراء أن الحمل يُحسّن من قدرة الرحم على تعزيز نمو الجنين ودعمه، ولكن بمرور الوقت تتلاشى هذه التغيرات الجسدية المفيدة. ويحتمل أيضاً أن العوامل التي لم يتم قياسها، مثل الأمراض التي تتعرض لها الأم، قد تلعب دوراً أيضاً.
الفاصل الزمني المثالي
للحد من خطورة حدوث مضاعفات الحمل أو غيرها من المشكلات الصحية، تقترح الأبحاث القليلة التي أجريت ضرورة الانتظار فترة لا تقل عن 18 – 24 شهراً ولا تزيد عن خمس سنوات بعد الإنجاب قبل محاولة الحمل مرة أخرى، ومع ذلك، لا تزال الحاجة ماسة إلى إجراء مزيد من الأبحاث لتحديد ما إذا كانت آثار المباعدة بين مرات الحمل على صحة الأم والجنين تختلف بين الدول المتقدمة والدول النامية أم لا.
إن اختيار توقيت إنجاب طفل آخر هو محض قرار شخصي، عند التخطيط للحمل التالي، قد تراعين أنت وزوجك عدداً من العوامل بالإضافة إلى المخاطر والفوائد الصحية، ومن هذه العوامل صحتك وعمرك وخصوبتك وعدد الأطفال الموجودين بالفعل، وعدد الأطفال الذين تأملين إنجابهم، والقدرة على الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية ودعم تربية الأطفال والظروف الاجتماعية والاقتصادية.
حتى تصلي إلى قرار بشأن التوقيت المناسب لإنجاب طفل آخر، تأكدي من استخدام وسيلة موثوق بها لتحديد النسل؛ حتى لو كنتِ ترضعين طفلك الرضاعة الطبيعية، وبمجرد شعورك بالاستعداد للحمل مرة أخرى، اطلبي استشارة مقدمة الرعاية الصحية.
تأثير الفاصل الزمني
يعد كل طفل؛ وكل أسرة؛ حالة مستقلة بذاتها. ومع ذلك، تفيد الأبحاث أن فترات المباعدة القصيرة جداً بين فترات الحمل قد تؤثر على الأطفال. على سبيل المثال، قد يعاني الأطفال الذين تبلغ أعمارهم أقل من سنتين من المزيد من الصراعات مقارنة بالأطفال الذين تبلغ أعمارهم أكثر من سنتين حتى حدوث حمل آخر، وقد تعني المباعدة بين الأشقاء أكثر من سنتين أيضاً حصول الأطفال الأكبر سناً على درجات أفضل في القراءة والرياضيات، وقد يكون هذا نتيجة لقضاء الوالدين مزيداً من الوقت مع الأطفال الكبار قبل إنجاب طفل جديد.
معلومات إضافية
لا يوجد وقت مثالي لإنجاب طفل آخر، ولا يمكنك دائماً التحكم في موعد حدوث حمل، حتى مع التخطيط بعناية. ومع ذلك، قد يساعدك فهم المخاطر والفوائد المصاحبة لقصر الفترات الزمنية الفاصلة جداً بين مرات الحمل أو طولها أيضاً جداً على اتخاذ قرار مستنير بشأن التفكير في إنجاب مزيد من الأطفال.
المرجع : webteb.com