علقنا بأسباب الوزير ولم نجد – الشاعر البحتري
عَلِقنا بأسبابِ الوَزِيرِ، وَلمْ نَجِدْ
لنَا صَدَراً، دونَ الوَزِيرِ، وَلا وِرْدَا
جرى فحوى سبق المجدين وادعاً
وأعطى فما أعطى قليلاً ولا أكدى
ولم يبد أفضالا على متطلب
فواضله إلا عاد الذي أبدا
طَوِيلُ اليَدَيْنِ، مَا تُعَدِّدُ وَائِلٌ
أباً كأبيهِ في الفَعَالِ، وَلا جَدّا
إذا شادَ شَيْبَانَ بنَ ثَعْلَبَةَ ارْتضَتْ
رِئاسَةُ عالي البيت يَفرَعُها مَجْدا
رَعَيْنَا بهِ السّعدانَ إذْ رَطِبَ الثْرَى
لَنَا، وَوَرَدْنا مِنْ نَدى كفّه صَدّا
وَما الغَيثُ مُنْهَلاًّ، تَوَالى عِهَادُهُ،
بأرْوَحَ مِنْهُ بالسّماحِ، وَلا أغْدَى
لكَ الخُيرُ مِنْ مُستَبطىءٍ في تأخّرِي،
تَرَى أنّني آثَرْتُ هِجْرانهُ عَمْدا
مَتى كُنتَ يا خَيرَ الأخِلاّءِ عائِداً
بلَوْمٍ، على إلا تَراني، فلُم سُعدَا
وَما أصْطَفي لَوْنَ الحِدادِ، وَلا أرَى
لعَينيَ حَظّاً في الرّمادِ، إذا اسوَدّا
لَئِنْ كُنْتَ نُوراً ساطِعاً، فطَرِيقُنا
آلَيْكَ عَلى ظَلْماءَ داجِيَةٍ جِدّا
وَلَوْ أنْجَحَتْ بَغدادُ مَوْعدَ وَاسطٍ،
لمَا عدِمتْ منتي على نُجحِها حَمدَا
وَما خِلتُكَ ابنَ الأنجُمِ الزُّهْر سائراً
وَتَارِكَ نُعمَاكَ التي شُهِرَتْ عَدّا
أُعيذُكَ أنْ يَعتَدّكَ القَوْمُ أُسْوَةً
إذا عَزَمُوا في إثْرِ مسألة رَدّا
وَما كانَ ما سَيّرْتُ فيكَ نَسيئَةً،
فلِم لا يكونُ البَذْلُ في عَقبِهِ نَقْدا