تَنافُسُ الأَشِقَّاء: مساعدة أبنائك على الانسجام معاً

يمكن أن يكون الاستماع إلى الأطفال المتشاجرين معاً أمراً محبطاً. وفيما يلي كيفية تقليل النزاعات بين الأطفال.

تَنافُسُ الأَشِقَّاء: مساعدة أبنائك على الانسجام معاً

إذا كان لديك أطفال، فأنت تعلم أن الحفاظ على الهدوء والسلام بالمنزل قد يكون أمراً صعباً، ففي لحظة، يكونون في انسجام مع بعضهم البعض، وفي لحظة أخرى يتشاجرون مع بعضهم. ويمكن لمعرفة وقت التدخل وكيفيته أن يحدث فارقاً في علاقة الأطفال ببعضهم البعض، اكتشف ما يمكنك فعله لإدارة تنافس الأشقاء.

أسباب تنافس الأشقاء

عادة ما ينشأ التنافس بين الأشقاء بسبب تنافسهم على كسب محبة آبائهم واحترامهم. وقد تتضمن علامات تنافس الأشقاء الضرب والوصف بالألقاب والشجار والسلوك غير الناضج. ولكن تُعد المستويات المعتدلة من التنافس بين الأشقاء علامة جيدة تدل على أن كل طفل قادر على التعبير عن احتياجاته أو رغباته.

عوامل تؤثر على انسجام الأطفال

رغم أن تنافس الأشقاء يمثل جزءاً طبيعياً من النمو، فيمكن للعديد من العوامل أن تؤثر على مدى انسجام الأطفال مع بعضهم البعض، ومنها العمر والجنس والشخصية وحجم الأسرة وما إذا كانت الأسرة مختلطة ووضع كل طفل في الأسرة. على سبيل المثال:

  • قد يتشاجر الأطفال القريبون من بعضهم في السن أكثر من الأطفال ممّن يكون فارق السن بينهم كبيراً.
  • قد يتشارك الأطفال ذوو الجنس الواحد كثيراً من الاهتمامات ذاتها، ولكنهم قد يكونون أكثر احتمالاً لمنافسة بعضهم البعض.
  • قد يتصرف الأطفال الذين يأتي ترتيبهم في منتصف ترتيب الأشقاء ـ والذين قد لا يحظون على المميزات أو الاهتمام ذاته الذي يحصل عليه الطفل الأكبر أو الأصغر في الأسرة ـ بطريقة غير لائقة للشعور بمزيد من الأمان.
  • قد يشعر الأطفال الذين يعيشون بين والدين منفصلين بالميل إلى التنافس لكسب اهتمام مَن يعيشون معه من الأم أو الأب، وخاصة إذا كان هناك إخوة غير أشقاء يعيشون في المنزل.

كلما كبر الأطفال، من المرجح أن تتغير طريقة تفاعلهم مع بعضهم البعض، ففي حين يميل الأطفال الصغار إلى الشجار الجسدي، غالباً ما يدخل الأطفال الأكبر في مجادلات شفهية. وعادة ما يبلغ التنافس ذروته بين عمري 10 -15 عاماً، ومع ذلك، فأحياناً يمكن أن يستمر تنافس الأشقاء إلى مرحلة البلوغ.

خطوات لتحسين العلاقة بين الأبناء

يتعرض جميع الأشقاء إلى المشاجرة والمضايقة والثرثرة لبعضهم البعض في وقت ما. اتخذ الخطوات التالية لتشجيع العلاقات الجيدة بين الأشقاء:

  • احترم الاحتياجات الفريدة لكل طفل، إن معاملة الأطفال بأسلوب واحد ليس عملياً على الدوام. وبدلاً من ذلك، احرص على أن تلبي الاحتياجات الفريدة لكل طفل. على سبيل المثال، بدلاً من شراء الهدايا ذاتها لكلا الطفلين لتجنب التصادم، احرص على شراء هدايا مختلفة لهم بحيث تعكس اهتماماتهم الفردية. وبدلاً من تسجيل جميع أطفالك في دروس البيانو أو كرة القدم، اسألهم عن رأيهم.
  • تجنب المقارنة، يمكن للمقارنة بين قدرات الأبناء أن تشعرهم بالأذى وعدم الأمان، تجنب مناقشة الاختلافات بين الأطفال أمامهم. وعند مدح أحد الأطفال، فَصِف عمله أو إنجازه بدلاً من المقارنة بينه وبين ما يفعله شقيقه.
  • ضع قواعد أساسية، تأكد أن أطفالك يفهمون السلوك الذي تعتبره مقبولاً والذي لا تعتبره مقبولاً فيما يتعلق بالتفاعل مع بعضهم البعض، وكذلك عواقب سوء السلوك.
  • لا تتدخل في الشجار بينهم، شجع أطفالك على تسوية الخلافات الخاصة بهم فيما بينهم، ورغم أنك قد تريد مساعدة الأطفال الصغار على حل نزاعاتهم، عليك أن تمتنع عن الانحياز لأحدهم. وعند تأديب أطفالك، تجنب القيام بذلك أمام الآخرين، إذ قد يسبب لهم الخجل والشعور بالحرج. ولكن خذ طفلك بعيداً لتناقشه في سلوكه عندما يُتاح ذلك، وتجنب كذلك استخدام ألقاب طفلك التي قد تديم التنافس بين الأشقاء، ولا تكرر اللوم لأحد الأطفال على نزاعات الأشقاء.
  • توقع المشكلات، إذا لم يستطع الأطفال حل خلافاتهم من تلقاء أنفسهم أو إذا كانوا يتشاجرون دوماً على الأشياء ذاتها، فساعدهم لإيجاد حل، على سبيل المثال، إذا كان لديك أطفال صغار يختلفون دوماً بسبب المشاركة، فشجعهم على أن يلعب كل منهم بألعابه الخاصة أو يخططون لأنشطة تحتاج إلى قدر ضئيل من المشاركة، مثل الاستماع إلى الموسيقى أو لعب الغمّيضة. وإذا كان الأطفال يتشاجرون على الأدوات، فساعدهم لعمل جدول أسبوعي ووضّح لهم عواقب عدم اتباع الجدول.
  • أنصت إلى أطفالك، قد يصاب الطفل بالإحباط نتيجة أن له أشقاء، اسمح لأطفالك بأن ينفسوا عن مشاعرهم السلبية تجاه بعضهم البعض، وأجبهم بأنك تتفهم مشاعرهم. وإذا كان لديك أشقاء، فشارك بقصصك الخاصة عن نزاعات الطفولة. واحرص على عمل اجتماعات منتظمة للأسرة حتى تعطي لأطفالك الفرصة للحديث عن مشاكل الأشقاء وحلها. كذلك، يوفر العشاء العائلي الفرص للتحدث والاستماع.
  • شجع السلوك الجيد، عندما ترى أطفالك يلعبون مع بعضهم جيداً أو يتعاونون معاً جيداً، فيجب الثناء عليهم.
  • أظهر حبك، اقضِ بعض الوقت مع كل طفل بمفرده، ومارس أنشطة خاصة مع كل طفل بحيث تعكس اهتماماته، وذكر أطفالك أنك موجود من أجلهم ويمكنهم التحدث معك عن أي شيء.

في حال التوائم

في الغالب، لا يمثل تنافس الأشقاء مشكلة لدى التوائم المتعددة. وبرغم أن التوأم أو التوائم المتعددة الأخرى قد يتنافسون ضد بعضهم البعض، فالأطفال عادة ما يعتمدون أيضاً على بعضهم البعض ويكوّنون علاقات قوية في مرحلة مبكرة.

ومع ذلك، فقد يعانون من مشكلات في الحفاظ على فرديتهم. وغالباً يتم التعامل مع التوأم وكأنهم طفل واحد بدلاً من كونهما طفلين لكل منهما صفاته الشخصية الفريدة، وقد تميل إلى أن تُلبسهم الملابس ذاتها وتعطيهم الألعاب ذاتها. فإذا كان لديك توائم متعددة، فانتبه لاحتياجاتهم المختلفة وحاول أن تعزز خصوصية كل منهم.

كما أن الأطفال الآخرين في الأسرة التي بها توائم متعددة قد يشعرون بأنهم منبوذون أو يشعرون بالغيرة لأنهم لا يُمثلون جزءًا من هذه العلاقة الفريدة. فإذا كان لديك توائم متعددة وأطفال آخرون، فاقضِ بعض الوقت الخاص مع كل طفل من أطفالك. كذلك، شجّع التوائم المتعددة على أن يلعبوا مع الأطفال الآخرين على حدة، فكونهم يستطيعون أن يستقلوا بأنفسهم يُمثل مهارة سيستفيدون منها عندما يكبرون.

تذكر أن جميع الأشقاء يتشاجرون أو يتجادلون، فتنافس الأشقاء أمر طبيعي. ومع ذلك، فعن طريق التعامل مع أطفالك على أنهم أفراد مستقلون، والاستماع إليهم ومنحهم فرصاً لحل مشكلاتهم الخاصة، فأنت تضع القاعدة الأساسية لبناء علاقات قوية بين الأشقاء.


من قبل
ويب طب –
الأحد 21 أيار 2017


المرجع : webteb.com