تعرَّف على البروستاتا ما هي وما هو سرطان البروستاتا
كل رجلٍ لديه بروستاتا، فهي مهمَّةٌ لحياته الجنسية. ومع هذا لا يملك بعضُ الرجال أدنى فكرةٍ عن البروستاتا والاضطرابات التي يمكن أن تتعرض لها.
لا يعلم 70% من الرجال بعمر الخمسة وأربعين عاماً وما فوق شيئاً عن البروستاتا أو عن أعراض سرطان البروستاتا، وذلك وفقاً لمسح أجرته جمعية سرطان البروستاتا في المملكة البريطانية المتحدة.
يقول جون نيت John Neate عضو جمعيّة سرطان البروستاتا في المملكة المتحدة، بأن المعرفة الأفضل عن هذه الغدة التي بحجم حبة الجوز تساعد على اتخاذ خياراتٍ أفضل في الاختبارات والمعالجة.
ويضيف: “نحن لا نريد بالطبع أن يصاب الرجال بالذعر حول الإصابة بسرطان البروستاتا ولكن نريد أن يكونوا على درايةٍ جيدةٍ بخطر هذا المرض وصحّتهم عموماً”.
تتواجد البروستاتا تحت المثانة، وتنتج جزءاً من السائل في المني فهي أساسيةٌ للحياة الجنسية للرجل. حيث يغذّي السائل المُفْرَز من البروستاتا النطافَ ويحميها خلال الجِماع ويشكّل معظم حجم سائل القذف.
تتضخم البروستاتا غالباً عندما يتقدم الرجال في العمر، ولكن هذا الأمر لا يُسبّب أيَّ مشاكل عند ثُلُثي الرجال بعُمر الخمسين عاماً وما فوق.
في بعض الحالات، يمكن أن تَضْغَط البروستاتا المتضخّمة على الأنبوب الذي يحمل البول من المثانة فتسبب مشاكل في التبوُّل، وهذا ما يعرف باسم تضخّم البروستات الحميد BPH.
من الحالات المرضيّة الأخرى للبروستاتا هو التهاب الغدة، ويُعرَف أيضاً بالتهاب البروستاتا، وينجم عن عدوى أحياناً، وقد يجعل التبوُّل مؤلماً. كما يمكن أحياناً أن تَبدَأ خليّةٌ واحدةٌ من البروستاتا بالتضاعف خارج نطاق السيطرة وعندها يُمكِن أن يتطور السرطان.
السرطان الأكثر شيوعاً:
يُعدُّ سرطان البروستاتا الأكثر شُيُوعاً عند الرجال في المملكة المتحدة حيث يصاب به أكثر من 30,000 رجلٍ سنوياً.
ويموت حوالي عشرة آلاف رجلٍ سنويّاً بسبب سرطان البروستاتا ممّا يجعله ثاني أنواع السرطان المسبّبة للوفاة عند الرجال بعد سرطان الرئة.
معظم الرجال المصابين بالمراحل المبكّرة من سرطان البروستاتا لا يلاحظون أي أعراض، ويمكن لبعض أعراض سرطان البروستات المذكورة أدناه أن تكون ناتجةً عن اضطرابات أخرى للبروستاتا.
تشتمل الأعراض الشائعة في جميع مشاكل البروستات على ما يلي:
- الحاجة المتكرّرة للتبوُّل وخاصةً ليلاً
- صعوبة بَدء التبوُّل
- الاجهاد في التبول أو يستغرق وقتاً طويلاً للانتهاء
- الإحساس بالألم أثناء التبوُّل أو الجِماع
تشتمل الأعراض الأخرى الأقلّ شُيوعاً على ما يلي:
- آلام في أسفل الظهر
- وجود دمٍ في البول
العديد من الرجال فوق السبعين عاماً مصابون بسرطان البروستاتا ومع ذلك لم يتم تشخيص إصابة معظمهم ولم تظهر عندهم أية أعراض.
هذا السرطان بطيء النموِّ في مُعظَم الحالات، بالتالي قد تبقى 80% من الحالات غير مُشخّصة لأنّ الإصابة به لا تؤدي لظهور أيّة أعراضٍ أو مشاكل.
أما في 20% من الحالات، فقد تنمو خلايا سرطان البروستاتا بسرعةٍ وتنتقل خارجهم، فتنشر السرطان إلى أجزاءٍ أخرى من الجسم كالعظام.
الأشخاص ذوو الخطورة العالية بالاصابة
يرتفع احتمال الإصابة بسرطان البروستاتا مع التقدّم في العمر، ومعظم الرجال الذين يُشَخًّص لديهم هذا السرطان يكونون فوق الخمسين عاماً.
وبالرغم من ذلك، ارتفع احتمال نجاة المصابين بالسرطان من 30% في عام 1970 إلى 80% في يومنا هذا.
إن وجود أبٍ أو أخٍ مُشَخَّصٍ بسرطان البروستاتا يجعل احتمال الإصابة بالسرطان أكبر بضعفين ونصف مقارنةً بالرجل العادي، ويرتفع الاحتمال إلى 4.3 أضعاف إذا كان القريب قد شُخِّص بعُمر أقلّ من سِتّين عاماً.
يقول جون نيت: “احتمال تشخيص سرطان البروستاتا عند الرجل أكثرُ بثلاثة أضعافٍ إذا كان من أصلٍ إفريقيّ أو إفريقيّ كاريبيّ”.
كما إنَّ احتمال إصابة الرجال ذوي البشرة الغامقة بسرطان البروستاتا أكثر بثلاثة أضعاف من احتمال إصابة الرجال ذوي البشرة الفاتحة. إلا أن العلماء يبحثون حتى الآن عن سبب هذه الزيادة في الاخْتِطار، وعلى الأرجح أن الجينات تلعَب الجِيْنَاتُ دوراً هامّاً في ذلك.
يظن الباحثون بأنَّ النظام الغذائي الغنيّ بالدهون الحيوانية المشبعة واللحوم الحمراء قد يكون مسؤولاً عن ارتفاع معدّلات الإصابة بسرطان البروستاتا في العالم الغربيّ، ويُعتَقَد بأنّ تخفيف تناول الدهون الحيوانيّة وزيادة تناول الخضار والفواكه قد يُقَلِّل من خطر تطوّر سرطان البروستاتا أو انتشاره.
لا يوجد برنامج لتحرّي سرطان البروستاتا حالياً في الخدمات الصحيّة الوطنيّة NHS، ولكن الحكومة مُلتزمة بتقديم برنامج عندما يتوفر اختبار تشخيصيٌّ دقيقٌ وخطة علاجٍ واضحة.
يعود خَيَار الاختبار إلى الفرد، لكن يقول نيت بأن الكثير من الرجال يؤخِّرون ذهابهم إلى الطبيب إذا ظهرت الأعراض لديهم، لخوفهم من أن يُشَخَّصُوا بسرطان البروستاتا.
حيث يقول: “من المدهش أن كثيراً من الرجال لديهم مثل هذه التوقّعات المنخفضة لجُودَة حياتهم عندما يتقدّمون في السِّنّ، فهم يُهيِّئون أنفسهم لتقبُّل الأعراض المزعجة على أنّها أعراض طبيعيّة ويرفضون زيارة الطبيب”.
المرجع : webteb.com