كيف نعاقب الأطفال دون الشعور بالذنب؟

تسبب مسألة عقاب الأطفال الشعور بالذنب وعدم الارتياح لدى الأهل عادة، وتثير التساؤل حول من يعاقب فعليًا أكثر، الطفل أم الأهل؟

كيف نعاقب الأطفال دون الشعور بالذنب؟

من القضايا المعقدة في العلاقات بين الأهل والأولاد هي مسألة عقاب الأطفال، التي يبدو أنها تشكل في بعض الأحيان أكثر من كونها عقوبة للولد، بل تسبب الشعور بالذنب وعدم الارتياح لدى الأهل وتثير التساؤل حول من يعاقب أكثر الولد أم الأهل؟

عقاب الأطفال: اجعله الحل الأخير

يبدو أنه في السنوات الأخيرة ومع التغيرات في نمط الأبوة والأمومة فإن كلمة عقاب تخرج تدريجيًا من قاموس الوالدين، وبالتأكيد لم تعد شيء يمكن التحدث عنه على الملأ.

ومع ذلك في بعض الأحيان وفي ظل الوسائل الجيدة المتاحة للوالد فإنه يصل إلى حالة التي يكون فيها ملزم بالرد على سلوك الطفل بواسطة العقاب.

من المهم أن نؤكد أن عقاب الأطفال يشكل الوسيلة الأخيرة من بين الوسائل المتاحة للوالد في تعديل سلوكيات الطفل، ومنها:

  • التوجيه الكلامي.
  • تمثيل قصد الوالد.
  • الإطراء عندما يتصرف الولد بشكل صحيح.
  • الاستماع للمعنى غير اللفظي للسلوك غير المرغوب فيه لفهم الغرض منه.

هذا المقال معد للحالات التي يكون فيها الوالد قد وصل إلى الحالة التي لم يبق لديه فيها أي خيار آخر سوى معاقبة الولد لوضع حدود واضحة له، وعمومًا ممنوع الضرر بالولد جسديًا ولفظيًا وإهانته والتصرف تجاهه بطريقة قد تؤدي لتحقيره.

قواعد ومراحل عقاب الأطفال

إذًا ما هي القواعد الذهبية لعقاب الأطفال التي تحقق أهدافه وخاصة للأطفال من سن 4 وما فوق؟

1. ما قبل عقاب الأطفال

عليكم الانتباه لما يأتي قبل التوجه لعقاب الأطفال وتطبيقه:

  • إجراء التشاور

التشاور يساعد على فهم أفضل لسلوك الولد وتحديد مجموعة الأساليب المتاحة لكم، يمكن أن يتم التشاور مع والد، أو صديق، أو مربى حضانة، أو أخصائي نفسي، أو معلم، أو أشخاص الذين تثقون بآرائهم ويعرفون الطفل.

  • محاولة التوازن في العقاب

يوجد في العقاب توازن دقيق بين خلق تجربة غير سارة بالنسبة للولد ولكن يمكن تحملها، وبين العقاب المفرط الذي قد يثير رد فعل عاطفي شديد يؤثر على علاقة الأهل بالطفل.

  • إجراء اتفاق بين الوالدين

يجب إجراء محادثة مسبقة والاتفاق معًا على نوع عقاب الأطفال، وتحديد قرار مسبق يمنع رد فعل مندفع الذي يؤدي إلى عقوبة غير مناسبة ومشاعر مؤلمة للطفل والأهل.

  • وضع علاقة منطقية بين الفعل والعقوبة

مثلًا الولد الذي لا يقوم بواجباته المدرسية ويمضي ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز، فإن التقليل من ساعات المشاهدة يمكن أن يكون ردًا مناسب.

  • التحذير

قبل تنفيذ العقوبة ينبغي التحذير من إمكانية أن السلوك سوف يؤدي للعقوبة.

  • التنفيذ الفوري

عقاب الأطفال يكون فعال عندما ينفذ على الفور بعد الفعل.

2. خلال عملية عقاب الأطفال

يجب التحدث قبل تنفيذ العقوبة عندما يقرر أحد الوالدين المعاقبة فمن المهم أن يتحدث مع الطفل قبل تنفيذ العقاب فعليًا.

هذه المحادثة يجب أن تتكون من 4 أجزاء وتشمل على:

  • التطرق إلى الإحساس العاطفي للولد.
  • شرح السلوك الذي عوقب بسببه الولد.
  • شرح ما هو العقاب.
  • شرح كيف يمكنه تجنبه في المرة التالية.

مثلًا أنا أعرف أنك غاضب ولكنني لا أستطيع أن أتفهم ضربك لأخيك الصغير، لذا أنا أطلب منك الذهاب لغرفتك مدة ساعة لتهدأ هناك. في المرة التالية إذا كنت تشعر أنك غاضب يجب أن تأتي إلي وأنا سوف أساعدك.

3. ما بعد عقاب الأطفال

هنا يجب الانتبه إلى الأمور الآتية:

  • الرعاية

إذا كان أحد الوالدين يجد صعوبة في ذلك فمن المهم أن يساعده الزوج أو الزوجة، أما في الأسر ذات العائل الوحيد يمكن الاستعانة بشخصية خارجية، مثل: الجد، والجدة، والصديق.

  • المراقبة

يجب مراقبة تنفيذ العقوبة على صعيدين:

  • من الناحية العملية، بأن نتأكد أن الولد ينفذ العقوبة.
  • من الناحية العاطفية، ينبغي تشجيع الولد على التحدث ونقول له إن شيئًا لم يتغير في العلاقة بينه وبين الوالد والتأكد من أن رد فعله مناسب.

عمومًا يفضل بالطبع تجنب عقاب الأطفال، لأنه يشكل عبئًا على الأهل أكثر منه على الطفل.


من قبل
ويب طب –
الثلاثاء 8 أيار 2012


آخر تعديل –
الأربعاء 22 أيلول 2021


المرجع : webteb.com