حقائق وخرافات حول مُعَزِّزات الطَاقَة
يعتقدُ كثيرٌ من الناسِ أنّ عملية نزع السمّية يمكن أن تُعزّز الطاقةَ لديهم وأن الأطعمةُ الفائقةُ تساعد بمكافَحةِ التعبِ. ولكن هل هناك دليلٌ عِلْمِيٌّ يدعمُ هذهِ الفرضية؟
حميات التخلص من السموم لا تعزز الطاقة!
غالباً ما تُوصَفُ الحميات النازعة للسمية كمُعَزِّزات للطَاقَة، ولكن ليسَ هناكَ دليلٌ عِلْمِيٌّ يَدْعَمُ هذا الاِدِّعاء. إذا كانَ الشخصُ يتناولُ الطعامَ بشكلٍ جيدٍ، ليسَ هناكَ حاجةً لاستخدامِ هذهِ الأنظِمةِ الغِذائِيّة.
يدَّعي مُؤَيِّدو نزع السمية أن أجسامَنا مثقلة “بالسموم” منَ التَلَوُّثِ، والتَدْخينِ، والمُضافاتِ الغذائيةِ وهلمَّ جرّاً. ويجرى نزع السمية من خلالِ مجموعةٍ منَ الطُرُقِ، بما في ذلكَ التدليك، والصيام الذي يليه نِظامٌ غِذائِيٌّ صارمٌ من الخضارِ النيئة والفواكهِ وعصيرِ الفواكهِ، والمياهِ، والإِرْواء القولونِيّ، والمكملاتِ الغذائيةِ، والتي تؤخذُ عادةً خلالَ سبعةِ إلى عشرةِ أيامِ. ويدَّعي أيضاً مُؤَيِّدو نزع السمية بأنه وسيلةٌ للتخلّصِ من السمومِ.
ولكن ليسَ هناكَ دليلٌ عِلْمِيٌّ يبينُ حاجة أجسامَنا إلى مساعدةٍ للتخلّصِ من الفَضَلاتِ – هذا هو ما تفعله الكليتين – وليسَ هناكَ بُرْهانٌ على فائدة حميات نزع السمية.
وقالت الجمعيةُ البِرِيطَانِيّةُ للحميات الغذائية أنَّ حميات نزع السمية “تُسوّق للخرافات بدلاً عن الحقيقة الغذائية”.
ما الذي يفيد؟
يقولُ بعضُ الناسِ أنهم يشعرون بمزيد من التركيزِ والحيويةِ بعد حمية نزع السمية. ولكن يمكن أن يكون هذا لأنهم يعتقدونَ أنَّهم يفعلونَ شيئا جيداً لأجسامِهم.
بالنسبةِ للغالبيةِ العظمى منَ الناسِ فإنَّ الحمية الصحية المتوازنة القائمة على الكربوهيدراتِ النَشَوِيّةِ (الحبوب الكاملة إن أمكنَ ذلك)، معَ كثيرِ منَ الفواكهِ والخُضارِ، بالإضافةِ إلى بعضِ الحليبِ ومنتجاتِ الألبانِ واللحومِ أو مصدرٍ آخرٍ منَ مصادرِ البروتين الهبر تعتبر أسلوباً أفضل لحماية الصحة.
“الأطعمة الفائقة” هي خرافة
تمتلئُ الصحفُ والمجلاتُ وشبكةُ الإنترنتِ بقصصٍ حولَ مُعجزةِ الأطعمةِ الفائقة. الكَرَفْس، والبروكلي، وعصير جذر الشمندر، مُرَبَّى الفاكِهَة، الفُشار، الحُبوب وحتى كوب الشاي، على سبيل المثال كلّها تم عدها كأطعمةٍ فائقةٍ بالعامينِ الماضيينِ.
لا يوجدُ تَعْريفاً رَسْمِيّاً للأطعمةِ الفائقةِ. وقد حظرَ الاتحادُ الأوروبيُ استخدامَ هذهِ الكلمةِ بتَغْلِيفُ المنتجاتِ، ما لم يتمُّ دعم الادّعاء ببَحْث علمي مُقنع.
هذه الادعاءات مبالغ فيها دائماً في الغالب. منَ الصعبِ فعلاً بشَكْلٍ لا يُصَدَّقُ إثباتُ أن طَعَاماً واحداً خصيصاً هو أفضلُ لصحتنا من كلِّ الأطعمةِ الأخرى التي نأكلها. لا تميلُ دراساتُ حولَ ما يسمى الأطعمةُ الفائقةُ للقيامِ بذلك.
ما الذي يفيد؟
عندما يتعلقُ الأمرُ بالحفاظِ على صحّةٍ جيدةٍ، من المهمَّ أن يتناولُ المرء مجموعةً متنوعةً من الأطعمةِ، بدلاً من التركيزِ على طعامٍ واحدٍ على أملِ أنه سيعملُ المُعجزات. ويجبُ تناولِ نظامِ غِذائِيّ مُتَوَازِن يحتوي على مجموعة من الأطعمةِ يضمن الحصول على المُغَذِّيات التي يحتاجُها الجسم. كما يجبُ الحد من تناولِ الكحولِ والأطعمةِ مرتفعةِ الدهونِ، ومرتفعةِ السُكَّرِ والمالحةِ.
تمتلكُ مشروباتُ الطاقةِ فوائدَ مختلطة
يلجأُ كثيرٌ منَ الناسِ إلى مشروباتِ الطاقة مثل الريد بول للحصول على دفعة طاقة سريعة.
مشروباتُ الطاقةِ مليئة بالسكّرِ والكافيينِ (وأحياناً أكثرُ من ضعف كمية الكافيين في علبةِ الكولا) لذلك ستمنح الشخصَ بالتأكيد دفعة طاقة مُؤَقَّتة. لكن هذه الدفعة قصيرة الأمد وربما تكونُ مصحوبة بمشاكل أخرى.
يمكنُ أن يجعلَ الكافيين بمشروبات الطاقة الشخصَ يشعرُ بالتَهَيِّجِ والاضطراب. ويمكنُ أن يرفعَ ضغطَ الدمِ، في حين يمكنُ للسكّرِ أن يُسهمَ بزيادةِ الوزنِ، وخصوصاً إذا لم يكن الشخصُ يمارسُ الرياضةَ بانتظامِ.
لذلك ما الذي يفيد؟
الماءُ العاديُ هو خيارٌ أفضلُ من مشروباتِ الطاقةِ. وتناولُ وجبةٍ خفيفةٍ من الفاكهةِ لدفعة سريعةٍ من الطاقةِ.
ليست مكملاتُ الفيتامِينِ بذات فائدة تناولُ الطعامِ الجيّد
أيَعتقدُ الشخصُ أن تناولَ الفيتاميناتِ المُتَعَدِّدُةِ يومياً سيجعلهُ يشعرُ بتعبٍ أقل؟ عليهِ التفكيرُ مرةً أخرى.
لا يحتاجُ معظمُ الناسِ إلى تناولِ مكملاتِ الفيتامِين، لأنهُ يمكنُهم الحصولُ على جميعِ المُغَذِّياتِ التي يحتاجونَ إليها من نِّظامِ غِذائِيّ صِحِّيّ ومُتَوَازِن. لا تقدّم الحبوبِ للشخصِ الفوائد نفسها عند تناولهِ الطعامَ بشكلٍ جيد.
توصي وِزَارَةُ الصِحَّة ببعضِ المكملاتِ المحدَّدةِ لبعضِ الفئاتِ من الناسِ. وبالإمكانِ قراءةُ المزيدِ حولَ تناولِ مكملاتِ الفيتامِين.
كقاعدةٍ عامةٍ، فإنّهُ منَ الأفضلِ الحصولُ على الفيتاميناتِ من الطعامِ بدلاً من الأقراصِ.
تشيرُ الأَدِلَّةُ إلى أنَّ الفواكهَ والخُضارَ جيدةٌ لنا، ليس فقط لمحتواها الفردي من الفيتاميناتِ والمعادنِ، ولكن بسببِ توليفتها من المُغَذِّياتِ المختلفةِ والألياف. ستُفيدُ زيادةُ كميةِ الفاكهةِ والخُضارِ التي يأكلُها الشخصُ صحَّتَهُ أكثر من تناوله للمكملاتِ.
لذلك ما الذي يفيد؟
يجبُ نسيان عُلَب الفيتامينات المُتَعَدِّدُة. ويجبُ تناول نِّظامِ غِذائِيّ صِحِّيّ ومُتَوَازِن بدلاً من ذلك. والذي سيعطي الشخص كل الطاقة التي يحتاجها، فضلاً عن كونه جيد لصحته العامّة.
المرجع : webteb.com