فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل متعددة، لكن كيف يمكننا الحصول على كل هذه الفوائد، وكيف يمكننا مواجهة المشاكل المتعلقة بالرضاعة الطبيعية؟
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل عديدة، لذا تنصح منظمة الصحة العالمية بأن يبقى حليب الأم هو مصدر الغذاء الرئيس للطفل حتى يصل إلى سن نصف سنة، كما توصي بالاستمرار لاحقًا بالرضاعة الطبيعية حتى سن السنة إضافةً إلى الغذاء الصلب.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل الفورية
تشمل فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل الفورية ما يأتي:
1. تحسين أداء الجهاز الهضمي
من فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل أن حليب الأم يحتوي على مركبات عديدة تؤثر مباشرةً بشكل إيجابي على الجهاز الهضمي، التوضيح في الآتي:
- تقوم العديد من المواد، من بينها الهرمونات مث الكورتيزول والأنسولين، وعوامل النمو والأحماض الأمينية الحرة بتنظيم نمو وتطور جهاز الهضم.
- تؤدي عوامل أخرى مثل مضادات الالتهاب إلى تقليل خطر الإصابة بالتهابات في الجهاز الهضمي تهدد خطر حياة الإنسان، وعلى رأس هذه الالتهابات مرض خطير يُدعى الالتهاب المعوي القولوني الناخر (Necrotizing enterocolitis-NEC).
- تقلل مركبات جهاز المناعة التي تتواجد بوفرة في حليب الأم، مثل الأجسام المضادة من نوع IgG و IgA أو خلايا جهاز المناعة بشكل كبير من خطر إصابة الطفل بالتهابات في الجهاز الهضمي.
- تعد الإنزيمات مركبات خاصة في حليب الأم فهي لا تساهم في تنظيم وتنفيذ عملية الهضم السليمة فحسب، بل تحمي الجسم من خطر الإصابة بالالتهابات والأمراض المعدية.
في نهاية المطاف، ثبت بأن التغذية التي تعتمد على حليب الأم تساهم في تكاثر البكتيريا الجيدة في الجهاز الهضمي لدى الطفل الذي يكون في طور النمو.
بفضل هذه المركبات وغيرها تبين أن الرضاعة الطبيعية تحسن من أداء عمليات الهضم الفيسيولوجية لدى الطفل حيث يكون تفريغ المعدة أسرع، وعملية تفكيك الإنزيمات مثل اللاكتاز (Lactase) تكون أفضل.
إضافة إلى ذلك فهي تقلل من المخاطر المتعلقة بجهاز الهضم لدى الخدج كفرط النفاذية وتقلل بشكل ملحوظ من خطر حدوث مضاعفات معدية والتهابية، مثل الإسهال.
2. تعزيز مناعة الطفل
يحمي حليب الأم من خطر الإصابة بالأمراض المعدية وهي من فوائد الرضاعة الطبيعية المهمة للطفل.
يعود الفضل في ذلك إلى العديد من المركبات الخاصة التي لا تتوفر في عبوات الحليب الصناعي التجارية، بما في ذلك البروتينات، والأجسام المضادة من نوع IgA، والدهنيات مثل الأحماض الدهنية الحرة، وأحادي الغليسيريد وغيرها.
إضافة إلى ذلك فهو يحتوي على الكربوهيدرات، وبعض أنواع البروتينات السكرية، وخلايا الدم البيضاء وهي جميعها من المركبات التي يحتاجها الطفل لتقوية جهازه المناعي وتقوية جسمه.
تنعكس المحصلة الإحصائية لهذه المركبات وغيرها بنسبة أقل من الأصابة بالأمراض، ومن زيارات الطبيب، وتلقي العلاج في المستشفى، ونسبة الوفاة لدى الأطفال الذين تم إرضاعهم بشكل طبيعي.
فقد لوحظ الفرق خصوصًا في مجال الأمراض المعدية في مرحلة الطفولة حيث أن الأطفال الذين حصلوا على الحليب الطبيعي أقل عرضة بـ 5 مرات للإصابة بالأمراض المعدية في الجهاز الهضمي.
كما أن احتمالات إصابتهم بأمراض معدية في الجهاز التنفسي كانت أقل بنسبة 50% وعند الإصابة بالعدوى، كانت مدة المرض أقصر بشكل كبير، كما قلت احتمالات إصابتهم بالتهابات في الأذن الوسطى بمعدل 1.5 مرة، وقلت احتمالات إصابتهم بالتهابات في المسالك البولية وتضاءلت نسبة إصابتهم بالإنتان (Sepsis).
وقد بقيت هذه المعطيات ذات أهمية حتى بعد المقارنة بين المعطيات الأولية مثل المستوى الإجتماعي، المستوى الثقافي وغيرها الخاصة بالأطفال الذين تغذّوا على الحليب الطبيعي وأولئك الذين تلقوا حليبًا اصطناعيًا بالتالي تتفوق فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل.
3. تقديم الغذاء الشامل للطفل
على الرغم من الجهود الجبارة التي تبذلها الشركات التجارية لكي تضمن احتواء الحليب الصناعي على جميع مركبات الغذاء الأساسية التي يحتاج إليها الطفل، إلا أن القيود التقنية والأخطاء الإنسانية سوف تستمر على ما يبدو في الحد من قدرة الحليب الصناعي على الاقتراب من القيمة الغذائية المتوفرة في حليب الأم والتي توفر فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل.
وهذا نظرًا لأن حليب الأم يحتوي على جميع المركبات الغذائية التي يحتاجها الطفل، بل حتى الأمهات اللواتي يعانين من سوء التغذية يكون الحليب لديهن كاملًا على صعيد قيمته الغذائية، الأمر الذي لا يمكن التأكد منه وضمانه عند تلقي الطفل الحليب الصناعي.
فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل على المدى الطويل
أما بالنسبة لفوائد الرضاعة الطبيعية للمدى الطويل، فهي تشمل:
1. توفير حماية ضد الأمراض المعدية
يستمر هذا التأثير الإيجابي حتى بعد فطام الطفل عن الرضاعة (المزيد حول كيفية فطام الرضيع!).
الأطفال الذين أرضعتهم أمهاتهم لستة أشهر على الأقل كانوا أقل عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، حتى بعد أن بدأوا بتناول الطعام العادي.
كما أن احتمالات إصابتهم بالتهابات الأذن المتكررة في السنة الأولى أقل بمرتين، فضلًا عن أن مدة المرض لديهم تكون أقصر بمرتين حتى سن السنتين، وتكون احتمالات بقائهم في المستشفى للعلاج في مرحلة الطفولة أقل أيضًا.
2. توفير الحماية من الأمراض المزمنة
من فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل أنها تحمي من خطر الإصابة بالأمراض المزمنة عند الكبر. بعد عشرات السنين خطر إصابة الأطفال الذين تغذوا بالرضاعة من حليب الأم بالسمنة هو أقل بمرتين.
كما أن الرضاعة تقلل من خطر الإصابة بالأمراض السرطانية في مرحلة الطفولة، إضافةً إلى تقليل خطر الإصابة بأنواع معينة من الأمراض السرطانية مثل سرطان الدم مدى الحياة.
كما تسهم الرضاعة بعدة طرق في تقليل الإصابة بعوامل الخطر التي تزيد من احتمالات الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الشرايين التاجية في القلب، مستقبلًا.
يكون الأطفال الذين تم إرضاعهم أقل عرضة للإصابة بداء السكري وخصوصًا من النوع الأول أو سكري الأطفال، وقد يعود سبب ذلك إلى التعرض لفترة أقل لحليب الأبقار الذي ثبت أنه يشكل أحد عوامل الخطر للإصابة بسكري الأطفال.
من فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل أيضًا أنها تساهم في تقليل خطر الإصابة بأمراض مناعية من بينها أمراض الحساسية المختلفة، والربو، وغيرها.
3. زيادة التطور الدماغي والقدرات الذهنية
تبين وجود علاقة بين الرضاعة الطبيعية لمدة 6 أشهر على الأقل وبين ارتفاع علامات اختبارات الذكاء (IQ) المختلفة في فترة الطفولة والمراهقة.
إضافة إلى فوائد الرضاعة الطبيعية السابقة، تبين أن الرضاعة تعود بالفائدة على الأنظمة الحسية فلقد كان تطور الأجهزة البصرية والسمعية لدى الأطفال الذين تم إرضاعهم طبيعيًا أفضل.
4. التخفيف من التوتر وتهدئة الطفل
قد تفسر الرابطة العاطفية التي تنشأ بين الأم والطفل خلال الرضاعة، وبعض المواد التي تتوفر في حليب الأم هذه الحقيقة حيث أثبت أن الرضاعة تسهم في تخفيف التوتر لدى الرضيع. على الرغم من أننا لا نعد الأطفال الرضع فئة معرضة للتوتر على وجه الخصوص.
إلا أن التأثير المضاد للألم والمهدئ الذي يتمتع به حليب الأم يسهم في تطور الطفل الإجتماعي والعقلي، ويحسن العلاقات بين أفراد العائلة خصوصًا بين الأم والطفل الرضيع وهذه من فوائد الرضاعة الطبيعية الهامة جدًا.
فوائد الرضاعة الطبيعية للأم
يوجد العديد من فوائد الرضاعة الطبيعية للأم أيضًا، إليك أهمها:
1. تقليص الرحم وتسريع عملية الشفاء
وذلك بفضل هرمون الأوكسيتوسين الذي يتم إفرازه بكميات كبيرة خلال الرضاعة، إذ أن الأمهات المرضعات يعانين من معدل مضاعفات أقل خلال الفترة التي تلي الولادة.
2. تخفيف التوتر لدى الأم الأمرضعة
وقد يعود الفضل في ذلك إلى التأثير المباشر للهرمونات، مثل البرولاكتين والأوكسيتوسين، المعروفان بتأثيرهما المباشر على الجهاز العصبي.
3. تقليل احتمالية الإصابة بالاضطرابات النفسية
من فوائد الرضاعة الطبيعية لدى الأمهات المرضعات، ابتداءًا بالاكتئاب الخفيف وإنتهاءًا بالإعتداء على الطفل أو إهماله، والتي تكون أقل بكثير بالمقارنة مع الأمهات اللواتي لا يرضعن.
4. تحفيز لفقدان الوزن
وقد يكون فقدان الوزن نتيجة لحرق كمية كبيرة من السعرات الحرارية حوالي 500 سعرة حرارية في اليوم أثناء الرضاعة.
5. تأخير بداية الإباضة والحيض
تتأخر فترات الحيض بعد الولادة خلال فترة الرضاعة الطبيعية على الرغم من أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال الإعتماد على الرضاعة فقط كوسيلة لمنع الحمل.
6. الوقاية من الإصابة بسرطان المبيض والثدي
وتسهم في منع وتأخير الإصابة بتخلخل العظام وهذه من فوائد الرضاعة الطبيعية للأم الهامة جدًا.
7. الوقاية من الإصابة بالأمراض المزمنة
مدى الحياة وليس فقط خلال فترة الرضاعة، بما في ذلك السمنة المفرطة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، وفرط شحميات الدم، وغيرها.
8. التوفير الإقتصادي
يعد الحليب الصناعي مكلفًا، إذ أن الآباء والأمهات يضطرون إلى إنفاق الكثير من الأموال من أجل توفيره للطفل، الأمر الذي يمكن تفاديه عن طريق اللجوء إلى الرضاعة الطبيعية.
طريقة الرضاعة الطبيعية الصحيحة
يجب على الأم البدء بإرضاع الطفل منذ الساعات الأولى بعد الولادة، حيث من فوائد الرضاعة الطبيعية أنها تعزز العلاقة بين الأم والطفل، وكذلك تمنح الطفل المواد الغذائية التي يحتاجها لتقويته وحمايته.
إليك خطوات الرضاعة الطبيعية في ما يأتي:
- استعدي للرضاعة الطبيعية من خلال الجلوس على كرسي مريح.
- اسندي طفلك على وسادة في حضنك.
- اسندي ثديك بإحدى يديك ورأس الطفل باليد الأخرى.
- امسكي الصدر بالطريقة الصحيحة من خلال وضع الأصباعين السبابة والوسطى على الحلمة وباقي الأصابع أسفل الثدي أما الإبهام فاتركيه في الخارج.
- المسي الشفة السفلية بحلمة الثدي حتى يفتح فمه على اتساعه.
- أحضري الطفلك بالمقترب من الثدي وليس الثدي إلى الطفل.
- أدخلي الحلمة وجزء من الهالة البنية الموجودة حول الحلمة في فم الطفل ليبدأ الطفل بمص الحليب.
ملاحظات حول الرضاعة الطبيعية
إليك بعض الملاحظات الهامة للحصول على رضاعة طبيعية سهلة وسلسة والتمكن من تحقيق فوائد الرضاعة الطبيعية لك ولطفلك في ما يأتي:
- التأكد من إسناد طفلك بالصورة الصحيحة أثناء الرضاعة الطبيعية من خلال وضعه على بطنك أو على الوسادة المخصصة للرضاعة.
- التأكد من أن يكون فمه ملتصق بأنسجة الثدي، وامساكه بالحلمة بالشكل المناسب.
- الحرص على أن حركات فكه تضغط على قنوات الحليب وتتسبب بتدفق وخروج الحليب من الحلمة دون التسبب بتشقق الحلمة والشعور بالألم.
- قد تشعر الأم في بداية عملية الرضاعة الطبيعية بحساسية خفيفة في الحلمات أو بالألم، وذلك نتيجة لمسك الطفل بالحلمة بصورة خاطئة، بحيث يضغط على صدرها وعلى حلمتها.
- ينبغي على الأم أن تتحدث إلى طفلها أثناء الرضاعة الطبيعية ومداعبته أيضًا.
- يرضع الطفل قليلًا في الأيام الأولى، ولكن مع مرور الوقت فإنه يرضع وفقًا لاحتياجاته.
- ينبغي عدم إجبار الطفل على الرضاعة الطبيعية، وعدم إرضاعه حليب الأم بواسطة زجاجة الحليب، لأن ذلك قد يتسبب بتقليل رغبة الطفل في الرضاعة الطبيعية.
- يتم وقف الرضاعة بعد فترة تتراوح بين ستة أشهر وحتى سنتين من الولادة، ويتم ذلك عندما يتوقف الطفل عن الشعور بالحاجة للرضاعة الطبيعية.
- مع الوقت يتعلم كلًا من الأم والطفل معًا كيفية الرضاعة الطبيعية الأفضل لكليهما.
مواجهة صعوبات الرضاعة الطبيعية
تواجه الأم المرضعة العديد من المشاكل في الرضاعة الطبيعية، والتي يجب التغلب عليها للاستمرار في تحقيق فوائد الرضاعة الطبيعية لك ولطفلك:
1. احتقان الثدي
يصبح الثدي عادةً صلبًا وأحمر اللون، كما يكون دافئًا عند تحسسه، وقد ترتفع درجة حرارة الجسم قليلًا والتي لا تزيد عن 38 درجة مئوية غالبًا.
العلاج الأمثل لهذه الحالة هو الرضاعة، إلا أن الاحتقان في بعض الأحيان يصعب على الطفل التقاط الحلمة كما يجب.
في هذه الحالات، قد يؤدي شفط الحليب إلى تخفيف الاحتقان وجعل الحلمة أقل صلابة الأمر الذي يسهل عملية الرضاعة على الطفل.
يمكن تخفيف الأعراض عن طريق الاستحمام أو وضع الكمادات الباردة وبواسطة تدليك الثدي المحتقن. كما يمكن اللجوء إلى العلاجات الدوائية في الحالات الصعبة.
2. ازدياد حساسية الحلمات وتشققها
تزداد حساسية الحلمات مع تقدم الحمل الأمر الذي يصل إلى أوجه في اليوم الرابع بعد الولادة.
تظهر الحساسية عادةً بعد 30-60 ثانية من بدء الرضاعة، إلا أن الألم الذي يستمر لفترة أطول أي إلى ما بعد الأسبوع الأول من الرضاعة يشير إلى وجود جرح في الحلمة.
وتشمل معالجة الجروح في الحلمة معاينة طريقة الرضاعة، وإذا لزم الأمر إعطاء مراهم موضعية تحتوي على ستيرويدات ومضادات حيوية ومواد مضادة للفطريات، بالإضافة إلى كريمات للترطيب ولحماية الحلمة من خلال كمادات الرضاعة والتي توضع في الفترات ما بين الرضاعة.
3. التهاب الثدي
يكون سبب التهاب الثدي لدى الأمهات غالبًا عدوى جرثومية.
تشمل الأعراض إحمرار الثدي وتورمه بحيث يصبح حساسًا جدًا، وارتفاع درجة الحرارة لأكثر من 38 درجة مئوية، وشعور عام سيء، وألم في العضلات، وقشعريرة.
عند الاشتباه بوجود التهاب في الثدي، يجب أن تتوجه المريضة إلى مراجعة طبيب أخصائي.
يعتمد العلاج عادة على تسكين الألم فقط، وفي الحالات الصعبة تتلقى المريضة المضادات الحيوية لمدة 10-14 يومًا.
وفي جميع الأحوال، لا داعي للتوقف عن الرضاعة، بل قد يؤدي شفط الحليب في حالات التهاب الثدي، إلى تخفيف الاحتقان والتخفيف من أعراض المرض.
ومن الجدير بالذكر أنه يمكن حل معظم مشاكل الرضاعة عن طريق الاستعانة بأخصائيين مناسبين مثل طبيب النسائية ومستشارة رضاعة، وهذه المشاكل تكاد لا تشكل سببًا جديًا للتوقف عن الرضاعة الطبيعية.
المرجع : webteb.com