الترتيبات لما قبل الولادة
انت مقبلة على الولادة؟ اليك كيف تستعدين للولادة، ما هي الترتيبات وكيف تختارين مكان الولادة الانسب لك؟
الترتيبات لما قبل الولادة
الولادة المهيأ لها جيداً نفسياً، جسمياً وعقلياً لها كل الحظ لأن تكون ولادة سهلة وناجحة وأن تكون تجربة سعيدة خاصة بالنسبة للولادة الأولى، وذلك على نقيض الولادة بدون تهيئة وتحضير. في بعض الدول هناك مراكز خاصة لتحضير الحامل للولادة مع دروس خاصة تشرح سير الولادة وجميع مراحلها والأمور المطلوبة من الحامل لتسهيل ولادتها، ويشرف على هذه المراكز أطباء وقابلات ويستعان بالصور والأفلام لإيضاح وشرح سير الولادة. كذلك فإن الهدف الآخر من المركز هو تخفيف ألم الولادة بقدر المستطاع وتعريف الحامل بالمجهول الذي ينتظرها وخاصة بالنسبة للولادة الأولى، فكل مجهول يساهم في تشكيل بعض التوتر والخوف مما يزيد من الألم ويقلل من تعاون الأم مع الفريق المولد.
كما تتيح هذه المراكز للحامل الوقت الكافي للحوار مع الطبيبة وطرح الأسئلة بكل حرية للاستفسار عن الأمور والمشاكل التي تشغل جزء كبير من تفكيرها، وهي طريقة أخرى للتخلص من الخوف المؤدي للألم عن طريق معرفة المجهول، ويوجد أيضاً في هذه المراكز دروس عملية مرافقة للدروس النظرية ومن ثم تقوم الحامل بالتدرب في منـزلها يومياً على الأمور التي تعلمتها في الدروس العملية.
ونحن في كتابنا الحالي سوف نقوم بشروح كافية لكل ما يتعلق بأمور سير الولادة وسوف نعطي الآن ملخص للدروس النظرية وكيفية التدرب على تطبيقها في المنـزل.
سير الولادة وعلاماتها: سوف تقرئينه في الباب الثاني ونذكر هنا ما يفيدنا في هذا الفصل.
هناك ثلاثة أدوار للمخاص (الولادة):
الدور الأول:
وفيه يبدأ الرحم بتقلصاته المنتظمة (الطلق) وبمعدل تقلص (طلقة) كل عشر دقائق لتصل إلى تقلص كل دقيقة قي نهاية هذا الدور، ويستغرق هذا الدور 12 ساعة في ولادة الولد البكر (الولادة الأولى ) و7 ساعات في الولادات التي بعدها.
ويختلف الألم فيه من حامل لأخرى ودور الحامل هنا بسيط جداً ولتخفيف الألم يفضل الإسترخاء وعدم التوتر وممارسة الشهيق البطيء والعميق في بداية كل تقلص مع زفير بطيء وطويل أيضاً.
الدور الثاني:
وهو الدور الذي يتم في غرفة المخاض وتحت إشراف الطبيب المولد وهو الولادة بكل معانيها، حيث تصبح التقلصات هنا أكثر ألماً وتظهر بفاصل 2-3 دقائق وتستمر لمدة 1- 1.5 دقيقة، ويستمر هذا الدور ساعة واحدة في الحمل الأول وعشرين دقيقة في حالات الحمل الأخرى حيث تقوم هذه التقلصات بدفع المولود باتجاه فرج المرأة، وتكون وظيفة الحامل في هذا الدور القيام بشهيق عميق وسريع في بداية كل تقلص وإيقاف التنفس (حبس النفس) مع تقليص بطنها والكبس باتجاه الشرج مع اشتداد التقلصة حيث تساعدها على دفع الطفل باتجاه الفرج وتسرع من سير الولادة.
الدور الثالث:
يبدأ بعد ولادة الطفل بقليل وهو دور المشيمة (الخلاص) حيث تعود التقلصات ولكن بدرجة أخف مؤدية لإنفكاك المشيمة وهجرتها للأسفل باتجاه الفرج حيث يسحبها المولد، وهذا الدور غالباً غير مؤلم ووظيفة الحامل هنا هي الإسترخاء التام والتنفس ببطىء وبعمق شهيقاً وزفيراً. ويستمر هذا الدور من عدة دقائق حتى خمس عشرة دقيقة.
يجب أن تتدرب الحامل في منـزلها على:
- الإسترخاء ودفع التوتر والخوف من الولادة (يفيد في الدور الأول).
- التدريب على التحكم بالتنفس عن طريق ممارسة التنفس العميق والطويل (يفيد في الدور الأول) والزفير البطيء، ثم التدريب على التنفس السريع والشهيق السريع ثم إيقاف التنفس بشكل إرادي لأطول فترة ممكنة (يفيد في الدور الثاني).
- التدريب على تقليص عضلات بطنها مع الضغط للأسفل وهو يشبه حالة التغوط (ويفيد في الدور الثاني). ويجب تكرار هذا التدريب عدة مرات في اليوم لكي تسهل ولادتها وتقلل من ألمها فصحيح أن الطبيب المولد وفريقه من قابلات وممرضات سيساعدون الحامل أثناء الولادة ولكن لا يستطيعون أن يقوموا بعملية الولادة عوضاً عنها.
مسكنات الألم المستعملة أثناء الولادة:
من الشائع في بلادنا استعمال المسكنات الموضعية:
حيث يقوم الطبيب المولد بحقن مادة مخدرة موضعية في منطقة الفرج والمهبل تخفف من الألم عند ولادة الطفل وخروجه.
قد تستعمل أيضاً الطريقة الشائعة في فرنسا وأوروبا وهي التخدير في منطقة “فوق الجافية“:
وهو عبارة عن حقن مادة مخدرة في أسفل العمود الفقري وهي طريقة سليمة مخففة جداً للألم الولادي وغير ضارة بالجنين وليس لها أي تأثيرات ضارة بالأم (فالشائع عند النساء الخوف من الشلل بسبب هذه الطريقة في التخدير).
الطريقة المستعملة في أمريكا:
إستنشاق الغاز المخدر أثناء التقلصات الرحمية (الطلق) ويستنشق هذا الغاز فقط في فترة التقلص (الطلقة) عن طريق قناع موجود قرب مقعد الولادة حيث تستنشق منه الحامل الغاز المخدر أثناء التقلصات وترفعه فيما بينها، ومن المفترض تدريب وتأهيل الحامل لهذا قبل الولادة.
اختيار مكان الولادة
الولادة المنـزلية:
لقد كانت شائعة في السابق والبعض يقول أنها سليمة وأمنة والبعض الآخر الذي عاش اللحظات الأليمة للإختلاطات الولادية التي تراوحت من فقدان الطفل المولود حتى تهديد حياة الحامل بالخطر في بعض الأحيان أو وفاتها في أسوأ الحالات. صحيح أن هذا نادر وأن تسع ولادات من عشرة تمر بسلام ولكن الإختلاطات قد تكون أليمة ولا يمكن تعويضها، فقد نضطر لنقل الحامل للمشفى حالاً لإنقاذ الطفل أو إنقاذها هي أيضاً، فهذا النقل قد يفقدنا لحظات ثمينة يمكن تفاديها بوجود الحامل في المشفى المجهزة بجميع الأدوات الإسعافية وبغرف العمليات الجراحية بحالة الضرورة.
الولادة بالمشفى:
نحن ننصح دوماً الحامل بالولادة في المشفى كما رأينا سابقاً وتكون الولادة حتمية وضرورية في المشفى للحالات التالية:
حالة الولادة الأولى (الولد البكر).
حالات الولادة المتأخرة (الحامل المتقدمة بالسن).
حالات الولادة التي تتطلب عناية طبية مشددة والتي ذكرناها سابقاً.
المرجع : webteb.com