النظرة المستقبلية في علاج مرض السكري!

بما أن مرضى السكري غالبًا ما يتناولون عددا كبيرا من الأدوية, فإن هدف العلماء الذين يتعاملون مؤخرًا بتطوير أدوية جديدة من أجل علاج مرض السكري هو تقليل عدد الحبوب التي يتناولها المرضى وبالتالي تحسين الامتثال للعلاج والحد من الآثار الجانبية.

النظرة المستقبلية في علاج مرض السكري!

مرض السكري هو أحد الأمراض التي حصلت على لقب الوباء للقرن الـ21، بسبب الارتفاع الكبير في انتشاره في الآونة الأخيرة. نسبة انتشار مرض السكري من النوع الثاني في جميع أنحاء العالم هي 6-8% وتصل حتى 15% لدى السكان المتقدمين بالعمر. كما يشكل مرض السكري وباء حقيقيا وخطيرا في العالم العربي وخاصة في دول مثل لبنان والكويت.

ينعكس مرض السكري في ارتفاع نسبة السكر في الدم، دون القدرة على تنظيم المستويات الطبيعية، وهذه الحالة تتطلب تناول الأدوية. ويتميز هذا المرض بعدة أعراض، مثل: التبول المفرط، الشرب المفرط للماء، غباشة الرؤية وغيرها. كما ويعاني العديد من المرضى من السمنة. 
الآليات الرئيسية التي تساهم في تطور مرض السكري هي مستويات منخفضة من الانسولين (وهو الهرمون الذي يقوم بإدخال السكر إلى خلايا الجسم)، أو مقاومة الجسم لعمل الانسولين (يرتبط بشكل عام بالسمنة).

أعراض مرض السكري

قد يؤدي السكري غير المتوازن الى نشوء مضاعفات خطيرة مع مرور الوقت، الضرر الرئيسي هو في الأوعية الدموية الصغيرة والكبيرة، الأمر الي قد يتجلى بمضاعفات قلبية مثل النوبات القلبية وفشل القلب، تضرر الأوعية الدموية في الأطراف وحتى الحاجة الى بتر الأطراف، تضرر العينين حتى الإصابة بالعمى، وغيرها المزيد – مرض السكري هو السبب رقم واحد في العالم  لنشوء الفشل الكلوي، الحاجة لعمل غسيل وزرع الكلى.

يتقدم الآن علاج مرض السكري أكثر من أي وقت مضى، وهناك مجموعة متنوعة من خيارات علاج مرض السكري المختلفة، العلاج بواسطة الحقن، مثل الانسولين والأدوية المستخدمة كعقارات. في الماضي كانت علاجات مرض السكري الرئيسية المقترحة لمرضى السكري هي علاجات من مجموعة سلفونيل يوريا (Sulfonyl Urea). على الرغم من أن هذه العلاجات كانت فعالة من حيث خفض مستويات السكر في الدم، الا أنها تزيد من خطر حدوث التأثيرات الجانبية كزيادة الوزن وحتى تأثيرات جانبية أكثر أهمية مثل الانخفاضات الحادة في مستويات السكر في الدم – نقص سكر الدم (Hypoglycemia). هذا التأثير الجانبي مهم لدى كبار السن لانه يمكن أن يؤدي إلى السقوط والكسور التي تسبب عواقب خطيرة بشكل خاص لدى هذه الفئة من السكان. أيضا استخدام الأنسولين يمكن أن يؤدي إلى انخفاض حاد في مستويات السكر وتجب الحاجة لتوخي الحذر أثناء استخدام الدواء خاصة لدى السكان الذين لا يملكون معالجين مثل المسنين الوحيدين.

سبل جديدة في علاج مرض السكري: 

في السنوات الأخيرة، تطورت العديد من سبل علاج  مرض السكري من النوع الثاني، التي تتميز بالأمن والكفاءة العالية في علاج مرض السكري وفي الوصول الى وضع متوازن. تساهم هذه الأدوية في تحسين توازن مستويات السكر في الدم، مع احتمال أقل لنشوء نقص سكر الدم وبدون تأثير على وزن الجسم (وحتى حدوث نقص في الوزن) وبشكل عام، هذه العلاجات آمنة جدًا.

الجالفس- galvus (فيلدغليبتين – Vildagliptin) هو أحد أدوية الجيل الجديد لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وهو يتميز بالأمن والكفاءة العالية. يؤدي هذا الدواء الى تحقيق توازن جيد لمستويات السكر، دون التسبب في آثار جانبية مثل الانخفاض الحاد في مستوى السكر والذي قد يشكل خطرا على حياة المرضى كما ذكر في وقت سابق، وخاصة بين كبار السن. بما أن مرضى السكري غالبًا ما يتناولون عدد كبير من الأدوية، فهنالك هدف آخر من العلاج وهو تقليل عدد الحبوب، وبالتالي تحسين الامتثال للعلاج.

وكما هو معروف، فإن الأدوية تعمل فقط عند تناولها، ولذلك، فإنه من الشائع اليوم استخدام مزيج من العقاقير التي تحتوي على أكثر من دواء واحد. دواء الجالفس موجود أيضًا بمزيج مع دواء آخر لعلاج مرض السكري من النوع الثاني، وهو الميتفورمين (Metformin). العقار الممزوج يدعى اليوكرياس (Eucreas).

يجب أن يكون الأطباء وباقي الطاقم على دراية بالآثار الجانبية للأدوية، والحرص على إعطاء جرعات أولية منخفضة وتبسيط العلاج الدوائي قدر المستطاع. بالإضافة الى ذلك، يجب الأخذ بالحسبان أداء المريض اليومي، الأمراض المرافقة وجميع الأدوية التي يتناولها. وكما هو الحال في جميع مجالات الطب أيضًا في مرض السكري فإن ملائمة العلاج المختار للمريض المحدد مع مراعاة عوامل الخطر التابعة له، حالته الصحية العامة، عمره وحالته الاجتماعية – الاقتصادية هي أمر ضروري من أجل تحقيق الفعالية الأفضل، لاستمرار المريض بالعلاج وتقليل التأثيرات الجانبية قدر الإمكان.
إن توفر انواع العلاج الجديدة لمرض السكري، يمكن أن تقدم للأطباء والمرضى خيارات علاجية أفضل.

اليوم، بالرغم من وجود الوعي الكبير للعلاجات الجديدة، لا يزال هناك العديد من مرضى السكري الذين لا يدركون أن هنالك طرقا لتحسين توازن السكر وجودة الحياة وعلاج مرض السكري. هذه عملية جارية، وعلينا أن نعمل في كل وسيلة ممكنة لزيادة الوعي والحد من مضاعفات هذا المرض.

 اقرؤوا ايضا…

 


من قبل
ويب طب –
الثلاثاء 22 نيسان 2014


آخر تعديل –
الأربعاء 2 تشرين الأول 2019


المرجع : webteb.com