خطوات مدرسية في مواجهة السمنة

سمنة الأطفال في الوطن العربي في تزايد ملحوظ، فما هو الحل الأمثل لمواجهتها ؟ وما الدور الذي يمكن للمدارس أن تلعبه في ذلك؟

خطوات مدرسية  في مواجهة السمنة

الصحة والنجاح في المدرسة وجهان لعملة واحدة. فيصعب تحقيق الواحد دون الاخر. فاذا ما كان الطلاب او حتى الموظفين في حالة صحية جسدية او عقلية أو حتى اجتماعية غير سليمة فبالتأكيد سوف يؤثر ذلك على تحصيلهم التعليمي. ومن ضمن أحد المشاكل الصحية الكبيرة التي تواجه مجتمعاتنا العربية ولا سيما الاطفال هي داء السمنة، فبالاضافة الى الضرر الذي يلحقه الوزن الزائد بصحة أبنائنا وبمستقبلهم، فهناك أضرار تعود على التحصيل الأكاديمي، والقدرات الذهنية، والقدرة على التركيز، ومشاكل في المهارات والسلوكيات الاجتماعية، والثقة بالذات.

ويوضح الجدول الاتي مدى انتشار السمنة وزيادة الوزن ما بين الاطفال والمراهقين في الوطن العربي بحسب دراسة نشرتها Med Principles Pract عام 2002: 

الفئة العمريةنسبة انتشار السمنة وزيادة الوزن
أطفال أصغر من عمر 6 سنوات4-8%
من عمر 6-10 سنوات12-25%
المرهقين من 11-18 سنة25-45%

اذاً وقد أصبحت سمنة الاطفال مشكلة في تزايد في العديد من دولنا، أصبح لا بد من تدخلات سريعة وايجاد الحلول المناسبة، والتي قد تلعب المدرسة الدور الاساسي فيها والبيئة الأمثل لذلك! 

دور المدارس في الوقاية من السمنة

قد يكون للمدارس الدور الأكبر في تحسين صحة الشباب والاطفال ومعالجة السمنة ومكافحتها، ان تم استغلال الفترة التي يقضيها الطالب فيها بالشكل السليم، ويمكن ذلك عن طريق التحكم بثلاث محاور والتي قد تأثر ايجاباً في مواجهة السمنة وهي:

  • تغذية الطالب
  • النشاط البدني
  • التوعية الصحية التي تشمل الطالب والأسرة وموظفو القطاع التعليمي.

ان أحد اهم الطرق الرئيسية التي يمكن للمدارس أن تستخدمها للتأثير الايجابي والمباشر على الصحة، والتي تدخل ضمن المهام الرئيسية للمدرسة، هي تعليم الطالب وتثقيفه صحياً. اذ يمكن دمج التغذية السليمة والنشاط البدني في مختلف الموضوعات والمناهج الدراسية المقدمة خلال الفصل الدراسي، مع التركيز على تدريس المهارات التي تساعد في اكتساب عادات صحية، والمحافظة على نمط حياة صحي. ووضع برامج خاصة لحصص التربية الرياضية، والتي يراعى فيها احتياجات الطلاب وملائمتها لقدراتهم واهتماماتهم . وجعل حصص التربية الرياضية تشمل علامات ناجح او راسب مما يشجع اهتمام الاهل والطلاب.

اقرأ حول: أهمية التثقيف الصحي في المنهاج المدرسي!

كما ويمكن للمدرسة تعزيز البيئة الموجودة في المدرسة بحيث تكون أكثر صحية، مثل ايجاد مقصف مدرسي صحي أو كفتيريا، توفر أغذية صحية ومناسبة لجميع الطلاب، مع الاهتمام بنوعية ما يقدم ومنع أي من الوجبات السريعة والماكولات الدسمة. وقد يكون بامكان بعض المدارس ايجاد وجبات منخفضة السعرات الحرارية وخاصة بمن يعانون من السمنة وزيادة الوزن. بالاضافة الى ضرورة ايجاد مصدر مياه نظيف للطلاب وسهل الوصول اليه. 

في الولايات المتحدة، على سبيل المثال، وضعت وزارة الزراعة مؤخرا مبادئ توجيهية شاملة لوجبة مدرسية جديدة التي تحوي كل من الخضار والفواكه والحبوب الكاملة وتعمل على الحد من الدهون المشبعة والصوديوم. ومن المعروف أن الخطط التي مضت فيها الولايات المتحدة في مواجهة السمنة خلال العقد الماضي نتج عنها انخفاض ما يقارب 43% في نسبة السمنة المنتشرة ما بين الاطفال.

ايجاد طرق لتشجيع النشاط البدني خارج  المنهاج المدرسي وحصص التربية الرياضية، عن طريق مثلا اقامة البطولات الرياضية المختلفة والمتنوعة والتي لا تقتصر على نوع واحد، وزيادة التركيز على الرياضة الصباحية واثناء الطابور الصباحي. 

وبالتأكيد من المهم أيضا العناية بصحة موظفي القطاع التعليمي كما الطلاب. فهذا له دور مهم لا يتجزأ من من تحسين البيئة المدرسية، فبذلك يكونون قدوة للطلاب، ويزداد حماسهم واندفاعهم للعمل، وتقل غياباتهم وتوعكاتهم الصحية. وهذا ما دعت اليه “صحة للخدمات العلاجية الخارجية” في ابو ظبي، من ضمن الحلول المناسبة لمكافحة السمنة وهي التركيز على المدرسين وجعلهم مستعدين لتقديم الدعم النفسي والمعنوي للطلاب وخاصة من يعانون من مشكلة السمنة وتوابعها. فقد أظهرت العديد من الدراسات الدور المهم للمدرس في التأثير على الطالب.

والمتابعة والتقييم المستمر قد يكونان جزء مهم لا يتجزأ من عملية نجاح المهام ومتابعة سير العملية، مع ايجاد لجنة وهيئة رقابية في المدرسة مختصة بمواجهة السمنة، ومتابعة كافة الاجراءات المتخذة، ووضع السياسات وتطبيقها.

كما ومن المهم اجراء فحوصات دورية للطلاب تشمل ما قد يكون تقيمي لنمو وتطور الطالب، وتشخيص مبكر للامراض الناتجة عن سوء التغذية والسمنة، من نقص عناصر غذائية مهمة أو مشاكل وتأخر في النمو أو ارتفاع في الدهون والكولسترول. بعض التقيمات والفحوصات الدورية قد لاتكون مكلفة كما في اختبار مؤشر كتلة الجسم BMI، والذي قد يساعد في اجراء المسح المستمر والتقييمي لوضع السمنة وزيادة الوزن بين الطلاب والعاملين في المدرسة.  كما وقد يكون من الممكن ايجاد أخصائي تغذية في المدرسة يساعد الطلاب في عملية نزول الوزن ووضع برنامج تغذوي لكل منهم.

وعلينا أن لا ننسى أهمية التواصل مع الأهل وأولياء الأمر وتوعيتهم حول أهمية النشاط البدني والتغذية السليمة، واشراكهم  في حملات التوعية الخاصة بالسمنة ونمط الحياة الصحي والتغذية السليمة داخل المدرسة وخارجها. مع التركيز على التوعية بالامراض المرتبطة بالسمنة وسوء التغذية وكيفية مواجهتها.

 ومن أحد النماذج الناجحة للبرامج  التي تم تطبيقها في دول الخليج العربي، كانت حملة لمكافحة سمنة الاطفال تحت اسم “وزن الحقيقة الكاملة” برعاية الاتحاد النسائي ومجلس أبو ظبي للتعليم، وصحة للخدمات العلاجية الخارجية، مع وزارة التربية والتعليم، ومنطقة دبي التعليمية، وعدة مدارس مشاركة. حيث تم فيها التركيز على التثقيف الصحي، والتغذية السليمة والنشاط البدني والخدمات الاجتماعية والنفسية، وتقييم لوضع الطلاب والعاملين في مجال التعليم، والأهل، وادارات المقاصف المدرسية.

كما طبقت العديد من النشاطات والفعاليات التي تهدف الى نشر الوعي حول السمنة ومخاطرها حيث شمل ذلك وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية. حيث شملت عدة ندوات تثقيفية في مختلف القطاعات والمؤسسات، وتم طباعة المنشورات المختلفة وتوزيعها، واستخدام اساليب حديثة وجذابة مثل: الرسوم المتحركة والمجلات الكوميدية بهدف ايصال المعلومات بطريقة ممتعة سواء للاطفال او للعوائل.

وكما تم تنسيق العديد من الفعاليات الرياضية بهدف النتشجيع على ممارسة النشاط الرياضي. واجراء عمليات تقيمية للنتائج بهدف تعميم البرنامج على جميع المدارس في الدولة.


من قبل
شروق المالكي

الاثنين 24 آب 2015


آخر تعديل –
الأربعاء 26 آب 2015


المرجع : webteb.com