تربية القطط قد تصيب طفلك بالغباء
يرجع اللوم على القطط فيما يتعلق بمهارات القراءة الضعيفة لدى الأطفال، هذا ما اوضحته الدراسة الاتية:
“يمكن أن تسبب القطط في غباء الأطفال”، حسبما ذكرت صحيفة الديلي تلغراف. وقد ذكر التقرير أن طفيلية تسمى التوكسوبلازما جوندي، والتي تحملها القطط، يمكن أن تؤثر على الأداء الدراسي.
والتوكسوبلازما جوندي عبارة عن طفيلي عام يمكن أن يوجد في كثير من الثدييات، بما في ذلك القطط. ويمكن أن ينتقل الطفيلي إلى البشر عن طريق اتصالهم مباشرة مع وجوه القطط المصابة بالطفيلي وتلامسهم معها، أو من خلال تناول الطعام والشراب الملوث.
وتعرف الإصابة بالتوكسوبلازما بداء المقوسات.
على الرغم من أن داء المقوسات لا يسبب عادة أعراضا عند البالغين الأصحاء، إلا أن بعض الباحثين ذكر أنه قد يكون للطفيليات تأثير على المخ. فعلى سبيل المثال، دراسة 2012 التي ناقشناها والتي تتعلق بارتباط ملكية القط بالخطر المتزايد للانتحار.
دراسة تربية القطط والاطفال
تشمل هذه الدراسة الأخيرة ما يزيد عن 1700 طفل في سن المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة. حيث وجدت صلة بين الإصابة بالتوكسوبلازما وانخفاض النقاط في اثنين من الاختبارات الإدراكية – والتي تتعلق إحداهما بالقدرة على القراءة وتتعلق الأخرى بالذاكرة اللفظية.
على الرغم من ذلك، لم تكن هناك اختلافات في أداء اختبارات الرياضيات أو الاختبارات البصرية المكانية (القدرة على معالجة المعلومات البصرية التي تدور حول مواضع الأشياء). وفي حين أخذ الباحثون في عين الاعتبار بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج، مثل دخل الأسرة، فإن إزالة آثارها تماما من المرجح أن يكون صعبا.
ولا تقيم الدراسة كيفية تعرض الأطفال للتوكسوبلازما – سواء عن طريق القطط أو الأغذية الملوثة. وعموما، لا ينبغي أن تشكل هذه الدراسة ناقوس خطر لا مبرر له بين الأسر التي لديها قطط. وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة، فإن النظافة الجيدة فيما يتعلق بالحيوانات الأليفة للأسرة هي دائما فكرة جيدة. وينصح النساء الحوامل بالفعل بتجنب وجوه القطط للحد من فرص نقل العدوى إلى الطفل الذي لم يولد بعد.
حول فوائد الرضاعة الطبيعية للطفل وذكاء الطفل!
من أين نشأت القصة؟
قد أجرى هذه الدراسة باحثون من جامعة ولاية ايوا وجامعة فلوريدا الدولية. ولم تتلق هذه الدراسة تمويلا خاصا. وقد تم نشر هذه الدراسة في الصحيفة الطبية لمراجعة الأقران فيما يتعلق بعلم الطفيليات.
وفضلا عن ورود العنوان الرئيسي على غير العادة، فإن العنوان الرئيسي في صحيفة التلغراف أكثر حذرا من بعض نصوص المقال. ولا يمكن لهذه الدراسة أن تثبت السبب والنتيجة، والعنوان الرئيسي يتحدث بشكل مناسب عن كون الطفيل “مرتبطا” بصعوبات التعلم، ولكن يقول المقال أن “القطط يمكن أن تجعل الأطفال أغبياء”.
هل تحتوي المقالة على تنبيه من المؤلف للاحتراس والانتباه إلى أن الدراسات الطولية مطلوبة.
ومن الجدير بالذكر أن التقارير التي لميل على الإنترنت دقيقة وتقدم معلومات ذات خلفية مفيدة عن داء المقوسات.
ما نوع هذا البحث؟
هذه الدراسة عبارة عن دراسة مستعرضة شاملة تبحث في ما إذا كانت الإصابة بالطفيلي توكسوبلازما غوندي ترتبط بضعف الأداء المعرفي لدى الأطفال في سن المدرسة أم لا ترتبط.
والتوكسوبلازما هو طفيل وحيد الخلية يقال أنه يصيب نحو ثلث سكان العالم. وكما لوحظ في الأخبار، فإنه يمكن أن تحمله القطط وتنتقل إلى الإنسان عن طريق الاتصال مع وجه القطط المصابة بالطفيل. ويمكن أيضا أن تنتقل عن طريق شرب المياه الملوثة، وتناول اللحوم الملوثة غير المطبوخة جيدا أو الخضار غير المغسولة أو من خلال الأم إلى الطفل.
ويمكن أن يسبب طفيل التوكسوبلازما أمراضا خطيرة إذا انتقلت من المرأة الحامل إلى جنينها، أو لدى الناس الذين يعانون من ضعف جهاز المناعة. وعلى الرغم من ذلك، لا يسبب الطفيل في معظم الأشخاص ذوي الجهاز المناعي الصحي المصابين بالعدوى أعراضا ملحوظة، وتعتبر العدوى “كامنة” أو غير نشطة.
ويوجد بعض الاقتراحات، على الرغم من ذلك، والتي تفيد بأن العدوى يمكن أن تسبب تغيرات سلوكية أو معرفية أكثر دهاءا والتي لا تعزى حاليا إلى الإصابة. ولم تتعرض أية دراسات في أي وقت مضى للبحث في هذا الاحتمال لدى الأطفال، لذلك أراد الباحثون معرفة ما إذا كان الأطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما سيظهرون أداء إدراكي مختلفا عن الأطفال غير المصابين بالطفيل.
ولا يمكن أن يخبرنا هذا النوع من الدراسة المستعرضة الشاملة إلا عما إذا كانت الخصائص المعينة (لوظيفة الإدراك/المعرفة في هذه الحالة) تختلف في أنواع معينة من الناس (أولئك المصابون بالطفيل في هذه الحالة أو غير المصابين به). وبما أنها لا تقيم أيا من العوامل يظهر أولا، فلا نستطيع أن نقول على وجه اليقين أن العدوى يمكن أن يحتمل أن تسبب أي اختلافات. ونحن بحاجة إلى معرفة ما إذا كان الأداء المعرفي للأطفال يختلف قبل الإصابة أو بعد أو بعدها.
ما الذي تتضمنه الأبحاث؟
استخدم الباحثون بيانات من دراسات مستعرضة شاملة وجارية تسمى استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية. وما تجدر الإشارة إليه أنه من بين التقييمات الأخرى، اختبرت هذه الدراسة الأطفال في الولايات المتحدة الذين تتراوح أعمارهم بين 12 إلى 16 سنة فيما يتعلق بإشارات الإصابة بعدوى التوكسوبلازما، وكذلك اختبرت قدراتهم المعرفية. ومن ثم قارنوا نتائج الاختبارات المعرفية بين أولئك الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما والذين لا يعانون من الإصابة بها.
وقد أختار استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية ممثلين عينة من سكان الولايات المتحدة إجمالا. وقد تم جمع البيانات التي تم تحليلها في الدراسة الحالية بين عامي 1988 و 1994، كجزء من الدراسة الثالثة لاستقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية. وقد تم اختبار الأطفال لمستوى معين من الأجسام المضادة للتوكسوبلازما، والتي أشارت إلى أنهم قد أصيبوا بالعدوى في مرحلة ما. كما تم اختبار عينات الدم أيضا للتحقق من وجود الأجسام المضادة لمقاومة الأشكال الأخرى من العدوى (مثل الإلتهاب الكبدي الوبائي بفيروس بي و سي أو فيروسات الهربس)، وبالنسبة لمستويات الفيتامينات المختلفة. كما جمع استقصاء الصحة الوطنية وفحص التغذية معلومات أخرى، على سبيل المثال دخل الأسرة والانتماء العرقي.
وقد أنهى الأطفال اختبارات القراءة القياسية واختبارات الرياضيات، واختبارات تقييم التفكير بالإضافة إلى الجوانب المختلفة للذاكرة والوظائف الإدراكية/المعرفية الأخرى. ولم يتم إدراج الأطفال ذوي صعوبات/عوائق في التعلم في الدراسة الحالية. وقد حلل الباحثون ما إذا كان الأطفال الذين يوجد دليل واضح على إصابتهم بالتوكسوبلازما يختلفون في نتائج الاختبار المعرفية/ الإدراكية عن أولئك الذين ليس لديهم دليل واضح على الإصابة بالعدوى. وقد أخذوا في الاعتبار العوامل التي يمكن أن تؤثر على النتائج (مثل الارتباك المحتمل)، كما نظروا أيضا في ما إذا كانت النتائج تختلف في البنين عن البنات، أو عند هؤلاء الذين لديهم مستويات مختلفة من الفيتامينات في الدم.
ما هي النتائج الأساسية؟
قام الباحثون بتحليل البيانات لعدد 1755 طفل. وقد وجد الباحثون أن 7.7٪ من الأطفال قد أظهروا أدلة على أنهم تعرضوا للإصابة بعدوى التوكسوبلازما. ومن المحتمل بقدر كبير أن يكون الأطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما من عائلات لم تكن الإنجليزية هي اللغة الرئيسية لها فضلا عن وجود إشارات تدل على إصابتهم بأنواع أخرى من العدوى. كما أنهم يميلون أيضا إلى أن يكونوا فقراء.
وبما أن التعرض للإصابة بالتوكسوبلازما كان مرتبطا بالنقاط الضعيفة لمهارات القراءة والنقاط الضعيفة للذاكرة اللفظية، بعد تعديل الإرباك المحتمل. لم يكن هناك علاقة بين الإصابة بالتوكسوبلازما والرياضيات أو التفكير البصري المكاني في هذه التحليلات المعدلة.
ويبدو أن عدوى التوكسوبلازما ترتبط بالاختلاف الأكبر في الذاكرة اللفظية عند الأطفال مع تركيزات فيتامين إي المنخفض في دمهم. ولا يبدو أن أيا من تركيزات الفيتامينات الأخرى أو بين الجنسين تؤثر على الارتباط.
كيف يفسر الباحثون النتائج؟
وخلص الباحثون إلى أن: “التوكسوبلازما إيجابية المصل قد ترتبط بإعاقات القراءة والذاكرة لدى الأطفال في سن المدرسة”، وأنه يبدو “مصل فيتامين إي يعمل على تعديل العلاقة”.
الخاتمة
اكتشفت هذه الدراسة المستعرضة الشاملة وجود علاقة بين الإصابة بالتوكسوبلازما لدى الأطفال في سن المدرسة الثانوية في الولايات المتحدة وبعض تدابير الوظائف المعرفية / الإدراكية (القراءة والذاكرة اللفظية)، دون غيرها (كالرياضيات أو التفكير البصري المكاني).
وقد شملت الدراسة عينة وطنية كبيرة نسبيا (أكثر من 1700طفل)، والذين وقع عليهم الاختيار ليكونوا ممثلين لسكان الولايات المتحدة إجمالا. وتتمثل القيود الرئيسية للدراسة في التصميم المتعرض الشامل. كما يلاحظ المؤلف، وهذا يعني أنه لا يمكن إثبات أن الإصابة بفيروس التوكسوبلازما كان موجودا قبل أي اختلافات في وظيفة الإدراك/المعرفة. وبالتالي،لا يمكن استخلاص استنتاجات حول ما إذا كانت التوكسوبلازما هي السبب المباشر في حدوث الإختلافات التي نراها أغم لا. وبالتالي تستدعي الحاجة إجراء دراسات المجموعات المنغلقة حاجة لتحقيق فهم أفضل لما إذا كان من الممكن أن يكون الارتباط بسبب التأثير المباشر للتوكسوبلازما.
وبالإضافة إلى ذلك، فإنه على الرغم من أخذ الباحثون في اعتبارهم للعوامل المختلفة التي قد تؤثر على النتائج، فإن هذا قد لا يزيل آثارها بشكل تام. فعلى سبيل المثال، يميل الأطفال الذين يعانون من عدوى التوكسوبلازما إلى الانحدار من أسر فقيرة. وبما أن الباحثون قد وضعوا في اعتبارهم مقياسا واحدا والذي يتمثل في الوضع الاجتماعي الاقتصادي (دخل الأسرة)، فإن إزالة أثره تماما من المرجح أن يكون صعبا.
وقد قام الباحثون أيضا بالكثير من التحليلات، ول تكن جميعها ذات دلالة إحصائية ملحوظة. وعندما يتم القيام بالكثير من الاختبارات الهامة، فسوف لا يجد البعض الإرتباط إلا عن طريق الصدفة فقط. وأيضا، في حين أن هناك ارتباط بين التوكسوبلازما وبعض نتائج الاختبارات المعرفية، إلا انه ليس هناك ارتباط بالنسبة للاختبارات الأخرى.
ولا ينبغي أن تدق هذه الدراسة ناقوس الخطر الذي لا مبرر له بين الأسر التي لديها قطط، حيث إنه ليس من الممكن أن نقول على وجه اليقين أن التوكسوبلازما هي السبب وراء الاختلافات التي رأيناها. وبغض النظر عن نتائج هذه الدراسة، فإن النظافة الصحية الجيدة فيما يتعلق بالحيوانات الأليفة للأسرة هي دائما فكرة جيدة. وينصح النساء الحوامل بالفعل بتجنب وجوه القطط لتقليل فرص إصابتهم بفيروس التوكسوبلازما ونقله إلى الجنين.
وقد يكون لملكية الحيوانات الأليفة فوائد، مثل تعزيز نوعية حياة الطفل وتعليمهم ما يدور حول مفهوم المسؤولية. ومن المهم تعزيز قواعد النظافة الصحية الجيدة التي تتعلق بالحيوانات الأليفة، مثل البقاء بعيدا عن أي مخلفات للحيوانات بالإضافة إلى غسل أيديهم بعد التعامل مع الحيوانات الأليفة، وخاصة قبل تناول الطعام.
المرجع : webteb.com