تأثير الأدوية – لماذا نعاني من آثارها الجانبية؟
تأثير الأدوية والآثار الجانبية غير المرغوب فيها هي ظاهرة موجودة في كل نوع من العلاج الدوائي. فأي علاج دوائي فعال بالضرورة أيضًا له آثار جانبية.
هذا المقال برعاية مؤتمر دول الخليج الثالث للصيدلة
لا يوجد أي جهاز أو عضو من أعضاء الجسم محمي من الآثار الجانبية وتأثير الأدوية. ومع ذلك، فان الجلد، الكبد، الجهاز الهضمي، الجهاز العصبي والدورة الدموية هي الأكثر تعرضا للآثار الجانبية التي يتم تشخيصها.
- الجلد – ربما بالأساس بسبب كونه عضوا سطحيا جدا (وبالتالي فان حساسيته للتغيرات في الجلد تكون أكثر بكثير – الغالبية منها ترى بالعين المجردة على النقيض من التغييرات في وظائف الأعضاء الداخلية، والتي عادة ما تتطلب الفحص الأكثر عمقا). الآثار الجانبية في الجلد هي خفيفة جدا، بالأساس أنواع مختلفة من الطفح الجلدي.
الشائع منها هو الطفح الجلدي الموربيليفورمي، وهو طفح جلدي واسع الانتشار، أملس، مسطح وبارز، مثل معظم الأعراض الجلدية للعلاج الدوائي فانه لا يتطلب علاج خاص، وحتى انه لا يشكل دائما سببا لوقف أخذ الدواء.
أثر جانبي آخر شائع هي حساسية الجلد للاشعة. الأعراض مشابهه في الواقع لحروق الشمس. هذه الظاهرة تسببها عادة الأجزاء الغير مرئية من أشعة الشمس (وخاصة الأشعة فوق البنفسجية)، لذلك يمكن بالطبع أن تحدث أيضا في الطقس الغائم (الغيوم يخترقها هذا النوع من الإشعاع).
هنا أيضا، في معظم الحالات يكون الحل هو بتجنب التعرض لأشعة الشمس (ارتداء ملابس مناسبة أو الكريم الواقي من الشمس عادة لا يكفي في مثل هذه الحالات)، وليس وقف العلاج.
ومع ذلك، في حالات أكثر ندرة فان الآثار الجانبية التي تؤثر على الجلد يمكن أن تكون مهددة للحياة. عندما يكون هناك ضرر في كل طبقات الجلد، وحروق على نطاق واسع.
- الجهاز الهضمي – الجهاز الثاني من حيث نسبة حدوث الضرر جراء تأثير الأدوية. الآثار الجانبية هنا يمكن أن تؤثر على كل جزء في الجهاز الهضمي: المريء (الحرقة، صعوبة البلع)، المعدة (الغثيان والقيء)، الكبد (تغييرات في الاختبارات المعملية، اليرقان)، الأمعاء الدقيقة والغليظة (الآم البطن، الإسهال).
- الجهاز العصبي – الآثار الجانبية تشمل الدوار، الصداع، التغيرات في الشهية وعادات النوم – جميعها آثار جانبية شائعة، رغم انها ليست خطيرة جدا عادة، لمعظم الأدوية.
- تغييرات أخرى – الاكتئاب وغيرها من التغيرات المزاجية، التعب، وحتى الاضطرابات المعرفية – كلها يمكن أن تظهر كآثار جانبية لتأثير الأدوية.
- التغييرات في الوزن – هذا هو أحد الآثار الجانبية الشائعة للعديد من الأدوية، بدءا من الأدوية ذات التأثير النفسي وانتهاء بالبدائل الهرمونية (مثل حبوب منع الحمل). هنا من المهم جدا أن نفهم أولا ما سبب التغير في الوزن، بحيث يكون العلاج وفقا لذلك:
هل هذا تغيير في توازن السوائل في الجسم (شائع في الأدوية المدرة للبول، الأدوية الهرمونية مثل حبوب منع الحمل، الخ)؟ أم أن هذا بسبب زيادة نسبة الدهون والكتلة الجافة بسبب التغيرات في الشهية؟ هل التغييرات في الشهية هي نتيجة تأثير الأدوية والآثار الجانبية المباشرة للدواء (مثل أدوية السكري)، أو نتيجة لخلل آخر، على سبيل المثال اضطراب في المزاج، والذي قد يكون أيضا جزءا من الآثار الجانبية؟
اقرؤوا المزيد: |
كيفية التعامل مع الآثار الجانبية وتأثير الأدوية؟
الخطوة الأكثر أهمية هي التوجه الى الطبيب، توثيق العلاج الدوائي (المقرر والحاد)، وخاصة التغييرات فيه.
لا يكون العلاج دائما بوقف الدواء، وفي كل الحالات لا ينبغي وقف الدواء دون استشارة الطبيب – الآثار الجانبية يمكن أن تزداد سوءا عند وقف تناول الأدوية، وللتوقف الحاد بالعلاج الدوائي يمكن أن يكون الكثير من التداعيات الخطرة الأخرى.
يبدأ الطبيب بمحاولة تشخيص السبب: إذا بدأت الأعراض بعد وقت قصير من التغييرات في العلاج الدوائي فان المهمة تكون سهلة. ومع ذلك، فإن المرضى غالبا ما يأخذون العديد من الأدوية، والآثار الجانبية يمكن أن تحدث بعد عدة أشهر، وفي حالات نادرة حتى سنوات، بعد البدء في أخذ الدواء.
في هذه الحالات هناك عدد من الاختبارات الإضافية التي يمكن أن تساعد في تحديد مصدر المشكلة. اختبارات الحساسية (مثل اختبار حساسية الجلد)، اختبارات الدم العامة وأحيانا التصوير أيضا (المنظار على سبيل المثال) – جميعها تجرى وفقا لتقدير الطبيب.
عادة أيضا دون التشخيص الأكيد، من المقبول تبديل الدواء الجديد و / أو تعديل الجرعة.
متى ينبغي التوجه الى غرفة الطوارئ فورا؟
في كل الحالات التي تشكون فيها من ظهور الآثار الجانبية بسبب الأدوية، من المهم التوجه الى الطبيب. لكن، الأعراض التالية تشير إلى تطور تفاعلات خطيرة، وتستلزم التوجه الفوري لتلقي العلاج الطبي:
- ظهور “الصفير” أو صعوبة شديدة في التنفس.
- الألم في الصدر، الذبحة الصدرية.
- التورم في الوجه، وخصوصا في منطقة اللسان، الفم والحلق.
- التشنجات و/أو التغييرات في حالة الوعي.
- الدوخة الشديدة و/أو الإغماء.
المرجع : webteb.com