الابتسامة كمصدر للطاقة والحياة!
بالإضافة الى انها تجعلنا نبدو أفضل، فان الدراسات وجدت أن الابتسامة تحسن الصحة وتطيل معدل العمر.
للدمج بين الصحة النفسية والجسدية، يحاول الكثيرون القيام بأنشطة رياضية مثل رياضة الـ spinning أو ركوب الدراجات الهوائية أو مجرد الركض. أولئك الذين يمارسون الرياضة، يواجهون في كثير من الأحيان مشاكل فسيولوجية وآلام ليست بسيطة. أحيانا في ذروة الصعوبة، فان القيام بنشاط بسيط مثل الابتسامة، يساعدنا في التغلب على الصعوبات.
رون غوتمان، مؤسس أحد المواقع الرائدة على شبكة الإنترنت في الولايات المتحدة في مجال الصحة (healthtap.com)، يروي عن شعور مماثل في سباقات المسافات الطويلة. كيف ان حقيقة كونه يبتسم، تساعده في اللحظات العصيبة أثناء السباق. أدت هذه التجربة برون إلى رحلة عجيبة في مجال علم الأعصاب، علم الإنسان، علم الاجتماع وعلم النفس بهدف اكتشاف القوة العجيبة للابتسامة.
تم في جامعة بيركلي في كاليفورنيا اجراء دراسة مثيرة للفضول ومقلقة، حيث تم فيها مراقبة طلاب جامعات لمدة 30 عاما من حياتهم. وفقا لصورة الابتسامة لكل طالب كما تم توثيقها في صورة حفل التخرج، واستمرت المراقبة بهدف فحص درجة النجاح ونوعية الحياة التي وصلوا اليها في حياتهم.
بمساعدة تتبع الابتسامة، كان الباحثون قادرين على التنبؤ بـ:
- مدى نجاح واستقرار حياتهم الزوجية.
- مستوى جودة حياتهم وسعادتهم.
- مدى تأثيرهم على المحيطين بهم.
كان الاستنتاج أن ذوي الابتسامة الأوسع، تقدموا باستمرار لدرجات أعلى في مقياس النجاح.
في بحث مفاجئ أكثر اجري في عام 2010 في جامعة Wayne State University. تم فحص صور تم تصويرها في عام 1952 لنجوم دوري البيسبول. ما تم اكتشافه هو أنه من حجم ابتسامة اللاعب كان بالإمكان التنبؤ بطول عمره.
اللاعبون ذوو الابتسامة المشرقة، عاشوا في المتوسط 79.9 عاما بالمقارنة مع الآخرين الذين عاشوا في المتوسط 72.9 عاما.
يواصل رون غوتمان ويقول، أننا ننتمي إلى نوع ضاحك ويمكننا الاستفادة من قوة الابتسامة بشكل إيجابي في كل أحداث حياتنا الاجتماعية. الابتسامة هي آلية مهمة جدا بالنسبة لنا بني البشر.
ربما قد يدهشكم أن تعرفوا، اننا نولد مبتسمين. من خلال الفحص بالموجات فوق الصوتية، يمكن رؤية أن الجنين يبتسم في الرحم.
الابتسامة هي أيضا واحدة من التعبيرات البيولوجية الأساسية والموحدة بين جميع بني البشر. اكتشف بول إيكمان، الخبير العالمي الرائد في تعبيرات الوجه، ان الابتسامات تتعدى الثقافات ولها نفس المعنى في المجتمعات المختلفة.
الابتسامة ليست فقط وسيلة عالمية للتواصل، بل هي أيضا الأكثر شيوعا وتواترا.
تشير الدراسات إلى أن أكثر من 30٪ من الناس يبتسمون أكثر من 20 مره في اليوم وفقط أقل من 14٪ من الناس يبتسمون أقل من 5 مرات في اليوم.
الابتسامة معدية:
هل تساءلتم مره لماذا وجودكم بصحبة الأطفال، الذين يبتسمون كثيرا، يجعلكم أيضا تبتسمون أكثر؟ أظهرت دراستان تم اجرائهما في جامعة رائدة في السويد خلال عامي 2002 و 2011 أنه عندما يبتسم الآخرون لنا، فان العضلات اللا – ارادية تتحرر وتتحرر معها الابتسامة.
سبب ذلك هو أن الابتسامة معدية دون أن نعي ذلك وتؤدي للابتسام بشكل عفوي لأي شخص يبتسم لنا. هكذا حتى بين الغرباء الذين ليس لديهم رغبة في خلق تقارب، تقليد الابتسامة وتعبيراتها يساعدنا على خلق بيئة لطيفة.
الكثير من الناس لا يعرفون أن تشارلز داروين، المعروف بأبي نظرية “مصدر الجنس البشري”، قد وضع أيضا نظرية “آلية رد الفعل والتوازن العكسي للوجه.” الادعاء هو أن عملية الابتسام تجعلنا نشعر أفضل وليس العكس (أي، أن الشعور الجيد يجعلنا نبتسم). وقد تم اثبات هذه النظرية في العديد من الدراسات.
الابتسامة تحفز آلية رد الفعل الإيجابي في الدماغ حتى أكثر من أكل الشوكولاته المعروفه بأنها تحفز الاستمتاع. وقد أثبت باحثون بريطانيون أن الأشخاص الذين يبتسمون نحو 400 مره في اليوم (مثل الأطفال) تكون صحتهم أفضل.
للابتسامة تأثيرات علاجية مثل تحسن الصحة ومستويات الهرمونات في الدم المرتبطة بتحسين الحالة المزاجية، مثل الاندورفين وخفض ضغط الدم.
وإذا كان كل هذا لا يكفي، فان للابتسامة أيضا تأثير على ما نوحيه للآخرين. ونحن نظهر أفضل في عيون الآخرين.
في دراسة أجريت مؤخرا في جامعة Penn ثبت أنه عندما نبتسم، فنحن نعجب الآخرين أكثر، يكنوا لنا المودة والاحترام أكثر، وينظروا إلينا كلائقين وموهوبين أكثر.
عندما تبتسمون، فإنكم تشعرون أفضل وتظهرون بشكل أفضل. عندما يراكم الآخرون تبتسمون، فانهم يبتسمون هم أيضا. عندما يبتسم الآخرون، فإنهم يبدون أفضل ويشعرون على نحو أفضل ، فهنا قمنا بإنشاء دائرة سحرية تعتمد على هدية مجانية – الابتسامة.
مواد إضافية حول هذا الموضوع: |
المرجع : webteb.com