هل الماديات هي مقياس الحب الحقيقي؟
وفقا لدراسة نُشرت مؤخرا, فان الماديات تؤثر سلبا على العلاقة الزوجية, وخصوصا عندما يحب كلا الشريكين شراء ملابس تحمل علامات تجارية(الماركات) أو أجهزة حديثة. على الرغم من أن عالمنا مشبع بالرسائل التي تشجع المادية, يجب أن نتذكر ما هو مقياس الحب الحقيقي ؟!
مجوهرات باهظة الثمن؟ أثاث فاخر؟ وجبة عشاء أسطورية؟ هنالك أزواج بالفعل يحبون مظاهر الترف وكل ما هو جديد ومميز..
ولكن دراسة حديثة كشفت أن مقولة “السعادة لا تُشترى بالمال” صحيحة للغاية ؛ فهذه السلع بالفعل لن تشتري لكم الحب والعاطفة ، وهي ليست مقياس الحب الحقيقي. وفقا للدراسة، فان الأزواج الماديين الذين يحبون إنفاق اموالهم على الملابس ذات العلامات التجارية، المطاعم الفاخرة وأحدث الأجهزة الموجودة في السوق، هم اقل سعادة ويتشاجرون أكثر من الأزواج الذين يولون اهمية اقل للنقود ،مما يثبت أن المال وحده فعلا ليس مقياس للحب الحقيقي.
أجريت دراسة من قبل باحثين في جامعة Brigham Young في ولاية يوتا في الولايات المتحدة الامريكية ونشرت في صحيفة Journal of Couple & Relationship Therapy عن مدى تأثير الاهتمامات المادية عند الازواج على علاقتهم ، فقد اجرى الباحثون استفتاءًا لحوالي 1700 زوجا وزوجة في جميع انحاء الولايات المتحدة، وقد طُلب منهم الاجابة عن الاسئلة التي تتعلق بموقفهم حيال قيمة العلاقة الزوجية وكل ما يتعلق بالمواضيع المادية، والعلاقة العاطفية، والتواصل، وتعريف مدى أهمية الشراكة بين الزوجين ومفهوم الزواج. بالاضافة الى ذلك، تم سؤالهم عن طبيعة علاقتهم وما هو مدى تقييمهم للمال وامكانية استغلاله لشراء الأشياء من وجهة نظر كليهما.
حيث لاحظ الباحثون ان الازواج الذين يكون فيهم أحد الزوجين ماديا والآخر لا، سيواجهون المزيد من المشاكل في علاقتهم وسيبدون انخفاضا شديدا في رضاهم عن الزواج وطبيعة العلاقة ومدى استقرارها، مقارنة بالازواج الذين لديهم اهتمامات مالية مشتركة ومتشابهة.
وكانت خلاصة الدراسة أن الازواج الذين يكون فيهم كلا الزوجين ماديين على وجه التحديد هم أولئك الذين يعانون أكثر الصعوبات والمشاكل في علاقتهم.
حيث تم تقسيم مستويات الاهتمامات المادية بين المشاركين بالاستفتاء الى:
58.7 % من المشتركين أظهروا مستويات مرتفعة أو منخفضة من المادية.
من ضمنهم:
– لدى 24.1% من الازواج كان كلا الزوجين غير ماديين.
– لدى 34.1% من الأزواج كان كلا الزوجين ماديين.
اما باقي الازواج فقد أظهروا مستويات مختلفة من الاهتمامات المادية لدى كل واحد من الزوجين. ومن اجمالي المشاركين فإن خُمس الازواج الذين اشتركوا في هذه الدراسة كانوا من اولئك الازواج الذين لدى كلا الزوجين اهتمامات مادية جدا. وفقا لنتائج الدراسة وخلافا للاعتقاد الشائع بات واضحا أن الزواج بين شخصين يحبان المال لن يكون أكثر نجاحا من الزواج بين شخصين يكون احدهما مادي فقط.
اعترف خُمس الأزواج بحبهم للنقود، وبأن النقود هي المصدر الرئيسي لتولد المشاكل في العلاقة. وعندما سئلوا عن استقرار علاقتهم وتردد الخلافات بينهم، حصل الازواج الماديون على درجة منخفضة جدا، 10-15% مقارنة مع الأزواج الذين أجابوا بأن المال ليس مهما جدا بالنسبة لهم.
أشار الباحثون الى أن الأزواج التي بها كلا الزوجين ماديين كانت في أسوأ وضع تقريبا وفق كل مؤشر تم فحصه. وذلك لانهم يضعون العلاقة الزوجية في أدنى مكان في قائمة الأولويات ويمنحونها قدرا اقل من الاهتمام مقارنة بالازواج الذين يهتمون بشكل اقل بالنقود والممتلكات. لاحظ الباحثون أن الأزواج الماديون أظهروا نموذجا واضحا لسوء التواصل، عدم القدرة على حل مشاكل علاقتهم واستجابة منخفضة للزوج.
وقد أشار خبراء آخرون أن السمات الشخصية النموذجية للأشخاص الماديين جدا هي تلك التي تؤثر على نظام الزوجية. ويقول اخصائيو علم النفس أنه غالبا ما يكون الاشخاص الماديون انانيون أكثر ويهدفون الى لفت أنظار الآخرين. وفقا للدراسات التي اجريت في هذا المجال، فان الاشخاص الماديون للغاية معرضون أكثر للمعاناة من الخوف والاكتئاب، كما ان كفاءة علاقتهم الزوجية غير جيدة وخاصة اذا كانت لديهم ثقة منخفضة بالنفس. هذه الصفات هي التي تسبب المشاكل بين الزوجين.
واقترح الباحثون سببا آخر ممكن للمشاكل العديدة المندلعة بين الزوجين الماديين وهو انفاق اكثر مما يتيح الدخل المشترك للزوجين، الامر الذي قد يؤدي الى تراكم الديون والضغط المادي، وبالتالي فقد تتآكل العواطف وتضعف العلاقة الزوجية. وكذلك فقد يؤدي تركيز احد الزوجين على المال الى شعور الآخر بالهجر والحزن.
اذا فخلاصة الدراسة وما تم اثباته هو أن المال وحده او المادة ليست مقياس أو دليل على الحب الحقيقي ونجاح العلاقة بين الشريكين. ووفقا للباحثين فقد يخدع الاشخاص أنفسهم في بعض الأحيان فيما يتعلق بالأهمية التي يعلقونها على نجاح العلاقة الزوجية وربطها بالعديد من المقياس التي تثبت مدى العاطفة والحب الذي يكنه الشريك. وهم يقترحون انه في الحالات التي يكون فيها كلا الزوجين ماديين وبهذا فانهم سيواجهون العديد من المشاكل في علاقتهم الزوجية، ينبغي على الزوجين اتخاذ خطوة إلى الوراء وسؤال أنفسهم ماذا يهمهم حقا وما هي أولوياتهم ، وهل سيسمحون لطموحاتهم في المجال المادي بان تتعارض مع أمور مهمة حقا كالعلاقة الزوجية التي تعتمد على الحب والدعم والعاطفة أكثر من أي شيء اخر.
اقرؤوا المزيد: |
المرجع : webteb.com