تعرفوا على اخر المستجدات لعلاج التعب

“حضرة الطبيب، أنا دائما متعب. أستيقظ في الصباح، بعد النوم، واشعر بالتعب, خلال اليوم أنا متعب طوال الوقت، وحتى بعد عطلة نهاية الأسبوع فأنا أبدأ أسبوع العمل متعب جدا “

 العديد من المرضى يأتون إلى الطبيب ويشكون من الإحساس بالتعب. أصبح التعب، للأسف، واحد من السمات المميزة للإنسان العصري، وأحيانا يبدو أن الجميع من حولنا، ونحن أيضا، نتثاءب ونتوق للنوم على السرير في معظم ساعات اليوم.

ما هو سبب هذا الإرهاق؟ ينقسم التعب المزمن إلى فئتين رئيسيتين: التعب الناجم عن المرض والتعب الذي لا ينبع من المرض. في حين أن التعب العادي هي ظاهرة عابرة حيث يمكن علاج التعب بواسطة الراحة، الخروج لأجازة وما شابة ذلك, فان المصابين بمتلازمة التعب المزمن يستيقظون متعبين حتى بعد النوم الطويل.

 معظم الشكاوى من التعب لا تدل بالضرورة على وجود مرض جسدي أو نفسي. ظاهرة التعب «الطبيعي» ترتبط بنمط الحياة العصرية، الذي يتميز بالتوتر، الضغوط والشعور المتواصل بالإجهاد. وهي تميز بالأخص الشباب، مدمني العمل، الذين يعملون لساعات طويلة خارج المنزل وينامون ساعات قليلة.

 التعب  يشكل تعبيرا عن الطاقة النفسية الناقصة وعن تأثير الضغوط المختلفة: في المجال المالي، العلاقة الزوجية والأسرية – في سباق لا نهاية له وراء الإنجازات المالية، الشخصية والاجتماعية. سباق الذي يكلف غاليا في النهاية.

في بعض الأحيان، بالإضافة إلى التعب المزمن تظهر علامات مثل الألم، انخفاض الوزن، بحة في الصوت، تغييرات في البراز، اضطرابات الحيض (لدى النساء)، وبالتالي فمن المقبول إجراء بعض الفحوصات الطبية – في الكبد, الرئتين, القلب, واختبارات أساسية لمستوى الهيموجلوبين في الدم – لنفي وجود فقر الدم، ونشاط الغدة الدرقية – لنفي وجود نقص نشاط الغدة الدرقية.

عندما تكون الفحوصات سليمة، يتوسع التحقيق حول نمط حياة المريض. إذا ما كان يشكو من مشاكل على المستوى الشخصي – في العمل، في المنزل، حالات العنف في العائلة وما شابه ذلك – هذه هي حالة نفسية  يتم حلها عند معالجة المشكلة المسببة لها.

للمرضى الذين يعانون من التعب بسبب تدني اللياقة البدنية و / أو زيادة الوزن يوصى بإجراء تغيير في نمط الحياة وممارسة الرياضة بشكل دائم، التي تحسن الشعور العام.

 في بعض الأحيان، معرفة أن جميع الاختبارات سليمة وأن الشخص سليم، تكفي للتهدئة وإزالة الشعور الغير مبرر بالتعب.

 لست متعبا عبثا. تبدأ المشكلة الحقيقية عندما يتعلق الأمر بالتعب الناجم عن المرض. واحدة من العلامات المميزة لأمراض معينة مثل نقص نشاط الغدة الدرقية، الاكتئاب أو فقر الدم، هي الشعور بالتعب.

متلازمة توقف التنفس أثناء النوم، شائعة لدى الناس في منتصف العمر، ولدى أولئك الذين يعانون من زيادة الوزن، والبعض منهم يبقى متعب طوال النهار وحتى انهم يغفون فجأة وليس في السرير حصرا…

. متلازمة التعب المزمن  CFS -Chronic Fatigue Syndromeهي مرض التعب الشديد الذي علاماته الأساسية هي التعب المستمر. ويسمى أيضا “مرض المترفين”.

 هذا المرض “جديد” نسبيا، والذي عرف لأول مرة كمرض من حيث الوعي الطبي فقط في عام 1990، وفي السنوات الأخيرة اتضحت مصادرة وطرق التعامل معه.

 متلازمة التعب المزمن منتشرة بشكل كبير (في الولايات المتحدة يعاني منها بين 1-4 مليون انسان) ولها علامات جسدية ونفسية  تضر بشكل كبير بجودة الحياة. بعض الناس يستمر لديهم المرض الى ستة أشهر وهناك من يستمر المرض لديهم لثلاث سنوات وأكثر.

أيضا شدة المرض تختلف من شخص لآخر، لكنها تبدأ من درجة معتدلة وما فوق. يبقى نحو ربع من المرضى طريحي الفراش ولا يمكنهم العمل بالمرة وهناك من يواصلون عملهم بطريقة مختلفة عن المعتاد، بشكل جزئي وسيء ويشعرون بعدم الراحة كل الوقت.

 المتلازمة لا تفرق بين العرق أو الجنس – فقد لوحظت في العديد من البلدان، ,وهي تصيب الناس من طبقات اجتماعية واقتصادية مختلفة، الرجال والنساء على حد سواء، وحتى لدى أفراد نفس العائلة. المرضى يكونون عادة من الشباب، الذين تتراوح أعمارهم بين 30-50. لم تعرف حالات في مرحلة الطفولة والمراهقة.

الاثارة الزائدة. متلازمة التعب المزمن ربما يكون سببها اثارة في جهاز المناعة، التي تسبب لسلسلة من ردود الفعل ولإفراز مواد مختلفة, التي تسبب التعب في نهاية المطاف. بعض العلماء يعتقدون أن عامل الإثارة هو التعرض للفيروسات في الماضي، والذي تظهر آثاره بعد سنوات قليلة. ويبدو أن هناك أيضا عوامل وراثية  تؤثر على إمكانية تسبب الفيروس في إثارة الجهاز المناعي.

في كثير من الحالات، يتفشى المرض مباشرة بعد الانفلونزا أو بعد مرور بعض الوقت، ويعبر عنه بالتعب، أو الاكتئاب، أو كليهما. الأعراض مشابهة لتلك التي في أمراض أخرى (“مرض كثرة الوحيدات العدوائية“، التصلب المتعدد, التهاب الكبد)، وبالتالي، يجب نفي وجود أمراض أخرى للتشخيص الدقيق. كلما تم تشخيص المرض بسرعة أكبر، كلما كان من الأسهل التعامل معه.

 المصابون بمتلازمة التعب المزمن يشعرون بتغيرات في المرض، لديهم أيام جيدة وأيام أقل جودة. عادة، هؤلاء الأشخاص لا يستطيعون العمل في الحر أو بعد وجبة الغداء، أو انهم قادرون على العمل لبضع ساعات في الصباح. البعض منهم يشعرون بشكل أفضل في ساعات المساء والبعض يكونون متعبين ليس فقط بسبب المرض بل أيضا بسبب عدم القدرة على النوم.

بالإضافة إلى التعب كظاهرة جديدة، التي لا تزول بعد النوم، يجب أن تتوفر عدة أعراض أخرى لكي يعرف المريض بأنه يعاني من متلازمة التعب المزمن: الحرارة المنخفضة وموجات البرد، الضعف العام والإرهاق، الحلق الأحمر والمؤلم، ضعف العضلات وآلام العضلات، تضخم الغدد الليمفاوية، ألم في البطن، الغثيان, ضيق في التنفس وغيرها.

هناك أيضا أعراض نفسية: الاكتئاب والمشاكل المعرفية – اضطرابات في التركيز، الذاكرة وغيرها. كل مريض يشكو من أعراض مختلفة ولدى كل واحد يظهر جزء من الأعراض فقط. أحيانا يكون فقر الدم، نقص فيتامين B12، انخفاض مستويات خلايا الدم البيضاء، قلة الخلايا اللمفية، قلة المغنيسيوم، انخفاض مستوى الأيض وانخفاض مستوى السكر في الدم، هي أعراض جانبية للمرض نفسه.

 على أي حال، يكون هناك ضرر في الجهاز المناعي ولذلك عادة ما يسمى هذا الاضطراب باسم “متلازمة التعب المزمن والفشل المناعي“,Chronic Fatigue & Immune Deficiency Syndrome.

 علاج متلازمة التعب المزمن هو شمولي ويتعامل مع كل واحد من الأعراض المختلفة على حده: التروكسينلموازنة نشاط الغدة الدرقية, الحديد لفقر الدم، اضافة الفيتامينات في حالة النقص, الأدوية المضادة للاكتئاب لعلاج الاكتئاب، العلاج الدوائي للألم، الحبوب المنومة لمشاكل النوم وغير ذلك.

كذلك, يوصى بإجراء التمرينات البدنية الخفيفة لتحسين الحالة المزاجية، وهناك دراسات  تبين أيضا أن العلاج النفسي- المعرفي (Cognitive Behavioural Theraphy) يمكن أن يساعد المرضى. ومع ذلك، فكل وسائل العلاج يمكنها بالفعل خفض مستوى نشاط المرض ولكن ليس لشفائه تماما.

بالإضافة إلى  علاج التعب  التقليدي، فهناك أيضا علاجات تكميلية فعالة:

كيف تعالج العلاجات المثلية التعب المزمن؟ وفقا للنهج المثلي، فالمرضى الذين يشكون من التعب المزمن هم أشخاص حساسين للمرض، أحيانا الأشخاص الذين يأخذون على عاتقهم الكثير من المهام، ويحملون أنفسهم فوق ما هم قادرون على القيام به. ففي مرحلة معينة فأنهم ببساطة ينهارون، و يقول لهم جسمهم “كفى”.

المعالجة المثلية في حالة علاج التعب المزمن تبدأ بمحادثة بين المعالج والمريض لمحاولة تغيير نظرته للحياة، وفهم محنته.

 في وقت لاحق يتم تعليمه الاسترخاء بواسطة تقنيات مختلفة، مثل التأمل، اليوغا أو التاي تشي. التأمل هو واحد من أفضل الوسائل من أجل علاج التعب المزمن – المريض يتعلم أن يستمع إلى تنفسه ويتدرب على “تنظيف” المخاوف. المعالجة المثلية توجه المريض لتلقي المشورة بشأن النظام الغذائي السليم وأيضا حلقات المشورة الجماعية، التي تعمل على تغيير طريقة نظرته إلى الحياة.

كيف يعالج علاج المنعكسات  Reflexology وأزهار باخ التعب المزمن؟ يبدأ علاج المنعكسات أيضا باستجواب واسع للمريض ويستمر الى التدليك الذي هو مزيج من التلدليك التايلندي مع علاج المنعكسات، بواسطة كريم التدليك والزيوت المهدئة والمنشطة.

التدليك يسمح للجسم بإنتاج الطاقة ويعالج الجهاز المناعي, الجهاز الهضمي, الكبد والجهاز الهرموني. في كل لقاء علاجي يتم تدليك كل الجسم ويتم اعطاء المزيد من التدليك للأعضاء المحتاجة لذلك، خاصة تلك الأعضاء التي تحتاج لعلاج خاص.

 على سبيل المثال، في حالة المريض المدمن على العمل المهني، مدير في مجال التكنولوجيا الرفيعة الذي يعمل 11 ساعة في اليوم، يمكن أن يظهر تآكل في الغدة الكظرية. ولذلك، فالعلاج يركز على التهدئة، العمل على الكلى, الرئتين وعلى التنفس.

بالإضافة إلى ذلك، يشكو بعض المرضى بالإضافة الى التعب المزمن أيضا من الفيبروميالغيا Fibromyalgia – ألم العضلات المنتشر والتعب الذي يؤثر بشكل رئيسي على العضلات والأنسجة التي تربطها بالعظام. في هذه الحالة، يمكن للعلاج أن يستمر بين سنة الى سنتين، ويوصى بإجراء اللقاءات العلاجية مرة في الأسبوع.

علاج التعبالبديل والصحيح يدمج عدد من مجالات الطب الطبيعي، مثل علاج الطاقة بواسطة أزهار باخ والتوينا، بحيث يتم الملائمة لكل مريض العلاج المناسب له. مبدئيا، يمكن لمستخلص أزهار باخ أو مستخلص العلاج المثلي أن يساعد في رفع مستوى المناعة والطاقة في الجسم، ودعم الجسم على النحو الأمثل لإعادة الشحن من جديد.