الفحص الماموغرافي قبل عملية تكبير الصدر

القليل من النساء اللواتي يخضعن لعملية تكبير الصدر, تدركن أهمية فحص تصوير الثدي الشعاعي قبل الجراحة.

الفحص الماموغرافي قبل عملية تكبير الصدر

كما هو معروف، في السنوات الأخيرة يزداد باستمرار عدد النساء اللواتي يخضعن لجراحة تكبير الصدر. ولكن القليل من النساء اللواتي يخضعن لهذه العملية الجراحية تدركن أهمية فحص تصوير الثدي الشعاعي (Mammography) أو فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound) قبل جراحة تكبير الصدر، لمعرفة ما إذا كان هناك خطر لحدوث ورم سرطاني في الثدي أم لا.

بداية، يجدر بنا التنويه! إلى أن جراحة تكبير الصدر لا تزيد من خطر الإصابة بسرطان الثدي، لكنها تجعل إمكانية تشخيصه في مرحلة مبكرة أكثر صعوبة. عملية جراحة تكبير الصدر هي جراحة يتم خلالها إدخال غرسه إلى داخل نسيج الثدي في المنطقة الواقعة بين العضلة الصدرية (Pectoralis) وبين الثدي، أو تحت الثدي. هذه الغرسة مكونة من “سيليكون” عادي، “سيليكون هلامي” أو “ماء الملح”. الصعوبة في تشخيص الكتلة السرطانية بعد جراحة تكبير الصدر تنبع من كون الأشعة السينية (رنتجن) أقل قدرة على اختراق الغرسة، بالمقارنة مع نسيج الثدي.

هذه الميزة تخلق مشكلة تتمثل في أن الإشعاع العالي يُظهر الغرسة لكنه يؤدي إلى تعرض أنسجة الثدي لإشعاع مفرط. لذلك، لا يمكن رؤية تفاصيل في أنسجة الثدي على شاشة الأشعة السينية، وانما نحصل على نتيجة اشبه بفيلم التصوير، تعرض إلى ضوء زائد. أما الإشعاع المنخفض فيظهر نسيج الثدي، لكنه لا يخترق الغرسة وبهذا فهو لا يكشف ما يمكن أن يكون مختفيا من ورائها. هذه الحقيقة تقلل بالطبع من احتمال تشخيص أورام سرطان الثدي.

إجراء فحص تصوير الثدي الشعاعي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية قبل جراحة تكبير الصدر، يتيح إمكانية تكوين قاعدة مقارنة بين حالة الثدي قبل الغرسة وبين حالته بعدها. الكتل الحميدة، أو التكلس، تتكون في سن مبكرة، ومن أجل فحص نوعيتها نحتاج إلى إثبات. اثبات كهذا يمكن الحصول عليه بواسطة الخزعة (Biopsy) ومن خلال المتابعة التي تتم، خلال فترات زمنية محددة، بواسطة تصوير الثدي الشعاعي أو التصوير بالموجات فوق الصوتية. في كلتا الحالتين، من الصعب تنفيذ هذه الفحوصات إذا كانت هنالك غرسة في الثدي. وتنبع أهمية فحوصات ما قبل جراحة تكبير الصدر من أن فحص الخزعة قد لا يكون قادرا على الوصول إلى البينة نفسها، بل قد يضر بالغرسة، ويكون فحص المتابعة ممكنا فقط إذا كان موقع الكتلة معروفا، مسبقا.

كيف يتم اجراء التصوير الشعاعي للثدي

وزاره الصحة الأمريكية توصي بإجراء فحوصات التصوير الشعاعي للثدي والتصوير بالموجات فوق الصوتية قبل جراحة تكبير الصدر لدى النساء فوق سن الثلاثين عاما. وهذا في حين أن النساء تحت هذا السن، يتعين عليهن إجراء هذه الفحوصات فقط إذا كن ضمن مجموعة الخطر للإصابة بهذا المرض. وبالإضافة إلى ذلك، يجب إجراء فحص عن طريق اللمس على يد جراح الثدي.

النساء اللاواتي لم يخضعن لفحص تصوير الثدي بالأشعة قبل جراحة تكبير الصدر، يمكنهن إجراؤه بعد الجراحة. في هذه الحالة، وزاره الصحة الأمريكية توصي كل امرأة فوق سن الأربعين عاما بإجراء هذا الاختبار مرة واحدة في السنة. وبالرغم من عدم وجود صلة بين عملية الزرع وبين سرطان الثدي، إلا إنه من المفضل إجراء فحص متابعة شامل (بما في ذلك فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية).

من الجدير بالذكر، إنه كانت العديد من الحالات في الماضي حدث فيها انفجار، أو تسرب، في الغرسة نتيجة التصوير الشعاعي للثدي. لكنها حالات نادرة جدا. في الولايات المتحدة، حيث توجد 4 ملايين امرأة مع غرسة مزروعة في الثدي، كانت هنالك أقل من خمسين حالة انفجار أو تسرب في الغرسة. في جميع تلك الحالات، كانت تلك الغرسات قديمة ومملوءة بمحلول ملحي. تجدر الإشارة هنا أيضا إلى أن خطر الإصابة بسرطان الغدد الليمفاوية في الثدي نتيجة لعملية الغرس في الثدي هو نادر جدا. وقد أجريت دراسة واحدة في هولندا أشارت إلى أن احتمال الإصابة لدى النساء مع غرسات هو أكبر بقليل منه لدى بقية السكان. ولكن هذه مجرد دراسة واحدة ونتائجها غير قاطعة.

فحوصات تصوير الثدي بالأشعة السينية لدى النساء مع غرسات لا تختلف كثيرا عنها لدى النساء بدون غرسات. الفارق هو في كمية الصور (8 مقابل 4) وطبيعة وضعية الثدي على سطح الاختبار. اليوم، تجرى فحوصات التصوير الشعاعي للثدي بواسطة الأجهزة الرقمية التي تسمح بالتغيرات في جودة الصورة، عرضها والتركيز على مناطق مختلفة. البرمجيات لتحسين جودة الصورة تزيد من احتمال تشخيص المرض، لا سيما في المنطقة الحدودية ما بين الغرسه وأنسجة الثدي.


من قبل
ويب طب –
الخميس 7 حزيران 2012


آخر تعديل –
الخميس 31 كانون الأول 2020


المرجع : webteb.com