يوم دون تدخين : هل يمكنكم القيام بذلك؟

بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين (no tobacco day) الذي يصادف 31.5, نضع بين ايديكم بعض المعلومات حول حجم ظاهرة التدخين.

يوم دون تدخين : هل يمكنكم القيام بذلك؟

من يدخن وكم يدخن؟
تصل نسبة المدخنين في الولايات المتحدة والدول الصناعية الى 22.8%. تتفاوت النسب بين الطبقات الإجتماعية المختلفة:
نسبة الرجال المدخنين (31%) أكبر من نسبة المدخنات (14.8%), إلاّ أن نسبة المدخنين بكثرة (أكثر من 20 سيجارة في اليوم) متساوية بين الرجال والنساء (نحو 10%), ونسبة المدخنين في الطبقات الإجتماعية العُليا (التي يكون دخلها ضمن إطار الأعشار الثلاثة العُليا) أقل من نسبتهن لدى الفئات التي تعاني من تدني دخلها. للأسف.

على الرغم من هذه المعطيات, إمكانية الإقلاع عن التدخين لا تزال واردة. وعلى مر السنين, تم تطوير أساليب عديدة لمساعدة المعنين. سنناقش الأسباب التي تدفعنا لبذل الجهد للإقلاع عن التدخين في الأسطر التالية.

متى ينبغي علينا الاقلاع عن التدخين؟
تظهر أبحاث مختلفة, وجود علاقة بين سن الإقلاع عن التدخين وبين تأثير ذلك على الإصابة بالأمراض المختلفة وتأثيره على معطيات المراضة ومعدل الوفاة العام. كما هو متوقع, فإن نجاح الإقلاع عن التدخين يكون أكبر كلما كانت فترة التدخين أقل وسن بداية الإقلاع عن التدخين أصغر (قام الباحثون بفحص تأثير الإقلاع عن التدخين قبل سن 40 مقارنةً مع التوقف عن التدخين بعد سن 40). لكن كل الأبحاث تظهر أن الإقلاع عن التدخين في كل جيل, يؤثر بشكل إيجابي على كل العوامل التي تم قياسها.

لا لإضاعة الأموال!
إستهلاك السجائر ينعش اقتصادات الدول, ما يعني انه يسبب الافلاس للمدخنين. عدا عن ذلك, فإن العبء العام لإستهلاك السجائر, مع الأخذ بعين الإعتبار نفقات الصحة, فقدان القدرة على العمل وغيرها, يقدر بـ 198 مليار في السنة في الولايات المتحدة الأميركية, عند القيام بعملية حسابية أكثر بساطةً, نستنج بأن الشخص المدخن المتوسط (يستهلك علبة سجائر واحدة في اليوم) ينفق أكثر من عشرات آلاف الدولارت (في أحسن الحالات) على السجائر فقط خلال عشر سنوات. بالطبع لا يدور الحديث عن سبب طبي, إلا أنه يشكل داعي ومحفز جيد للإقلاع عن التدخين.

أمراض في القلب, السجائر هي المسبب لأكثر من 10% من الأمراض القلبية والوعائية (Cardiovascular diseases) في العالم, مما يعني بأنه بوسعنا منع أكثر من مليوني حالة وفاة تعود لأسباب قلبية في السنة, إذا توقفنا عن التدخين.
حتى عندما يتم الإقلاع عن التدخين في مرحلة متأخرة, بعد الخضوع لجراحة في الشرايين التاجية في القلب, فإن ذلك يؤدي لتقليل خطر حدوث إحتشاء في عضلة القلب  Myocardial Infarction)) بـ 36%.

يعتبر الإقلاع عن التدخين العلاج الوقائي الثانوي الأكثر نجاعةً (فعال أكثر من الأدوية الخافضة لمستوى الكوليسترول وغيرها). الإنخفاض في خطر الإصابة بأمراض قلبية (بعد الإقلاع عن التدخين) هو الأسرع من بين المضاعفات الأخرى للتدخين, وخلال 5 سنوات بعد التوقف عن التدخين, يصبح خطر الإصابة بأمراض قلبية تاجية مساوٍ لعامة السكان.

يصيب مرض الانسداد الرئوي المزمن (COPD) المدخنين فقط عادةً (إلا أنه يصيب نسبة صغيرة منهم), وتشكل عامل وفاة ومرض شديدة جداً بين المدخنين. الإقلاع عن التدخين والعلاج بواسطة الأوكسجين هي الطرق العلاجية الوحيدة التي أثبتت نجاعتها في تحسين آمال  Prognosis)) مرضى COPD.

لسوء الحظ, لا يمكن “إصلاح الضرر” الذي لحق بوظائف الرئة, إثر التدخين المتواصل لعدة سنوات. إلا أن الإقلاع عن التدخين يعيد وتيرة الإنخفاض في وظائف الرئة للمعدل الطبيعي, ولذلك يُنصح بالإقلاع عن التدخين في أي مرحلة كانت (قبل وحتى بعد الإصابة بأمراض رئوية).

أمراض سرطانية خبيثة
بطبيعة الحال هنالك علاقة بين التدخين وسرطان الرئة (وفي أنواع معينة وقاتلة خصوصاُ من هذا السرطان, يعتبر التدخين عامل خطر هام جداً وأحياناً يكون عامل الخطر الوحيد). لكن التدخين يعتبر عامل خطر رئيسي في معظم الأنواع الأخرى من الأمراض الخبيثة, كما أنه يرتبط بـ 30% من حالات السرطان في العالم. حتى بعد الكشف عن وجود سرطان خبيث وعند بداية العلاج, يساهم الإقلاع عن التدخين بشكل ملحوظ في منع الأمراض السرطانية الثانوية ومضاعفات العلاج.

أمراض رئوية أخرى
يعتبر التدخين عامل خطر في معظم الامراض الرئوية, بما في ذلك الربو, الأمراض العدوائية (إلتهاب القصيباتBronchiolitis, السل), الأمراض المناعية وغيرها.

يجدر التنويه في هذا السياق, إلى أنه تم إثبات أن التعرض ولو لكمية صغيرة جداً من منتجات التبغ, حتى إستنشاق الجزيئات التي علقت على الثياب (التعرض للملابس, خصوصاً ملابس الوالد المدخن, حتى من دون التعرض لدخان التبغ بحد ذاته), ناهيك عن التدخين الثانوي الفعلي, يؤدي لمعظم المضاعفات التالية (الرئوية والتي تحصل خارج الرئتين).

أمراض الجهاز الهضمي
يقلل الإقلاع عن التدخين بشكل كبير خطر الإصابة بقرحات في الجهاز الهضمي, كما أنه يحسن بشكل ملحوظ عملية شفاء هذه القرحات إن وُجدت. كما أن التوقف عن التدخين يساهم في نسبة كبيرة من الأمراض المزمنة في الجهاز الهضمي, بما في ذلك داء كرون(Crohns disease) , الداء البطني Celiac disease) ) وغيرها.

العقم
تم إثبات أن التوقف عن التدخين يقلل من خطر الإصابة بنسبة كبيرة من مضاعفات التدخين في الجهاز التناسلي: معدلات العقم تكون أعلى, يرتفع خطر الإجهاض والحمل المنتبذ أو الحمل خارج الرحم (Ectopic pregnancy), إرتفاع خطر حدوث الإياس المبكر والمضاعفات خلال الولادة.

لكنني أدخن سيجارة واحدة مع القهوة
حاولت العديد من الدراسات فحص تأثير الإنخفاض في التعرض للتبغ. على ما يبدو, فإن الإنخفاض الكبير في كمية التدخين تقلل بشكل طفيف المخاطر الصحية. حتى التقليل بـ 50% بكمية السجائر في اليوم لم يظهر تغييراً كبيراً في خطر الموت بشكل عام. بينما لوحظ وجود فرق واضح بين التوقف التام عن التدخين وبين التعرض بشكل معتدل للتدخين (حتى 4 سجائر في اليوم وأقل من ذلك).


من قبل
ويب طب –
الخميس 31 أيار 2012


آخر تعديل –
الثلاثاء 5 كانون الثاني 2021


المرجع : webteb.com